الاستاذة الفاضلة الاستاذة علا
اسمحى لى بالمشاركة فى هذا الموضوع الهام الذى يهمنا جميعا كمعلمين ومراجعين وهو هدفنا الذى نسعى من اجل تحقيقه
وهو كل ما نتمناه وعند البحث عن هذا المصطلح وجدت ان
أطراف هذه القضية الشائكة أربعة:
المجتمع
والمتعلم
والمدرسة
والمعلم،
هل المجتمع الذي نعيش فيه يريد للمتعلم أن يصل للدرجة الثقافية التي يأملها
التربويون منه؟ أم أنه يريد شخصاً يمﻸ الفراغ ويسير على وتيرة السابقين ويطبّق قوانين ولوائح أآل
عليها الزمن وشرب؟ .
إذا أجبنا عن هذا التساؤل بكل صدق نكون قد بدأنا الخطوة اﻷولى للعﻼج،
فالمجتمع ﻻ يريد إﻻ إنسانا يسعى طيلة الشهر آادحاً آادّاً لكي يحصل في نهايته على راتب يستطيع أن يعيشمنه هو وأسرته،دون النظر لكونه مبتكراً أو عبقرياً، بل أحياناً قد تؤدي عوامل أخرى إلى دفن أصحاب المواهب والقدرات
الخﻼقة، وقد يؤدي نبوغ الفرد إلى فصله وتسريحه من العمل، وقد يتطور اﻷمر إلى اتهامه بالجنون
وإيداعه في أقرب مصحة لﻸمراض العقلية،
إن البداية تكون بإصﻼح نوعية معينة من أفراد المجتمع وإعدادهم لمستقبل التغييرات التي سوف
تحدث حتى ﻻ نصطدم بالرفض من جانبهم حين نصل إلى مرحلة التطبيق العلمي والعملي.
فمن اﻵن يجب أن
تقوم أجهزة اﻹعﻼم المختلفة بالتوعية اليومية ﻷفراد المجتمع وحثّهم على تبني
اﻷفكار الجديدة،
وتشجيع المواهب والنابغين،
وإعداد المؤسسات التعليمية الخاصة لتشجيع اﻷفراد
وإفهامهم أن ما نُقْدم عليه هو اﻹصﻼح بعينه، أي زرع اﻷفكار الجديدة محل اﻷفكار القديمة التي ﻻ
تناسب ما نصبو إليه، وهو ما يتطلب تضافر الجهود، وإضافة إلى ما سبق فإن هناك مجتمعات ليس
لديها اﻻستعداد لتقبّل النصيحة أو حتى اﻹصغاء لفكر جديد، بل يتعدى اﻷمر إلى أبعد من ذلك، حيث
يتطور إلى هجوم ضار ينجم عنه إجهاض الفكرة قبل وﻻدتها، ومن ثم النكوص من جديد.

أما عن المتعلم وهو الهدف اﻷساسي والرئيسي الذي قامت من أجله العملية التعليمية، فيجب علينا
أن نعدّه اﻹعداد الجيد منذ نعومة أظفاره، ونبدأ بالمنزل وقبل دخوله المدرسة،
ويقوم فريق عمل بإعداد منظومات يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية، وتوضع خطة قصيرة اﻷجل وخطة
طويلة اﻷجل، وتقوم بإجراء المسابقات وترصد لها الجوائز، ويتم إضافة درجات وعﻼمات تمييز للنابغين
وتكون لهم اﻷولوية ومنحهم مكافآت مادية لتشجيعهم على صقل مواهبهم.
وتقدم الجهات المعنية الدعم والعون الكافي للمتعلم،
وبهذا نكون قد وصلنا إلى بداية الطريق إلى الحل الجذري.

وعن دور المؤسسة التعليمية على اختﻼفها واتجاهاتها، فيجب أن تكون معدة إعداداً جيداً يسمح باﻻبتكار واﻹبداع
وتشجيع المثقف، وتخصص حصص ومحاضرات وندوات لحث الطﻼب على السير في اﻻتجاه السليم،
لذلك يجب أن تزوّد بكل ما تحتاج إليه من الوسائل العصرية التي تواكب الجديد في كل مجال، فليس
من المعقول أن يدرس الطﻼب في بﻼد حولنا مبادئ الحاسب اﻵلي منذ بداية إدراكهم، في الوقت
الذي يتم فيه تعليم أوﻻدنا على أصابع اليد، ويجب توفير المكان الجيد المناسب والمﻼئم، فمن غير
المعقول أيضاً أن يجلسالتلميذ مرتعداً من البرد بسبب عدم وجود زجاج للنافذة،
فالمكان المناسب المعد والمجهز بجميع اﻷجهزة واﻷثاث هو أساس العملية الثقافية.

والعنصر الرابع وهو المعلم، فيجب إعداد جيل من المعلمين يكونون على اقتناع تام وإيمان كامل بالدور
المنوط بهم فعله، ﻷن فاقد الشيء ﻻ يعطيه. ويعطى كل الصﻼحيات التي تساعده في عمله ﻹعداد
ذلك الجيل الذي نريد منه أن يمتطي صهوة الجواد ليحلق ملتحقاً بركب الحضارة،