يقيّم مجلس أبوظبي للتعليم في إطار برنامج "ارتقاء " 97 مدرسة حكومية على مستوى الإمارة، وذلك خلال العام الدراسي الحالي بعد ان انتهى من تقييم 124 مدرسة حكومية في العام الدراسي 2013-،2014 و41 مدرسة في العام الذي قبله، ويبلغ مجموع المدارس الحكومية التي تم تقييمها العامين الأكاديميين الماضيين 165 مدرسة حكومية منها 52 روضة اطفال، 69 مدرسة حلقة اولى، 12 حلقة ثانية، 9 حلقة ثالثة و23 مدرسة مشتركة، فيما أنهى المجلس تفتيش 118 مدرسة خاصة من بين 184 مدرسة خاصة على مستوى الإمارة ضمن الدورة الثالثة للبرنامج في العام الدراسي الماضي والتي لا يزال العمل فيها مستمراً هذا العام .




ويركز برنامج "ارتقاء" من خلال عمليات التفتيش على عدد من الجوانب الاساسية التي تحتاجها المدارس الحكومية والخاصة للتطوير منها ضمان وجود اهداف تعليمية واضحة لجميع الطلبة وضمان معرفة المعلمين لما يحتاجه هؤلاء الطلبة كي يصبحوا متعلمين ناجحين، وكذلك ضمان فهم المعلمين لماهية مهارات القرن الحادي والعشرين، التخطيط لها في الدروس، والعمل على تعزيزها بشكل مستمر في جميع الحصص الدراسية، وتحسين طرائق التدريس من خلال ضمان توافق التطوير المهني مع احتياجات المعلمين الفردية ومشاركة افضل الممارسات في المدرسة، وكذلك التأكد من قيام معلمي المناهج التي تدرس باللغة الانجليزية ومعلمي المناهج التي تدرس باللغة العربية بالتخطيط معاً حتى يتماشى العمل مع احتياجات الطلبة ولدعم المنهاج ثنائي اللغة في المدارس الحكومية، وعلى ضرورة مراعاة الفروق الفردية .
من جانب آخر أظهرت 39 مدرسة خاصة من أصل 118 مدرسة تم تقييمها في الدورة الثالثة لبرنامج "ارتقاء" تحسناً ملحوظاً مقابل تراجع أداء 15 مدرسة أخرى، حيث سيتم عقد اجتماعات معها لمعرفة أسباب هذا لتراجع وكيفية تقديم الدعم لها، فيما استمرت بقية المدارس على نفس مستوياتها، وتركزت عمليات التفتيش في العام الدراسي الماضي على جوانب عدة أبرزها حماية الطلبة والهوية الوطنية وكفاءة المعلمين، وكذلك الرسوم الدراسية، حيث كشف التفتيش عدم التزام بعض المدارس بجانب الرسوم وجرت مخالفتها بالتنبيه والإنذار كما غرم البعض منها .
وأظهرت نتائج استطلاعات الرأي وتقارير التفتيش على المدارس الخاصة، التي تضمنها التقرير السنوي لقطاع المدارس الخاصة وضمان الجودة بالمجلس للعام الدراسي الماضي، ارتفاع نسبة تحسّن جودة أداء المدارس من 32% في دورة التقييم الأولى، إلى 57% في الدورة الحالية، وتحسن أساليب التعليم وطرق التدريس من 31% إلى 60%، وتحسّن جودة المناهج من 29% إلى 63%، وتحسّن مجال القيادة المدرسية من 31% إلى 62% .
وأكد المهندس حمد علي الظاهري المدير التنفيذي لقطاع المدارس الخاصة وضمان الجودة أن المدارس عليها الالتزام بجوانب عدة لتحسين أدائها تشمل اللوائح والسياسات المدرسية وتحسين جودة التعليم وتعزيز الهوية والشراكة مع ولي الأمر وتعزيز خدمة العملاء، مشيراً إلى ان برنامج "ارتقاء" يعد الأول من نوعه ويضم نظاماً تقييمياً تعليمياً شاملاً متميزاً يعمل على الارتقاء بمستوى أداء المدارس وإتاحة الفرصة للتنافس بينها، في إطار من الجودة والتعاون والنزاهة والشفافية، مشيراً إلى أن جميع المدارس الحكومية والخاصة العاملة في إمارة أبوظبي مسجلة في هذا البرنامج .
وقال الظاهري إن "ارتقاء" يمنح الأهالي المعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ قرارات مناسبة فيما يخص تعليم أطفالهم، خاصة وان هناك مدارس حكومية وخاصة تقدم مناهج متنوعة وأساليب تعليم مختلفة، مشيراً إلى أنه باستطاعة الأهالي الآن اختيار المدرسة معتمدين على سمعتها ونتائجها الأكاديمية، وهذا لا يعني أنه لا يتم الاهتمام بمدى سعادة الأطفال أو طريقة التعليم والعروض الموجودة في الصفوف أو النشاطات الخارجية، لافتاً إلى ان إمارة أبوظبي قدمت برنامج "ارتقاء" الذي يركز على توضيح جميع تفاصيل المدارس الحكومية والخاصة في المنطقة ليوفر للأهالي معلومات كافية عن جودة كل مدرسة وما هي الإمكانات التي تملكها، ليتأكدوا من أن أطفالهم يحصلون على تعليم جيد يتوافق مع المعايير العالمية، مؤكداً أن البرنامج يساعد المدارس على معرفة مناطق القوة والضعف ويقدم تقارير خطط التحسين والمتابعة والمراقبة .
ويعتمد "ارتقاء" على (8) معايير ومقاييس موضوعية شفافة وواضحة تساعد المدارس الحكومية والخاصة في وضع الأهداف الملائمة لخطة التطوير المدرسي وتحسين أدائها، حيث يتم تقييم كل معيار وفقاً لمقاييس معينة، ومن خلال تلك المعايير مجتمعة يتمكن فريق البرنامج من اصدار تقييمه العام على المدرسة، حيث يشمل المعيار الاول الأهداف التي يحققها الطلبة ومستوى التقدم الذي يحرزونه، أما المعيار الثاني فيشمل التطور الشخصي للطلبة، ويتضمن الثالث جودة التعليم والتعلم، فيما يتمثل الرابع في تلبية المناهج الدراسية لاحتياجات الطلبة، والخامس يتضمن حماية الطلبة ورعايتهم وارشادهم ودعمهم، أما السادس فيشمل جودة المباني والمرافق الدراسية، والسابع مصادر المدرسة التي تدعم اهدافها ويتمثل المعيار الاخير في فعالية القيادة والإدارة التربوية في المدرسة.