حوار مع أمى

[محمد حسن ضبعون]

نصيحة أمى

إياك أن تتكلم في الأشياء وفي الناس
إلا بعد أن تتأكد من صحة المصدر
وإذا جاءك أحد بنبأ فتبين ..قبل أن تتهور
وإياك والشائعة لا تصدق كل ما يقال
ولا نصف ما تبصر
وإذا ابتلاك الله بعدو ..قاومه بالإحسان إليه
أقسم بالله
أن العداوة تنقلب حبا ...تصور!
إذا أردت أن تكتشف صديقا
سافر معه
ففي السفر
ينكشف الإنسان
يذوب المظهر
وينكشف المخبر
ولماذا سمي السفر سفرا
إلا لأنه عن الأخلاق والطبائع يسفر......
وإذا هاجمك الناس وأنت على حق
أو قذفوك بالنقد...فافرح
إنهم يقولون لك: أنت ناجح ومؤثر
فالكلب الميت...لا يركل
ولا يرمى ...إلا الشجر المثمر
ضبعون ياصغير
عندما تنتقد أحدا
فبعين النحل تعود أن تبصر
ولا تنظر للناس بعين ذباب
فتقع على ماهو مستقذر
وسأحكي لك قصه المعزة والذئب
حتى لا تأمن من يمكر
وحينما يثق بك أحد
فإياك ثم إياك أن تغدر
سأذهب بك لعرين الأسد
وسأعلمك أن الأسد لم يصبح ملكا للغابة
لأنه يزأر
ولكن لأنه
عزيز النفس
لا يقع على فريسة غيره
مهما كان جائعا يتضور
لا تسرق جهد غيرك
فتتجور
سأذهب بك للحرباء
حتى تشاهد بنفسك حيلتها
فهي تلون جلدها بلون المكان
لتعلم أن في البشر مثلها نسخ تتكرر
وأن هناك منافقين
وهناك أناس بكل لباس تتدثر
وبدعوى الخير ...تتستر ...
تعود يا ضبعون
أن تشكر
اشكر الله
فيكفي أنك مسلم
ويكفي أنك تمشي
وتسمع
وتبصر
أشكر الله وأشكر الناس
فالله يزيد الشاكرين
والناس تحب
الشخص الذي عندما تبذل له يقدر
اكتشفت يا بني
أن أعظم فضيلة في الحياة
الصدق
وأن الكذب وإن نجى
فالصدق أخلق
بمن كان مثلك يا ضبعون ياصغير