إذا الشعب يومًا أراد الحياة
تظلُّ مصر قلب العالمين العربي والإسلامي النابض محلَّ اهتمام الباحثين عن الحرية ورائدة التحرر وعاصمتها القاهرة للجبارين والمعتدين الطغاة والمتكبرين وتشاء إرادة الله أن تكون مصر ملهمة الشعوب فهذه هي مكانتها وهذا هو قدرها على مرِّ العصور وقد يظنُّ البعض في فترات ضعفها بسبب العابثين بها وغير المُقدِّرين لمكانتها والذين (يبغونها عوجًا) أن دورها ومكانتها قد تلاشت ولكن الشعب المصري الثائرلا يركع ولايرضى بالذل والهوان.
لذلك جاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير لتؤكد للعالم كله حيوية ومكانة وقدر ووعي الشعب المصرى العظيم الذي رفض الظلم والطغيان وثار دِفاعًا عن كرامته المهدرة لثلاثين عامًا واستردادًا لحقوقه المسلوبة على يد المنتفعين من أركان النظام السابق.
لقد طغت جرائم النظام وكثرت واستعصت على الحل وكان لا بدَّ من أن يقول الشعب كلمته بعد أن عانى من إهدارٍ للحريات واحتكار الحزب الفاسد للحياة السياسية وقمع الشعب وإهدار كرامته بل وحياته وتزويرٍ للإنتخابات واعتقال للمعارضين ومحاكمتهم وإدارة البلاد
بعقلية القرون الوسطى بل قل بعقلية فرعون وأعوانه نعم فرعون وأعوانةهذا كله بجانب غياب العدالة الإجتماعية وإهدار كرامة الإنسان وتغييب الإصلاح السياسي ونسوا أو تناسوا قوله تعالى "وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا" (مريم: من الآية 64).كما تعمد النظام السابق اختلاق ورعاية صراع الطبقات في المجمتع صراع طائفي بين أبناء مصر وصراع الشباب والشيوخ وصراع بين الرجال والنساء والتمييز والتفريق بينهم وظنوا- وخاب ظنهم- أنهم بذلك قد سيطروا على الشعب ولكن هيهات هيهات لهم أن يحققوا ذلك فقد
قال الشعب كلمته وعندما يقول الشعب فعلى الحكام السماع لرغباته وإرادته الحرة .
(إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب النظام)
فهذه الثورة في ميدان التحرير امتزجت فيها كل عناصر الأمة مسلمين ومسيحيين شبابًا وشيوخًا رجالاً ونساءً وجملتها الدماء الطاهرة لشهدائنا ومصابينا التي سالت على أرض مصر الحبيبة.
إننا في هذه اللحظات المهمة والفارقة في تاريخ أمتنا كلها وبعد أن منَّ الله عليها
علينا استشعار عظم مسئوليتنا تجاه أوطاننا
بالدفاع عنها وبتبني مطالبها المشروعة وبالتوحد خلف المطالب المتفق عليها من جميع القوى السياسية والوطنية والحفاظ على مقدرات الوطن وأمنه .
ولنعلم أن المرحلة القادمة هي مرحلة البناء وإثبات الذات
وهي تحتاج إلى تضافر الجهود وتوحيد الصفوف والقوى وتغليب المصالح العامة على الخاصة.
مواقع النشر (المفضلة)