أراقبك تتحرك بنشاط وحماس،
وقفت أنا أقلب أفكاري ،بهدوء،
وروية،
استنطق المقدمات لأولد الحجج،
هل صحيح أن خطوات المسير اقتفاء للمصير؟
هل صحيح أن العطف يكفيني،
وكسرة من خبز وجرعة ماء؟
هل صحيح أن الرضا بالقليل سمت المحبين؟
كانت عقيدتي في البدء أن الطمع أضني الطامعين،
وبعد جهد جهيد، لن يعودوا الا بما كتب لهم صاغرين ،
كذا أنبأتني كتبي القديمة وأساطير الأولين،
وأمام شلال اصرارك المتدفق في كل يوم بأمل خصب وليد ،
أقف - ما زلت أقف - وقد أربكتني الحيرة،
ما هذا الذي تفعله بحياتي؟
تكسر اطار لوحة الطبيعة الصامتة،وتلقي به الي نار المدفأة،
فتتوهج،
نار المدفأة،
وشعلة أفكارك،
وجذوة حنيني،
تغمس أناملك العارية في "بالتة" الألوان، أو كوب الحليب،أوثمرة التوت، أو حتي أحمر شفاهي،
وترسم خطوطك أنت،
رتوشا هنا وهناك،
لا تكفيك،
تعقد ذراعيك أمام صدرك،
وتتأمل ثانية لوحتك الجديدة في وضعها الجديد
تتفتق هنيهة الابداع عن نبض جديد،
تخلع غطاء الكرسي -القديم ككرسيه- تجعل منه شرائط مبهجة تزين بها حواف اللوحة ،
ولا تنسي أن تترك ضلعا مفتوحا،
لتتدفق منه المفردات بحرية دخولا وخروجا،
ثم تخلق مما تبقي من القماش كهيئة الطير،
تعلقها بجانب اللوحة من ضلعها المفتوح، تراقب جدول الماء الذي زرعت علي ضفافه الورود،
وتبحث لها عن مكان تحت دفء الشمس،
تتدرب فيه علي لحنها الجديد
بخيالك الخصب النضير
تزرع السكون صخبا،
والركون انطلاقة
وأطراف العدم بذورا للوجود،
وبالتأكيد ،
تزرعني أنا ضجرا بالمألوف،
وشكا في المعروف
وشوقا للمغامرة!
تلاطمت أفكاري واستنطقتني أسألك:
ماذا تنتظر أن أفعل أنا؟
أقف متفرجة بلا حراك؟
نظرت إلي عندما سألتك وكأنك تذكرت أني ما زلت هنا
أمسكت بيدي وجذبتني اليك،
الي أين تأخذني ؟ انتظر...
يا الهي
لقد قفزنا الي داخل اللوحة،
يا الله
ما أحلي أريج الزهر علي ضفاف الغدير،
ما أزكاه من عبير،ذا العبير
عبير الأمل في التغيير!
مواقع النشر (المفضلة)