الحكمة باب التوفيق والنجاح والتفوق. وما اجمل قول: سليمان الحكيم: 'الحكيم عيناه في رأسه. اما الجاهل فيسلك في الظلام'.
لذلك فهي نور داخلي ينير العقل والقلب كما انها نور خارجي ينير للآخرين طريقهم.

الحكمة والذكاء:
الحكمة لها معني أوسع بكثير من الذكاء. وقد يكون الذكاء مجرد جزء منها. فكل إنسان حكيم يكون ذكياً. ولكن ليس كل ذكي حكيماً..!
فقد يتمتع إنسان بذكاء خارق وعقل ممتاز ومع ذلك لا يكون حكيماً في تصرفه فربما توجد عوائق تعطل عقله وذكاءه أثناء التصرف العملي!
الذكاء مصدره العقل. وقد يكون مجرد نشاط فكري سليم اما الحكمة فهي لا تقتصر علي التفكير السليم بل تتبعه بالتصرف الحسن في السلوك العملي. وهي لا تعتمد علي العقل فقط انما تستفيد أيضاً من الخبرة والإرشاد .
فالحكمة ليست هي مجرد المعرفة السليمة او الفكر الصائب انما هي تدخل في صميم الحياة العملية لتعبر عن وجودها بالسلوك الحسن.. فان كان العقل يميزه الفهم والتفكير فان الحكمة يميزها حسن التصرف والتدبير..
حقاً إن الذكاء أو التفكير السليم يجوز يكون اختباراً دقيقاً عند التطبيق العملي فان نجح فيه يتحول الي حكمة.
وهكذا تشمل الحكمة جودة التفكير ودقة التعبير وسلامة التدبير.
الحكمة والدهاء:
وعند الأشرار تتحول الحكمة إلى ألوان من الدهاء والمكر والخبث فالأشرار- بكل حكمة أو دهاء - ينجحون في الإيذاء وفي تدبيرالمشاكل وإلحاق الضرر بالآخرين.. بكل ذكاء وبطرق قد لا تبدو مكشوفة بحيث يتم لهم ما يريدون دون أن يقعوا في مسئولية.
وقد يريد أحدهم الشر بغيره ولكنه لا يفعل ذلك بنفسه وإنما عن طريق آخرين من معاونيه أو أصدقائه أو المشتركين في نفس الهدف.. ويعتبر هذه حكمة منه: أن يختفي ويكون خارج الصورة ويبدو بريئًا براءة الذئب من دم ابن يعقوب!.
وقد تلبس هذه "الحكمة" الخاطئة ثوب الرياءفينطق الشخص بعكس ما يقصده ويتظاهر بغير ما ينوى ويسير في طريقين احدهما ضد الآخر. والمهم انه يعمل إلى غايته بجميع الوسائل.
هدفه هو الوصول إلى غاية معينة بريئة كانت ام معيبة والحكمة عنده هي الوسيلة الناجحة التي توصله بغض النظر صالحة هي ام شريرة..!