التخطيط لمستقبل جودة التعليم( الحلقة39 )
تحسين الممارسات داخل المنظومة التعليمية (13)
تابع تحسين الممارسات داخل المرحلة الابتدائية
الممارسة الخامسة :-أساليب التقويم
طفل المرحلة الابتدائية له طبيعة خاصة فى التعامل معه ، لأن الهدف هو تكوينه وإعداده . وللأسف الشديد الكثير من المعلمين والمعلمات لدينا يختبروا قدرات الأطفال فى القدرة على الحفظ ،والتذكر فحسب ، فتأتى المعلمة أو المعلم مع بداية العام الدراسى ،وبعد إجازة صيفية طويلة، وتختبر الطفل والطفلة فى الإملاء أو الحساب ، والنتيجة أن يحصلوا على درجات منخفضة نتيجة للتغيب عن الكتابة فترة طويلة أو عملية العد والحساب . وهذا الأسلوب يتبعه الكثير من المعلمين، والمعلمات لجلب الأطفال إلى المجموعات، والدروس الخصوصية مع بداية العام .
هذا الأسلوب فى التقويم يدل على إنعدام ضمير المعلم أو المعلمة لأنه من المفترض أن الطفل بحاجة إلى تهيئة لكل شئ وعدم مفاجئته بالامتحانات التى تفقد إحساسه بالثقة وتثير الرعب والخوف لديه من الفشل .
الأمر الآخر كثير من المعلمين ، والمعلمات يعلنون فشل الأطفال فى السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية لأولياء الأمور ، من أجل ألا يبذلوا مجهوداً كبيراً مع الطفل . وهذا دليل على فشل المعلم أو المعلمة فى التعامل مع الأطفال .
أثبتت العديد من الدراسات أن قصور ،وقلة خبرة المعلمين ،والمعلمات فى التعامل مع الأطفال ،وكيفية تقويمهم يؤدى إلى سرعة اتخاذ القرار بالحكم على بعض الأطفال بالفشل رغم نبوغهم، وقدراتهم اللامحدودة، والإبداعية فى الكثير من المجالات.
ومن ثم لا يوجد طفل فاشل أو متعثر فى المرحلة الابتدائية ، وإنما يوجد معلم غير قادر على اتباع أساليب تقويم شاملة ومتكاملة ، ولا تقيس القدرة الحفظ فقط كما هو متبع الآن.
وأنسب أسلوب للتقويم هو إختبار القدرات بدون امتحان ، وإنما عمل إبداعات، ومشروعات ثقافية وعملية مثل تأليف قصة ، رسم ، أنشطة وتطبيقات على الدرس ، وضمها إلى بورتفوليو الطفل( ملف الإنجاز) الذى من الضرورى أن يستولى على 60% من درجات تقويم الطفل لأنه حصاد عام كامل ، وليس ساعة امتحان آخر العام . لهذا فالتقويم الشهرى والنهائى بإختبارات تقليدية ليس مقياساً لمعرفة قدرات أطفالنا فى المرحلة الابتدائية . فالهدف هو بناء مواطن قادر على التعلم الذاتى، ومشارك فى التنمية ، وليس التعقيد بإمتحانات لا تقيس أى شئ .
كما أن ذهنية المعلم ،والمعلمة فى تلك المرحلة موجهة ناصية امتحان آخر العام فحسب، وهذا ما يتم نقله للأطفال ، ومن ثم درجة استمتاع الأطفال بمجتمع المدرسة ضئيلة يشوبها الخوف ،والمعاناة من أجل الحصول على درجات أعلى فى امتحان آخر العام .
الفكرة فى مجتمع المدرسة ليست هى الامتحانات ، وإنما التربية والتعليم ، وتعلم مهارات حضارية وسلوكية تؤهل الطفل للتواصل مع العالم الخارجى بشكل علمى وعملى فى الوقت ذاته.
على هذا النحو فمن الأفضل أن يتم اتباع أسلوب التقويم الشامل القائم على اكتشاف القدرات والإبداعات من خلال ملف الإنجاز الخاص بالطفل( البورتفوليو ) الذى يضم أنشطة ، أبحاث ، مؤلفات ، صور ، مخططات ، حضور حفلات ، مشاركة ، ورش عمل ........
ويتم اختبار الطفل شفهياً بإستمرار لمعرفة قدرته على الكلام، والتواصل والقراءة الجيدة . كما تعقد اختبارات كتابية تختبر أسلوب الكتابة والقدرة على توصيل المعلومة بدقة دون حشو أو تزيد .
ومن ثم يمكن أن نضع نسب مئوية لعملية التقويم لطفل المرحلة الإبتدائية :-
ملف الإنجاز 60% لكل المواد المتعلمة (من التقويم النهائى للطفل)
اختبار شفوى 20% لكل مادة متعلمة( من التقويم النهائى للطفل )
اختبار آخر العام 20% من التقويم النهائى للطفل .
وبهذ يتم تقويم الطفل بناء على قدراته الحقيقية وليس فقط قياس الجانب المعرفى فى أدنى مستوياته وهو الحفظ والاسترجاع .
إلى اللقاء فى الحلقة القادمة بإذن الله لنكمل مسيرة تحسين الممارسات التعليمية ضمن حلقات التخطيط لمستقبل جودة التعليم ، وحديثنا عن التعليم الإعدادى بإذن الله .