دموع الرجال غالية جداً ..
أغلى من كنوز الأرض جميعها
ليس سهلاً أن يذرف الرجل دمعة أو يسكب عبرة
لكن هذا قد حدث وكان من اليسير جداً أن يحدث ..
خبر فى جريدة ودعوة حضور لحفل زفاف فى وقت واحد ..
كعادتى .. أجلس أمام جهازى المنفتح على العالم
أتصفح أخبار الكون وشئون الخلق
فى أحد المواقع الإخبارية المهمة طالعنى هذا الخبر
" أقباط يشاركون المسلمين فى إخماد حريق مسجد بسوهاج "
قد لا يصدق البعض أن خبراً كهذا أثّر فىّ كثيراً
وجعلنى أنفصل عن أطفالى وزوجتى الذين كانوا يتسامرون بجوارى
انفصلت تماماً حتى عن دعوتهم لى للسمر معهم
بالرغم من أنه كان يوم خميس ونهاية أسبوع من العمل الشاق
بمجرد تلاوة العنوان بدأت الدمعة تنحدر حتى بلغت ذروتها
عند انتهائى من سرد الخبر كاملاً ...
كان الحريق قد اندلع أثناء تأدية صلاة الظهر، مما أجبر المصلين
على الخروج من الصلاة لمحاصرة ألسنة اللهب
قبل امتدادها إلى المنازل المجاورة للمسجد، الكائن فى غرب سوهاج .
وقال مواطنون من أهالى الحى، إنه فور اندلاع الحريق :
« تكاتف المسلمون والأقباط لإخماد الحريق »
وكما يقول أحد الشباب الأقباط الذين شاركوا فى جهود الإطفاء :
" شاهدت اندلاع الحريق، فأسرعت بدون تردد لإخماده مع أصدقائى وجيرانى، لنثبت للعالم بأكمله أنه لا فرق بين مسلم ومسيحى فى مصر وخصوصا وقت الشدائد " .
جاء إلى ابنى عمر أثناء لحظة الاندماج بالخبر
حاملاً دعوة لحضور حفل زفاف أحد جيرانى ..
قمت بفضّ الدعوة وتلاوتها فإذا بها دعوة
لحضور إكليل بكنيسة المدينة
يوم الأحد القادم بإذن الله ...
شقت الابتسامة طريقها إلى وجهى
وأصبحت مستعداً تماماً لتلبية الدعوة
منتظراً يوم الأحد القادم
مواقع النشر (المفضلة)