المشهد الثاني
نفس المنظر السابق
الرازي : هاقد حان وقت حضور الفتيان ..
الوزير : أرجو ألا يتأخروا حيث أن أمير المؤمنين سيحضر بعد قليل ...
الرازي : إن حضور أمير المؤمنين مناسب جداً حتى يقف علي نتائج التجربة
الحاجب : (يصيح )أمير المؤمنين الخليفة المعتضد ....
(يقف الوزير الأول الرازي ... يدخل الخليفة ومعه الوزراء الثلاثة...)
الخليفة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..



الرازي والوزير : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومرضاته .
(يجلس الخليفة ... يشير للجميع بالجلوس ... يجلسون )
الخليفة : (يحادث الرازي ) ها قد جاء اليوم الخامس يا طبيب بغداد ..
الرازي : ان يحل هذا المجلس حتى يحدد المكان المناسب بإذن الله
الحاجب : (يدخل ) سيدي أمير المؤمنين
الخليفة : ما ورائك يا هذا ؟!
الحاجب : الفتيان الأربعة الذين كلفهم الطبيب الرازي ينتظرون الإذن بالدخول .
المعتضد : أدخلهم ..
الحاجب : أمرك سيدي ..
(يخرج ... يدخل الفتيان الأ ربعة ويبد كل واحد منة قطعة اللحم التي أخذها من الرازي ..
سامر وأسيد يضيع كل منهما يده علي أنفة )
الفتيان : السلام عليكم ...
الجميع : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المعتضد : ما لكما تضعان يديكما علي أنفيكما !!
أسيد : إن رائحة اللحم لا تطاق ..
الوزير الثاني : ويحكما أخرجا حتي لا تفسد هذه الراحة الخبيثة مجلس أمير المؤمنين .
المعتضد : (يخاطب الوزير ) ويحك يا نادر إننا في مجلس علم ومعرفة فلا تحرمنا من الفائدة .. (يخاطب الرازي )
لاشك أن لديك ما تريده قولة يا رازي
الرازي : (يقف ويتجه الى الفتيان) أكبر منك يا أمير المؤمنين تشجيعك للعلم ولطلبة العلم .. نعم إن لدي ما أريد
شرحه إذا سمحت لي
المعتضد : تفضل .
الرازي : قل لي يا سيدي .. أين وضعت قطعة اللحم .
أسيد : وضعتها في جنوب بغداد ..
الرازي : ويبدو أنها تعفنت ...
أسيد : من اليوم الأول يا سيدي ..
الرازي : شكراً لك يا سيدي .. ( يتجه السامر )... وأنت يا سامر أين وضعت قطعة اللحم .
سامر : فظيعة ... فظيعة يا سيدي ...( يضع يده علي أنفة )
الرازي : ومتي بدأ هذا العفن ..
سامر : في اليوم الثاني يا سيدي ..
الرازي : شكراً لك يا سامر .. ( يتجه إلي سعيد ) وأنت يا سعيد أين وضعت قطعة اللحم ؟!
سعيد : وضعتها في شرق بغداد كما كلفتني ...
الرازي : (يا خذها ويشمها ) إنا بها رائحة كريهة بعض الشي ...
سعيد : حتي الأمس لم يكن بها رائحة تذكر .. ولكن يبدو أن العفن بدأها اليوم (يعطيه قطعة اللحم ) ..
الرازي : شكراً يا سعيد (يحادث أسامة )وأنت يا أسامه ...
أسامه : نعم يا سيدي ...
الرازي : أين وضعت اللحمة ....
أسامه : شمال بغداد .....
الرازي : أرينيها ... ( يأخذ قطعه اللحم ويشمها ... يتجه إلى الخليفة المعتضد ..) هل تريد أن تشم يا أمير المؤمنين .
المعتضد : (يشمها) لارائحه فيها تذكر...
الرازي : (يعيدها الى أسامه )شكراً لك يا أسامه ..... لقد فازت لحمتك ..
أسامه : ماذا تقصد ....
الرازي : لو أذنت لي يا أمير المؤمنين فإني أرغب أن يجلس هؤلاء الفتيان ليعترفوا على نتائج التجربة ... فهم الذين
قاموا بها من البداية الى النهاية ..
المعتضد : من حقهم هذا...
الرازي : أجمع اللحم يا أسامه وأخراجه ... وأنتم اجلسوا.
( أسامة يجمع اللحم ويخرج الى الخارج ... يجلس الفتيان ) مولاي أمير المؤمنين ..لقد كلفتني باختيار
مكان المستشفى . اختيار المكان المناسب الذي يتوفر فيه الهواء النقي وتقل فيه الجراثيم ومسببات الأ مراض
من حشرات وغيرها (يدخل أسامه من جديد ويجلس ) وحينما طلب مني اختيار المكان الصحي المناسب لم أكن
لأعرف أي الجهات أفضل فما كان مني إلا أن طلبت أربعاً من قطع اللحم وأربعة من إلي الجهة المخصصة ويعلقها
وينتظر ... وكما لاحظت يا مولاي ففي الجهتين الجنوبية والغربية تعفنت القطعتان بسرعة .
المعتضد : وهذا يدل علي أن هواء هاتين المنطقتين ملوث با الجراثيم والحشرات .
الرازي : با لضبط يا مولاي .. أما الجهة الشرقية فكان لتعفن بطيئان ... أما الجهة الشمالية فكما رأيت يا مولاي كانت قطعة
اللحم علي طبيعتها تقريباً ...
المعتضد : هل لي أن أستنتج بأن الجهة الشمالية هي المكان المناسب لإقامة المستشفي .
الرازي : نعم يا مولاي استنتاج في محلة ... المكان المناسب لعلاج المرض هو شمال بغداد لن الهواء نقي و الجراثيم
والجراثيم والحشرات قليلة إذا قورنت با لجهات الأخرى .
الوزير الأول : يالها من فكرة بسيطة ورائعة ..
المعتضد : لقد بذلت جهداً كبيراً ... أنا شكراً لك ..
الرازي : أنا لم أبذل جهدًا يذكر يا مولاي ... الذي بذل الجهد (يشير للفتيان ) هولاء..
المعتضد : سنكرمك وتكرمهم .... أيها الوزير..
الوزير الأول: أمرك مولاي .ز
المعتضد : أعط كل فتي هولاء الفتيان مائة دينار لجدة واجتهاد ...
أما أبو بكر الرازي فأعطه ألف دينار ..ز وسيكون المشرف علي علا ج المرضي با المستشفي ..
الرازي : اكرمك الله يا مولاي ..


(( ستا ر ))









[/b][/font]
[/size]