في الدول المتقدمة يكون لكل معلم موقع الكتروني على الشبكة العنكبوتية يقدم من خلالة شرحاً لدروسة ويطلب من طلابة موافاته بأسمائهم وعناوين البريد الالكتروني الخاصة بهم ثم يحدد لهم المكان والزمان الذي سوف يقدم فيها الدرس المعلن لهم مسبقاً، ثم يقوم المعلم بشرح الدرس ويبدأ بعملية الإثارة والدافعية لديهم ويعرض من خلال الموقع الصور والأصوات المتعلقة بموضوع الدرس مستعينا بالوسائط المتعددة المتوفرة لديه ثم يبدأ في محاورة طلابه بكتاب الأسئلة على الشاشة ويتم الإجابة عليها من قبل المعلم ، كل هذا والطلاب جالسون على مكاتبهم أمام الكمبيوتر وفي مناطق جغرافية مختلفة ويرى بعضهم البعض ويتفاعلون تماماً كما في الصف الدراسي مستغلين امكانياتاهم وقدراتهم في استخدام التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية وبدون إرهاق ونصب وتعب.
يتقدم الطالب إلى المدرسة الإبتدائية التي يرغب في الالتحاق بها ، بدون اي ملفات أو أوراق كل ما يتم له أنه يتم فحصه طبياً وبخضع لاختبار ذكاء بجانب اختبار خاص بمادئ التعامل مع الكمبيوتر التي تعلمها داخل أسرته، ثم تصرف له حقيبة بها كمبيوتر محمول فقط ، ويطلب منه تسليمه في نهاية العام الدراسي ليتسلم في العام القادم الجيل الأحدث تطوراً من الحاسبات ، أما المناهج الدراسية فهي عبارة عن أقراص مضغوطه اسطوانات cd - ، على عكس ما نشاهده هنا في مجتمعاتنا العربية حيث نجد أن الطالب مكبل بكم من الكتب الدراسية ملقاة على كاهلة تكاد تقسم ظهره ، وتسبب له العديد من الآلام ، وتكون هذه الاسطوانات مدعمة بنظام صوتى وبصور ثلاثية الابعاد ، ويوجد لكل طالب داخل الفصل ثلاثة مفاتيح كهربائية، واحد للتيار الكهربائي للحاسب الخاص به وآخر للاتصال مع الحاسب الخاص بالمعلم والثالث للاتصال الصوتي مع زملائه ، أما في الفصل الدراسي داخل مؤسساتنا التعليمية في أوطاننا الغالية فنجد مقعد مهشم مليئ بالحفر ومعلم يجيد فن المحاضرة الجافة العقيمة الخالية من اي تفاعل أو إثارة وزميل مشتت الزهن خالي من اي فكر أو ثقافة أو معرفة.
ويبدأ المعلم الدرس من خلال الكمبيوتر المركزي في الفصل، ويتم التحاول بين الطالب وزملائه من خلال وسائل الاتصال المتاحة أمامهم ويبتادلون المعلومات من مصادر المعرفة المختلفة وفي اي مكان، أما في مؤسساتنا التعليمة الزاخرة فلا توجد مصادر للمعرفة سوى المكتبة التي تحوي قصص ألف ليلة وليلة وعقلة الأصبع والسندباد، والاتصال بين المتعلمين يكاد يكون منقطع بسبب الافتقار إلى ثقافة الحوار وتبادل المعلومات داخل مجتمع الدراسة وخارجه.
ثم يقيم الطالب في المواد الدراسية التي تعلمها عن طريق مشروع عملي يقوم به ويصور بكنولوجيا الكاميرات الرقمية المثبتة داخل الحاسب الذي يعمل من خلاله، في الوقت الذي يفتقر فيه ابنائنا داخل المؤسسات التعليمية الى تعلم أبسط مبادئ التعامل مع الحاسب بسبب قلة الامكانيات وعدم وجود المعلم المتخصص في تدريس علوم الحاسب الآلي، هناك هوة كبيرة بين المتعلم في أوطاننا وبين المتعلم الغربي تدمي قلب كل غيور على مستقبل هذه الأخيال.
هل سياتي اليوم الذي نشاهد فيه المتعلم العربي يتلقى دروسه من خلال حاسب محمول واسطوانة تحمل المنهج الدراسي ؟ هل سيأتي اليوم الذي يغيب فيه مشهد الطالب الذي يحمل حقيبة على ظهره تكاد أن تحوله من طفل إلى كهل ؟ هل الأمر معقد حيال تطبيق هذه التقنية داخل مؤسساتنا التعليمية ؟ أم لا توجد الامكانيات اللازمة له ؟
أخبرني زميل أن هناك إحدى الشركات الكبرى في مجال تكنولوجيا الحاسبات على استعداد لتوريد حاسب لكل طالب وبسعر رمزي ، ضحكت كثيراً وقلت له وهل سيصل إلى الطالب بنفس السعر؟ أم سيكون هناك الوسيط الذي يجني من ورائه الأموال ؟ هل سيتحول من حاسب متعلم الى حاسب تجاري يعرض في السوق السوداء ؟ أم أنه لا يصل اليه اصلاً وانتابتنا علامة استفهام كبيرة وحزن عميق ونظرنا حولنا علنا نجد بصيص أمل يسطع ليضيئ مستقبل أبنائنا ليكونوا في مصاف غيرهم ممن يقدمون نحو المستقبل بكل قوة وتنافس....
مواقع النشر (المفضلة)