قالت: هل تصدق ان الوجه الآخر للحب.. هو الكراهية.. وان الوجه الأخر للقاء هو الفراق.. وان الوجه الآخر للحياة هو الموت.. كيف تتبدل المشاعر
والأشياء بهذه الصورة القاسية كم موعد للقاء جمعنا والآن لم يعد أمامنا غير ان نفترق هل يمكن ان تكرهني في يوم من الأيام.. وهل يمكن ان تتحول حدائق الأشواق إلي خرائب يسكنها الحقد.. وكيف تحتوي بين جوانحك إنسانا وتراه كالعصفور بين يديك ثم يتحول إلي نسر جارح..لا أتخيل ان يكرهني رجل وهبته العمر والجمال والشباب.. ربما يتغير.. ربما ينساني.. ربما تزور أيامه إمرأة أخري أما ان يتحول الحب إلي كراهية فهذا شيء لا أطيقه ولا أصدقه ولا أتمناه
قلت: القلوب مثل الحدائق نزرع فيها الأشجار المثمرة وتنبت فيها الحشائش الضارة.. وعلي الرغم من ضخامة الأشجار وثمارها وظلالها الكثيفه فإن الحشائش تكبر إذا تركناها.. والحب شجرة كبيرة لابد ان نرعاها بالإهتمام والصدق والمشاعر ولكننا أحيانا ننسي كل هذه الأشياء ونتصور ان الشجرة كبرت وأصبحت قادرة علي مواجهة العواصف والرياح.. فيكون الإهمال.. واللامبالاة..والجفاء وهنا تكبر الحشائش وتحاصر الشجرة وتستبيح كل شيء حولها الماء والضوء والهواء ومع الأيام تضمر الشجرة وتتسلق علي فروعها الحشائش ثم في النهاية تختفي الفروع والثماروتصبح الشجرة كتلة من الحشائش تبدأ معها رحلة النهاية رحلة الموت..
هناك من يقول إن الحب لا يموت وانا اقول إن كل شيء يموت بل إننا أحيانا نغتال مشاعرنا بأيدينا.. بقدر ما يكون الإنسان رقيقا وهو يحب بقدر ما يكون عنيفا وضاريا حين يكره ليس في الحب منطقة وسط ان المرأة قطة أليفة حين تحب.. ووحشا كاسرا إذا كرهت.. والكراهية لا تجئ بين يوم وليلة ولكنها مثل الحشائش الضارة تحاصر الشجرة وتخنق أنفاسها بالإهمال والجفاء وساعتها تهدأ المشاعر.. وتستريح الأشواق وتخبو دقات القلوب ونأنس إلي شيء يسمي البعاد ونقبل شيئا يسمي الفراق وفي حدائق البعد يكبر الجفاء.. وتزداد أيام الوحشه.. وتنمو حشائش الكراهية ويصمت عصفور جميل كان يغني في وحشة ليالينا.
سداوى احمد محمد مصطفى
مواقع النشر (المفضلة)