المبحث الثالث
طرق اكتشاف وخصائص المبدعين والموهوبين:
هناك طرق عديدة لكشف ومعرفة المبدعين والموهوبين لكننا يتوجب أن نقف أولا على ابرزخصائص المبدعين ليتسنى لنا الكشف عنهم وتحديدهم حيث هنالك خصائص كثيرة يذكرهاباحثو الإبداع غير أن من أهمها ما يلي:
أولا : ـ الخصائص العقلية:
أ ـ الحساسية في تلمُّس المشكلات: يمتاز المبدع بأنه يدرك المشكلات في المواقفالمختلفة أكثر من غيره؛ فقد يتلمس أكثر من مشكلة تلح و يبحث عن حل لها، في حين يرىالآخرون أن (كل شيء على ما يرام)، أو يتلمسون مشكلة دون الأخريات.
ب ـ الطلاقة: وتتمثل في القدرة على استدعاء أكبر عدد ممكن من الأفكار في فترةزمنية قصيرة نسبياً، وبازدياد تلك القدرة يزداد الإبداع، وتنمو قابليته، وهذهالطلاقة تنتظم من خلال :-
v
الطلاقةالفكرية: سرعة إنتاج وبلورة عدد كبير من الأفكار.
v طلاقةالكلمات: سرعة إنتاج الكلمات والوحدات التعبيرية واستحضارها بصورة تدعم التفكير.
v طلاقةالتعبير: سهولة التعبير عن الأفكار، وصياغتها في قالب مفهوم.
ج ـ المرونة: وتعني القدرة على تغيير زوايا التفكير من جميع الاتجاهات, من أجلتوليد الأفكار عبر التخلص من (القيود الذهنية المتوهمة) (المرونة التلقائية)، أومن خلال إعادة بناء أجزاء المشكلة (المرونة التكيّفية).
د ـ الأصالـة: وتعنـي القـدرة على إنتـاج الأفـكـار الجديـدة ـ على منتجها ـ وغيرالمكررة, فهي (أي الأصالة) تقاس بقيمة الأفكار لا بعددها، بشرط كونها مفيدةوعملية.
هذه الخصائص الأربع حددها (جلفورد)، وتشكل هذه الخصائص بمجموعها ما يسمى بالتفكيرالمنطلق (المتشعب)، وهو استنتاج حلول متعددة قد تكون صحيحة من معلومات معينة، وهذااللون من التفكير يستخدمه المبدع أكثر من التفكير المحدد (التقاربي)، وهو استنتاجحل واحد صحيح من معلومات معينة.( جلفودرد , 2003)
هـ ـ الذكاء: أثبت العديد من الدراسات أن الذكاء المرتفع ليس شرطاً للإبداع، وإنمايكفي الذكاء العادي لإنتاج الإبداع ,ونضيف باعتقادنا مع ما ذهب إليه البعض إنالتركيز من الخصائص المهمة.
ثانيا : ـ الخصائص النفسية:
يمتاز المبدع نفسياً بما يلي:
أ ـ الثقة بالنفس والاعتداد بقدراتها.
ب ـ قوة العزيمة ومضاء الإرادة وحب المغامرة.
ج ـ القدرة العالية على تحمل المسؤوليات.
د ـ تعدد الميول والاهتمامات.
هـ ـ عدم التعصب.
و ـ الميل إلى الانفراد في أداء بعض أعماله، مع خصائص اجتماعية وقدرة عالية علىاكتساب الأصدقاء.
ز ـ الاتصاف بالسلوك المرح.
ح ـ القدرة على نقد الذات والتعرف على عيوبها.
ثالثا :- خصائص متفرقة:
أ ـ حب الاستكشاف والاستطلاع بالقراءة والملاحظة والتأمل.
ب ـ الميل إلى النقاش الهادئ.
ج ـ الإيمان غالباً بأنه قادر على تقديم الأكثر في مجال الإبداع.
د ـ دائم التغلب على العائق الذي يصرفه عن الإنتاج والعطاء.
هـ ـ البذل بإخلاص بعيدا عن حب الظهور والشهرة للبحث عن المنصب ورغبة منه فيالعطاء وتحقيق لذة الاكتشاف.
وهنا نتساءل هل يتوجب توفر هذه السمات جميعها في الإنسان حتى يكون مبدعاً؟
وباعتقادنا إن الخصائص العقلية ينبغي توفرها كلها بدرجة معقولة، أما الخصائصالأخرى فيستوجب أغلبها.
هناك بعض المقاييس التي يطبقها بعض من المعاصرين للتعرف على الشخص المبدع، وتقومتلك الاختبارات على طرح بعض الأسئلة التي تقيس مستوى الثقافة وحسن التصرف، وتحددالفارق بين المستوى العمري والمستوى العقلي تعتمد في بعضها على الرموز وتفكيكهاوقسم منها يعتمد بالدرجة الأساس على الإرث المعرفي الذي يحفظه الشخص قد هيأ لهمسبقاً.
لكن تلك الاختبارات في الغالب ليست دقيقة النتائج؛ حيث يضعف من مصداقيتها، ودقةنتائجها عوامل متعددة كطبيعة البيئة الأسرية والاجتماعية للفرد، والمستوى الثقافيوالحضاري فيهما.



كيف يتم اكتشاف الموهوبين والمبدعين؟
يعتمد نجاح البرامج المعدة لرعاية الموهوبين إلى حد بعيد على مدى النجاح فيتشخيصهم وحسن اختيارهم, ولذلك تعددت وتطورت وسائل طرق التعرف على الموهوبين،والكشف عنهم والتي من أهمها:
v ملاحظةالعمليات الذهنية التي يستخدمها الطالب في تعلم أي موضوع أو خبرة في داخل غرفةالصف أو خارجها أو ورش العمل.
v ملاحظةأداء الطالب، أو نتائج تعلمه في أي برنامج من برامج النشاط، أو أي محتوى يعرض لهأثناء الممارسة، أو الصور التي يعرضها في سلوك حل المشكلات.
v تقاريرالطلاب عن أنفسهم، أو تقارير الآخرين عنهم، مثل: تقارير المعلمين ومشرفي الأنشطة،والآباء والأمهات، وزملاء الدراسة والمشرفين على عملية بناء القدرات من كوادرومختصين في مجال كشف الموهبة والإبداع.
v استخدامالمقاييس النفسية مثل: اختبارات الذكاء، والتحصيل، ومقاييس الإبداع.( اللهيبي ,2006. 124 ).
إلا أننا يجب أن نتذكر دائماً أنه لا يوجد طريقة واحدة يمكن من خلالها التعرف علىجميع مظاهر الموهبة, لذلك فإن التعرف يتحقق بشكل أفضل دائماً باستخدام مجموعة منالأساليب المتنوعة التي تعتمد بشكل أفضل دائماً على عمل الفريق.
كما يجب أن نتذكر أيضاً أنه كلما بكّرنا في اكتشاف الطفل المتفوق أو الموهوب، وهوما زال في مرحلة عمرية قابلة للتشكيل كان ذلك أفضل كثيراً من الانتظار إلى سنمتأخرة، قد يصعب فيها توجيه الموهوب الوجهة المرجوة, نظراً لما يكون قد اكتسبه منأساليب وعادات تجعل من الصعب عليه التوافق مع نظام تربوي، أو تعليمي مكثف يعتمدصيغ وممارسات حديثة لم يعهدها سابقاً.