أثر الكلمة على الصورة - بقلم : نبيل حزين
مع التطورات الهائلة التي يشهدها العالم من ثورة معرفية وأقمار صناعية
و شبكة عنكبوتية كل هذا جعل العالم قرية صغيرة
ذابت فيها المسافات وتقاربت فيها الأفكار.
وبرغم من ذلك نجد أن الدور الثقافي للكتاب والمكتبة في تراجع مستمر
فما سبب ذلك ؟ لماذا لا يقبل الشباب على الكتاب ؟
هل هو بسبب التغيرات المناخية التي حدثت بالغلاف الجوي للكرة الأرضية
فأثرت على ميول الإنسان وعلى جيناته وعلى تكوينه العقلي
فأصبح التكوين العقلي لا يقبل الكلمة المقروءة
ويميل إلى الصورة بأنواعها وألوانها المختلفة
هل تكون الصورة بديلا استراتيجيا للكلمة ؟
أعتقد أنه مهما كانت للصورة من جمال
وأثر فريد في التأثير على المشاهد والمتابع والمتلقي
في نقل الفكرة؛ إلا أنها تصبح قاصرة في تناول الفكرة
وتحليلها وعرضها فالفكرة دائما تحتاج إلى تفسير وتحليل وتوضيح
وهذا الأمر ،لابد له من وجود مخزون ثقافي وعلمي وتاريخي وعقائدي وفني
وهذا المخزون الاستراتيجي يتكون نتيجة لخبرات قرائية ومعرفية مر بها الفرد
فساهمت في تكوينه الثقافي السيكولوجي الذي مهد له الطريق في الحديث
في شتى مناحي الحياة فاستطاع أن يبدع ويوظف الصورة توظيفا
يخدم الفكرة؛ ولكن ما نراه الآن من فتور الناس وابتعادهم عن القراءة
و الاهتمام بالمكتبة والكتاب
هذا ما يجعلنا نتوقف عند هذه الظاهرة نبحث عن الأسباب والعلل
التي ساهمت في بعد الإنسان عن الكتاب والقراءة
فمرجع هذا الأمر قد يكون بسبب رتم الحياة السريع ،
أو عدم تشجيع الأسرة لأبنائها على القراءة ،
أو عدم الاهتمام بحصة المكتبة المدرسية
و قلة عدد المكتبات في الأحياء الشعبية ،وعدم وجود القدوة المثلى
التي تدعو الشباب لارتياد المكتبات وضعف الحافز المادي والمعنوي،
و عدم قيام الإعلام بدوره في تنشيط دور المكتبات في نشر الثقافة
كل هذا قد يكون له دور في ابتعادنا عن القراءة
مقالة بقلم:
نبيل حزين
مواقع النشر (المفضلة)