يتفق علماء الاجتماع السياسي .. على ان الديكتاتوريات تنشأ عن طريق مايمكن تسميته .. ( عقد الحرمان )
والواقع ان اغلب الطغاة .. عاشوا طفولة معذبة .. ومراهقة صعبة .. حدث هذا مع نيرون .. وجنكيزخان ..
وهتلر .. الامر الذى من شأنه .. يمهد السبيل لخضوع شخصية الطاغية الى مجموعة من العقد .. ومرجع ذلك
عند افلاطون .. هو ضعف الطاغية .. وشخصيته الهزيلة .. وفقر نفسه .. يتم تعويضه عبر مزيد من الطغيان
خاصة عندما يعتلى شعوبا خانعة .. راضية بالهوان .. والهزيمة ..
لقد جرت العادة .. فى بلاد فارس قديما .. عندما يموت الملك .. يترك الناس خمسة ايام بدون ملك .. وبدون قانون .. لتعم الفوضي والاضطرابات .. بعد ان يصل السلب .. والنهب .. والاغتصاب الى منتهاه ..
فان من يبقى على قيد الحياة .. بعد تلك الفوضى الطاحنة .. سوف يكون لديهم ولاء حقيقى وصادق للملك
الجديد .. اذ تكون التجربة قد علمتهم مدى رعب الحالة التى .. يكون عليها المجتمع .. اذا غابت السلطة
السياسية ..
وهو درس طبقه .. يزيد بن معاوية .. والي المدينة عام 36 هجرية .. لما ثار عليه اهلها .. لفسقه .. وفجوره
وكانت واقعة الحرة الشهيرة .. بنتائجها المؤلمة .. ومن ثم نستحضر مقولة مبارك .. قبل التنحي ( انا او الفوضي) .. وما اعقبها من فوضي .. وانفلات امني .. وتسريب المجرمين .. والبلطجية .. من السجون
لارهاب الشعب .. وترويعه .. ودفعه لنكوص عن ثورته ..
سداوى احمد محمد مصطفى