الابتكار التكنولوجى اصبح هو مفتاح النجاح للدول التى تصر على احترام الشباب والثقة بأفكارهم و تشجيع إبداعهم، و تعتبر فنلندا من أوائل الدول الاوروبية التى سارعت بتحديث نظمها التعليمية للحث على الابتكار فى مجال التكنولوجيات و ايضاتشجيع التعليم الفنى، و لهذا فأن هناك اهتمام بالتركيز على النعاون المصرى الفنلندى فى مجال التعليم

وتوضح رينا فورينتو مستشارة وزارة التعليم و الثقافة ان نظام التعليم الفنلندى لطلبة المدارس يعتمد على الثقة و تحمل المسئولية و الابتكار والإبداع حيث قررت فنلندا فى التسعينات وضع نظام تعليمى جديد ويتم تحديثه بشكل مستمرة و اعادة مراجعته وتحليل النتائج لبيان كيفية معالجة اى فشل وأحيانا ما يتم الاستعانة بخبراء من دول أوروبية أخرى، كما يتم زيادة الاموال المخصصة للتعليم بشكل مستمر، وأيضا يتم النظر فى تجارب الدول الاخرى التعليمية للتعلم منها و قد تم التركيز ومنذ عدة سنوات على ضرورة أن يصبح تعلم اللغة الانجليزية اساسى فى المدارس

و تشير ان فنلندا الذى يبلغ عدد سكانها حوالى خمسة مليون نسمة بها ١٤ جامعة و ٢٤ معهدًا فنيًا يدرس بهم٣١٦ ألف طالب وتقوم الدولة بتمويل كل مؤسسات التعليم بكل درجاتها ، وهناك خطة كل اربع سنوات للتنمية تحدد مجالات الدراسة الأفضل و يتم نصح الطلبة بها حسب احتياج فنلندا لقطاعات معينة من الخريجين و و تبلغ ميزانية التعليم حوالى ١٢٪ من ميزانية الدولة اى ٦.٦بليون يورو يتم صرفها على التعليم منها ٢٥٪ تصرف على تنمية الرياضة فى مراحل التعليم كما تقدم الدولة ٢ بليون يورو للأبحاث العلمية،و هناك مؤسسة tekes التى تركز فقط على تنمية الابتكار و التقدم التكنولوجى ،و قد قدمت عام ٢٠١٣ حوالى ١٣٣ مليون يورو كمساعدات للشركات التى تعمل فى مجال الابتكار التكنولوجى منه ٤٥ مليون يورو لشركات يديرها الشباب ،

وفى جامعة التو الفنلندية بهلسنكى يوجد مصنع الابتكار و هو عبارة عن مبنى صغير من عدة طوابق مخصص فقط للابتكار و مصمم بقاعات صغيرة يشارك فيها الطلبة مع احد الخبراء او الأساتذة أفكارهم لابتكار حلول لمشكلة تواجهها احد الشركات الصناعية او التكنولوجية ، حيث تمول هذه الشركة محاولات الطلبة ايجاد تلك الحلول الابتكارية للمشكلة التى تواجهها ، و يوضح بيتر تابيو احد الخبراء فى مصنع الابتكار انه يتم توفير المواد التى تساعد الطلبة على التجريب العلمى و البحث ، و هناك طالبين مصريين شاركا فى الابتكار مع طلبة فنلنديون اخرين ، و المكان يشبه المنزل فى داخله ليعطى شعور بالارتياح و الهدوء للطلبة و الأساتذة ،
و يضيف ان وزارة التعليم تقوم من خلال مؤسسة اخرى و هى ( امنية ) Omnia بالتواصل مع الشركات الفنلندية بشكل دائم للنظر فى احتياجاتهم من التخصصات المختلفة و من ثم نتواصل مع اتحادات الطلبة لبيان احتياجات سوق العمل

وتوضح ميرفى جانسون مديرة برنامج الشراكة التعليمية بمؤسسة امنية الفنلندية ان الدراسة تسع سنوات فى فنلندا و بعدها يحدد الطالب اذا كان يريد الاتجاه للتعليم الفنى و الذى يشمل ايضا العمل فى مجال التمريض و السياحة و التكنولوجيا و غيرها ام الاتجاه للتعليم العام و الاثنين يسمحوا له بدخول الجامعة


وتعتبر مؤسسة امنية الفنلندية حلقة وصل بين الحكومة و الطلبة و المدارس لبيان مدى احتياج الدولة لقطاعات معينة من التعليم و إيضاحها للطلبة لاختيارها حتى يجدوا فرص اكبر للعمل بعد تخرجهم كما ان لدى امنية اتصالات بالشركات الكبرى لبيان فرص العمل ، مضيفا ان اكثر من ٥٠٪ فى فنلندا يفضلون التعليم الفنى و منهم ٣٠٪ يدخلون بعد ذلك الجامعات مشيرا ان المدرس لابد ان يكون خريج جامعة و دارس لكيفية ممارسة مهنة التدريس و لديه خبرة عمل ثلاث سنوات ،


وتشير ان مؤسسة امنية تعمل حاليا على تحديث برنامج التعليم الفنى فى مصر بالنعاون مع وزارة القوى العاملة فى مصر فى اطار برنامج تدرب مستمر منذ اكثر من عام و نصف وسينتهى فى مايو القادم يشمل عشرة آلاف طالب من كافة الأعمار و يتضمن برامج تدريبية فى ١٦ قطاعًا مثل الموارد البشرية و التدريب والتعليم و التعامل مع القطاع الصناعى وهو ممول من الاتحاد الاوروبى بـ١.٣ مليون يورو و لدي امنية مشروعات اخرى مع دول مثل قطر و السعودية و تونس

وتتمنى جانسون ان يدرك المصريون اهمية التعليم الفنى و ان المستقبل سيعتمد على الابتكار التكنولوجى الذى لا يتوقف و بالتالى فأن الشركات الكبيرة مثل مايكروسوفت ليست هى المستقبل بل تمثل الحاضر فقط و المستقبل سيكون للشركات الصغيرة فى مجال التكنولوجيا،
ويشير ريجو اهولاينين مستشار مشروع التوأمة التعليمى بين فنلندا و الاتحاد الاوروبى و مصر

ان الغرض من هذا المشروع هو تحسين جودة التعليم في مصر ودعم نظام التدريب المصري لتطوير جودة التعليم.و التشجيع على الابتكار خاصة فى المجال التكنولوجى ويستند المشروع على عقد بين وزارة التعاون الدولي المصرية ومدينة جيفاسكيلا في فنلندا. و هناك ثلاث شركاء في المشروع هم هيئة ناكاى NAQAAE، و جامعة يوفاسكولا الفنلندية للعلوم التطبيقية وDAADمؤسسة داد الألمانية .

وقد بدأ المشروع في عام 2013 ومن المقرر أن ينتهي في صيف عام 2015. ويتم تمويله من الاتحاد الأوروبي، وتبلغ ميزانيته 1.3 مليون يورو. ويوفر التمويل لاستيراد خبراء التعليم الفنلنديين و الألمانيين إلى مصر للعمل جنبا إلى جنب مع الخبراء المصريين، و آرسال خبراء مصريين للدراسة الى فنلندا وألمانيا فضلا عن ورش العمل والندوات وبرامج التدريب . النتائج المتوقعة من المشروع هي تطوير و تعزيز جودة التعليم ، وزيادة قدرة الخبراء وجود إطار تنظيمي متطور . و بالتالى تحسين نوعية التعليم في مصر،

و يؤكد ان إصلاح التعليم لا مفر منه. ، و فنلندا تعطى أهمية كبيرة لتدريب المعلمين ليصبحوا على درجة عالية من الكفاءة و دعمهم ، و تطوير المناهج الدراسية بشكل مستمر و التشجيع على الابتكار للطلبة و المعلمين معا

و ثانى المشروعات التعليمية التى تنفذها فنلندا حاليا فى مصر هو مشروع انشاء الإيكو سيتى بالتعاون مع الجامعة اليابانية للعلوم و التكنولوجيا ببرج العرب بالإسكندرية و يهدف المشروع الى وضع تصور لتحويل مدينة برج العرب إلى مدينة صديقة للبيئة بالنسبة إلى استهلاك الطاقة وترشيدها في القطاعات المختلفة (الصناعة ، والقطاع المنزلي والتجاري وقطاع المواصلات). و استخدامها من مصادر الطاقة المتجددة و الطاقة الشمسية و استخدام مواد محلية ووقود حيوي و يتم تنفيذه فى الفترة من فبراير ٢٠١٣ الى يولو ٢٠١٥ حيث يتم عقد ورش عمل لخبراء فنلنديون و مصريين بتمويل نصف مليون يورو لمدة ثلاث سنوات ،


و تؤكد ان هناك اهتمام فنلندى بتدعيم العلاقات مع مصر نظرا لانها دولة مهمة فى الشرق الاوسط موضحا ان بلادها حاليا أصبحت عاصمة مفضلة لأصحاب الافكار و العقول الشابة فى مجال التكنولوجيا حيث يتم مساعدتهم بكل السبل و منحهم فرص لعرض أفكارهم و مخترعاتهم على المستثمرين و رجال الاعمال خاصة فى مؤتمر للتكنولوجيا مثل سلاش الذى عقد فى نوفمبر الماضى بهلسنكى كما تعتبر فنلندا من أوائل الدول على مستوى العالم فى استخدام التكنولوجيا و الطاقة النظيفة و الجديدة و المتجددة موضحا ان النظام التعليمى الفنلندى يعد واحدا من افضل النظم التعليمية على مستوى العالم حيث نشجع الطلبة على الابتكار