في الحلقة السابقة شاهدنا أحد أنماط المعلمين وهو ليس كل المعلمين ففي الحقيقة هناك من المعلمين وهم كثرة من تود الجلوس إليه والتحدث معه وتتعلم على يديه وهذا النوع من المعلمين يقبل باستمراربـالتنمية المهنيةلماذا ؟
لأنه يؤمن أن عمليات التعليم والتعلم لا تنتهي وهي مستمرة حتى قيام الساعة فالمعرفة المتجددة تتطلب ناقل متجدد ومعلم متطور على اطلاع دائم ولديه خبرات متجددة وأساليب تربوية وتنموية ويطبق معايير واضحة ومعتمدة على نفسه باستمرار ولذلك وجدنا المعلم الأول للبشرية محمد صلى الله عليه وسلم يتلقى العلم حتى مماته وهو في الثالثة والستين من العمر ثم يراجع القرآن مع رسول الوحي جبريل عليه السلام ثم يعلم الصحابة ولقد هيأه ربه سبحانه وتعالى لقبول التعلم ومواصلته حيث نجد ذلك في سوة طه في قوله تعالى : ( فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما ( 114 ) )
يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ولا تعجل يا محمد بالقرآن ، فتقرئه أصحابك ، أو تقرأه عليهم ، من قبل أن يوحى إليك بيان معانيه ، فعوتب على إكتابه وإملائه ما كان الله ينزله عليه من كتابه من كان يكتبه ذلك من قبل أن يبين له معانيه ، وقيل : لا تتله على أحد ، ولا تمله عليه حتى نبينه لك . تفسير الطبري
ثم يؤكد رب العزة سبحانه وتعالى على نبيه حينما أمره في قوله ( وقل رب زدني علما ) يقول تعالى ذكره : وقل يا محمد : رب زدني علما إلى ما علمتني أمره بمسألته من فوائد العلم ما لا يعلم .
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن هو :
إذا كان هذا الحوار للنبي صلى الله عليه وسلم وأمره له بمواصلة التعلم وتنمية معلوماته وعلومه باستمرار حتى يعلم أمتههذه هي الحقيقة من أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ××××× لا أحد ×××××× النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق على الإطلاق ×××× وهو القدوة الحسنة ونحن كمسلمين متبعين لهديه ونهجه وسنته من الطبيعي أن نقبل بما رضي به لأنه صلى الله عليه وسلم يرضى بما فيه شرف أمته
فهل يرفض المعلمون من أمته مواصلة التعلم والتنمية المهنية باستمرار ؟
نواصل الحديث في الحلقة القادمة إن شاء الله
مواقع النشر (المفضلة)