بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحرِص النساء بشكل خاص على الاحتفاظ
بالصورة الاجتماعية ( الجميلة ) في أعين الآخرين .
ف .. تُحِب ( بعض ) النساء أن تكون الأفضل على الإطلاق
و لو كلّفها ذلك ذنوباً قد تعلمها أو تجهلها !
كنت أتفكّر في المجالس النسائية و تراءت لي بعض الصور المتكررة التي قد نستهين بها ..
و ربما بسببها يُكتب لإحدانا ذنبٌ و سيئة وهي لا تشعُر .
في المجالس النسائية يكثر الكذب ، و السبب هو ( الاتيكيت ) !
و مِن هُنا ..
سأفتح نافذة على مجلس نسائي لنرى معاً بعض تلك المظاهر ..
أولاً /
صاحبة المنزل تقدّم مثلاً عصيراً للضيفة ، فتشرب نصفه و تبقي النصف !
و تدّعي أنّها لا تستطيع إكمال الباقي !!
و هي ( تكذِب ) !
لكن حتى لا يُقال أنها ( ما صدّقت تشوف عصير ) !
و في الحديث
[ عن عبد الله بن عامر قال زارنا رسول الله وأنا صغير فخرجت لألعب
فقالت لي أمي تعال أعطك فقال الرسول وما تعطيه ؟؟
قالت تمراً قال لو لم تعطه لكتبت عليك كذبة ]
رواه أبو داود
هذا فضلاً عن خاتمة هذا الأمر !
حيث أنّ صاحبة المنزِل لن ترجِع العصير في علبته أبداً ..
و ستضطّر إلى سكبه ، و هذا الفِعل كان سببه الأول ؛
هي الضيفة التي ظنّت أنّه مِن ( الاتيكيت ) أن تترك نِصف العصير قابعاً في الكأس .
فمَن منهما تتحمل ذنب امتهان النعمة ؟؟
ثاني المشاهِد /
حين تجلِس النساء للأكل ،
فترى صاحبة المنزِل أنّ إحداهن انتهت
مِن ( صحنها الخاص ) فتريد أن تزيدها ..
فتمتنع الضيفة عن ذلك ،
بحجة أنها أكلت كفايتها و أنها لا تستطيع الزيادة على ما أكلت !
( و هي تكذِب ) !
و مثله حين تقدّم لها صاحبة المنزِل نوع مِن الأكل فتتحجج بأنها لا تحبّه !
( و هي تشتهي أن تأكل نِصف الصحن ) ؟!
لكن ( الاتيكيت ) يمنعها مِن ذلك ..
فتكذِب و تستمر في سلسلة الكذبات !!
و في حديث أسماء بنت يزيد بن السكن قالت:
[ إني قَيَّنت عائشة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-
ثم جئته فدعوته لجَلوتها فجاء فجلس إلى جنبها
فأتي بعس لبن فشرب ثم ناولها النبي -صلى الله عليه وسلم-
فخفضت رأسها واستحيت
قالت أسماء: فانتهرتها وقلت لها:
خذي من يد النبي -صلى الله عليه وسلم-
قالت: فأخذت فشربت شيئاً، ثم قال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-:
أعطي تربك
قالت أسماء: فقلت: يا رسول الله بل خذه فاشرب منه
ثم ناولنيه من يدك، فأخذه فشرب منه ثم ناولنيه
قالت: فجلست ثم وضعته على ركبتي،
ثم طفقت أديره وأتبعه بشفتي لأصيب منه
شرب النبي -صلى الله عليه وسلم-
ثم قال لنسوة عندي: ناوليهن فقلن:
لا نشتهيه فقال -صلى الله عليه وسلم- : (لا تجمعن جوعاً وكذباً)]
رواه أحمد
لجلوتها .. أي للنظر إليها مجلوة مكشوفة.
العس .. أي هو القدح الكبير.
ثالثاً /
التباهي و التفاخر بما ليس عندها !!
فكثيراً ما نسمع بعض النساء حين تتحدث عن نفسها
و عن علاقاتها سواءً مع زوجها أو مع الناس ..
نسمع منها أنها تتلقى أحسن و أجمل معاملة
و أن زوجها ( يشتري رضاها ) و لا تطلب شيئاً أو تتمناها ،
إلا و يسارِع بإحضاره لها !
و بعضهن تدّعي المعرفة في كل مجال و تدّعي أنها تعرِف كل مكان
و كل فندق و كل منتزه ! و كل ماركة ملابس و مكياج
و الحقيقة أنها ( تكذِب ) !
و السبب هو ( الاتيكيت ) ..
و حتى لا يُقال عنها جاهلة أو يتشمّت بها النسوة مِن سوء معاملة زوجها لها .
أورد أبو داود حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما:
[ أن امرأة جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم،
وقالت: إن لي جارة- ضرة - فهل عليّ يعني من جناح
إذا ذكرت لها أن زوجي أعطاني كذا وهو لم يعطني؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور) ]
قال الشيخ عبد المحسن العبّاد معلّقاً :
يعني: أن كلامه وفعله زور، فهو كالمتصف بوصفين ذميمين،
وهو أنه لابس ثوبي زور وليس ثوباً واحداً، وهذه زيادة في الإثم، وزيادة في الضرر.
و المشكلة أنّ هذه المرأة تتحدّث بدون طلب !
يعني لم يُطلَب منها أن تتحدث عن علاقتها بزوجها أو عن معرفتها بأمور أخرى .
و مِن المشاهِد التي تتكرر ..
مشاهد أخرى تبتعِد فيها النساء عن الهَدي النبوي .
و السبب ( الاتيكيت ) !
منها مثلاً ..
حين تسقط لقمة إحداهن ، فتتمنع عن التقاطها مرةً أخرى و أكلها ..
و تظن أنّ ستسقط مِن أعين مَن حولها حين يشاهدنها تلتقط لقمةً لها قد سقطت ..
و قد تزيد أن تتركها مكانها بدون حتى أن تحملها حتى لا يدوسها أحد ..
تفعل كل هذا و تظن أن هذا مِن ( الاتيكيت ) !
و حتى لا يُقال ( مشفوحة ) !
و في حديث جابر بن عبد الله رضي الله قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ ،
حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ ،
فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمْ اللُّقْمَةُ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى ،
ثُمَّ ليَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ ]
رواه مسلم
و مِن المشاهد ..
أنّ كثيراً مِن النساء قد تتحرج مِن ( لعق ) أصابعها بعد الأكل ..
و السبب هو ( الاتيكيت )
و تظن أنّه مِن غير اللائق أن تُرى و هي تلعق أصابعها بعد الأكل ..
و في حديث جابر السابق تكملة حيث يقول عليه الصلاة و السلام
[ فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ ]
رواه مسلم
و بعد هذه المشاهدات أقول :
أننا قد نكسِب آثاماً ..
و قد نترك بعض السُنن .
و السبب ؛؛ مراقبتنا لِما يقوله الناس عنّا !
و كأنّ ترْك السُنن أحسن !
و ننسى أنّ الله عز و جل قد قال
{ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى **
جميع الهَدي النبوي ..
واجباته و مستحباته .
ألسنا نجني على أنفسنا بالذنوب حين نمارِس الكذب بحُجّة ( الاتيكيت ) ؟!
و ألسنا نجني على السُنّة النبوية حين تندثِر بعض السُنن
لأننا نستحي أن نطبّقها بحُجّة ( الاتيكيت ) ؟!
دعوةٌ صادقة ..
بأنْ نراجِع أفعالنا ، قبل أن تُكتب علينا ذنوب بسبب ( الاتيكيت ) .
و دعوةٌ صادقة ..
بأن نحيي السُنن قبل أن يتركها الناس بسبب ( الاتيكيت )
نسأل الله الإخلاص و التوفيق
منقوووووووووووووووول
مواقع النشر (المفضلة)