فهمي هويدي: لم اقتنع
بحجة الاخوان لترشيح الشاطر

ونغادر 'اليوم السابع' إلى 'الشروق' في نفس اليوم ايضاً وزميلنا والكاتب الإسلامي الكبير وقوله وهو ينظر إلى الإخوان نظرة ملؤها الشك والريبة فيهم:
'لم أقتنع بالحجج التي ساقها الإخوان لتبرير دفعهم بمرشح من بينهم لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية، وكنت قد تحفظت من قبل على قيامهم بتشكيل الحكومة، فيما اعتبرته 'مغامرة' محفوفة بالمخاطر، إلا أن ما قيل أمس الأول عن الترشح للرئاسة يرفع من درجة التحفظ حتى يضاعفه.
في هذا الصدد لدي عدة ملاحظات بعضها في الشكل وبعضها في الموضوع، في الشكل أيضاً يثار السؤال التالي: هل أقدمت قيادة الإخوان على هذه الخطوة دون أي تشاور أو تفاهم مع المجلس العسكري؟- إذا كان الرد بالإيجاب فمن حقنا أن نعرف مضمون ذلك التفاهم وحدوده، أما إذا كان الرد بالنفي فهل الإخوان جاهزون للصدام مع المجلس وفي تحمل تداعيات وفاتورة ذلك الصدام؟ وما هي المصلحة الوطنية في ذلك؟ ان الإخوان قرروا فصل الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح ومعاقبة أعضاء الجماعة الذين ايدوه بدعوى أن قرارهم الأصلي كان يقضي بعدم الترشح للرئاسة، لكنهم حين غيروا رأيهم ظل موقفهم من الدكتور أبو الفتوح كما هو، حتى بدا وكأن الموقف لم يكن مبنياً على المبدأ والموقف ولكنه كان منصباً على الشخص.
كيف مرّ على الإخوان أن الجماعة الوطنية المصرية بل والمجتمع المصري بأسره يمكن أن يحتملوا في وقت واحد رئاستهم لمجلسي الشعب والشورى والجمعية التأسيسية للدستور ورئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية أيضاً؟

كيف يقتنع الرأي العام
بحديث الاخوان عن زهدهم بالسلطة؟

فيما يخص الموضوع يثير المشهد عدة أسئلة منها ما يلي: - هل الإخوان جاهزون لحمل المسؤوليات التي يتقدمون نحوها، وهل يتوقعون أن يشاركهم أحد من القوى الوطنية الأخرى بعدما بالغوا في قدرتهم على النحو الذي لمسه الجميع؟ وهل يستسيغ عقل رصين فكرة تفردهم بحمل تلك الأثقال في ظروف هي من أسوأ الظروف التي مرت على مصر؟
- ألم يدركوا أن تصويت الجماهير لصالحهم في الانتخابات البرلمانية يمكن أن تختلف دوافعه تماماً عنها في حالة الانتخابات الرئاسية، إذ هم في البرلمان أصحاب رأي، أما في الرئاسة فهم أصحاب قرار، ولأنهم لم ينجزوا شيئاً يلمسه الناس على الأرض حتى الآن فما الذي سيقنع الجماهير بجدوى التصويت لصالحهم في انتخابات الرئاسة؟'.
مجلسا الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية للاخوان

وإذا كانت هذه آراء من ينتمون لتيارات إسلامية، فماذا نتوقع من غيرهم؟
زميلنا في 'الأخبار' وإمام الساخرين أحمد رجب قال في هذا اليوم المبارك، الاثنين، لأننا نصومه مع الخميس: 'سؤال: رئيسا وأغلبية مجلسي الشعب والشورى من حزب الحرية والعدالة، رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء من حزب الحرية والعدالة باعتبار ما سيكون.
وكل أعضاء الحرية والعدالة يدينون بالولاء التام والسمع والطاعة وتقبيل فضيلة مرشد الإخوان بمن فيهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيسا المجلسين التشريعيين وأغلبية الأعضاء وبذلك لا تكون الأمة هي مصدر السلطات بل فضيلة المرشد الذي يجمع كل السلطات في يده ماعدا السلطة القضائية حتى إشعار آخر، هل حقاً قمنا بثورة وتخلصنا من حكم الفرد؟'.