وتسمح الآن الجامعات لطلابها باختيار المواد والتخصصات التي يرغبون في دراستها وهو مخالف لما كان يحدث من قبل.ومؤسسات التعليم العالي في الصين تتكون من الجامعات والمعاهد والكليات وتتراوح مدة الدراسة فيها بين 4 و 5 أعوام في تخصصات معينة، ومدة الدراسة بالكليات الخاصة بالتدريب المهني ثلاث سنوات وبعضها تستمر الدراسة بها مدة عامين. وتم إنشاء برنامج تعليمي يتم بمقتضاه منح الدارسين درجة الماجستير والدكتوراه، ولهؤلاء الذين يرغبون في تحسين أوضاعهم الوظيفية والاجتماعية يوفر النظام التعليمي الصيني لهم نظام تعليم الكبار.تعليم المرأة في الصين مع بداية الثورة الصينية في عام 1949 كانت نسبة الفتيات اللاتي التحقن بالتعليم لا تزيد على 20% من إجمالي الفتيات اللاتي في سن التعليم، ومنذ ذلك الحين أصبح محو أمية المرأة الصينية هدفاً قومياً يسعى الجميع إلى الوصول إليه، هذا بالإضافة إلي العمل على زيادة نسبة التحاق الفتيات بالتعليم والاستمرار في التعليم لأطول فترة ممكنة، وزيادة نسبة الفتيات في التعليم الثانوي والتعليم الجامعي، وتكاتفت جهود الإدارات التعليمية والحكومة ومنظمات المرأة لتحقيق كل هذه الأهداف.وبالفعل آتت هذه الجهود ثمارها، فبحلول عام 1994 بلغ عدد اللاتي تم محو أميتهن 110 ملايين امرأة وفي عام 1993 بلغت نسبة التحاق الفتيات بالتعليم 97.7% ، وفي التعليم العالي 34.5%، وبلغ في عام 1993 عدد الفتيات اللاتي حصلن على درجة الدكتوراه 1149 فتاة ممثلات بذلك نسبة 9.4% من إجمالي الحاصلين على درجة الدكتوراه.ومنذ الخمسينيات تم إنشاء مدارس خاصة لمحو أمية النساء وهي تنقسم إلى نوعين: الأولى مدارس الشتاء وهي تعمل خلال فترة الشتاء فقط، والثانية مدارس القرية. وخلال عشرة أعوام تم محو أمية 16 مليون امرأة، مشكلات بذلك أول جيل من النساء العاملات اللاتي تم محو أميتهن.كما قامت «منظمة كل نساء الصين» في عام 1989 بإشراك الريفيات في أنشطة «تعلم ونافس» التي يتعلمن من خلالها القراءة والكتابة وبعض المهارات الزراعية ثم يتنافسن مع بعضهن البعض بمنتجاتهن التي طبقن عليها ما تعلمنه من تكنولوجيا الزراعة.أما بالنسبة للتعليم العالي للمرأة فبعد رفع الحظر عن السماح للفتيات بالتعلم في جامعة بكين عام 1920 قامت 9 فتيات بالالتحاق بقسم الفنون الحرة باعتبارهن طالبات مستمعات، وبذلك أصبحن أول فتيات يتلقين العلم في المرحلة الجامعية.وفي الوقت الحالي بلغ عدد الطالبات بالجامعات الصينية 964 ألف طالبة يدرسن في 1065 جامعة ويشكلن بذلك نسبة 34.5 من إجمالي عدد الطلاب الجامعيين، وفي كلية الهندسة تمثل الطالبات نسبة 27% من إجمالي عدد الطلاب.ويرى الباحثون أن الأسباب التي تعوق المرأة من استكمال تعليمها العالي هي أسباب اقتصادية واجتماعية ونفسية بالدرجة الأولى بالإضافة إلى الضغوط العائلية.وحصلت 6600 طالبة دراسات عليا على درجة الماجستير أي حوالي 26% من طلبة الماجستير. بينما حصلت 300 سيدة على درجة الدكتوراه وهو ما يوازي 11% من عدد الحاصلين علي الدكتواره.أما بالنسبة لإقبال الفتيات على التعليم المهني، فمنذ الثمانينيات ازداد إقبال الفتيات على التعليم المهني، خصوصاً وأنه يتواءم مع البيئة الصينية والوظائف التي ترى المرأة في الصين أنها تناسبها، ومع حلول عام 1993 بلغ عدد الفتيات اللاتي التحقن بالمدارس الفنية والمهنية الثانوية والمتوسطة 3.73 مليون فتاة، أي ما يوازي 44.7% من إجمالي الطلبة في هذه المدارس. وتشمل المواد الدراسية في التعليم المهني النسيج والطباعة والصباغة وتعلم الإلكترونيات والطهي وتعلم مهارات الفندقة والسياحة والتمريض وغيرها ،ومع اتباع برنامج الإصلاح وسياسة الانفتاح أصبحت الحاجة أكبر لخريجي هذه المدارس الذين يتجهون إلى هذا التعليم لرغبتهم في الالتحاق بعمل في أقرب وقت مما يضمن لهم دخلاً ثابتاً هم في حاجة إليه.والكثيرات ممن أنهين تعليمهن المهني وخرجن للعمل لم يكن راضيات عن عملهن ويتطلعن إلى مستقبل أفضل من خلال عمل أفضل يدر ربحاً أكثر، ولذا يلتحقن بتعليم الكبار.كما يوجد برنامج دراسات المرأة وهو برنامج تدريبي الهدف منه تدريب الكوادر النسائية، وأهم هذه المراكز التي تتولى هذه المهمة كلية كوادر الإدارية للمرأة الصينية ووظيفتها تدريب المرأة التي تعمل بالفعل والمرأة التي تم تسريحها من العمل، وتحولت بعد ذلك هذه المراكز التدريبية إلى التعليم النظامي.وبالإضافة إلى التركيز على تدريب المرأة وتزويدها بالمهارات الأخرى يتم تعريفها بحقوقها في العمل والمنزل خصوصاً هؤلاء اللاتي يتعرضن للتحرش الجنسي في العمل أو عنف الأزواج في المنزل.ويشمل تعليم الكبار بالنسبة للمرأة مدارس العلوم المحلية التي يتعلمن فيها مهارات ديكور المنازل وتصفيف الشعر وغير ذلك من الفنون المحلية.تعليم المغتربين لم تنس الصين أبناءها المغتربين فيما وراء البحار، ففي عام 1960 أنشأت الصين جامعة المغتربين الصينيين لاستكمال دراساتهم العليا في أرض الوطن.ويتكون مجلس إدارة الجامعة من عدد من كبار الشخصيات الصينية التي تعيش بالخارج، وتقع الجامعة على 770 ألف متر مربع وتم تشييد مباني الجامعة على 320 ألف متر مربع بفضل تبرعات المغتربين الصينيين.تقوم الجامعة بتغيير طرائق التدريس باستمرار متمسكة بالسياسة التعليمية المتمثلة في (خدمة أبناء الصين وراء البحار وفي مناطق هونج كونج وماكاو وتايوان والمناطق الاقتصادية الخاصة) بهدف مواجهة متطلبات التطور الاقتصادي في الصين.تضم الجامعة 16 كلية من بينها كلية الهندسة المدنية، والهندسة المعمارية واللغة والآداب الصينية واللغات الأجنبية، كما تضم الجامعة 27 هيئة للبحوث العلمية و 17 اختصاصاً لدرجة الماجستير.كما تضم الجامعة مركز تعليم اللغة الصينية ومعهد تعليم الكبار -قسم الجامعة الليلية.وتولي الجامعة اهتماماً كبيراً لتعليم الطلاب من الجالية الصينية في البلدان الأجنبية والطلاب من هونج كونج وماكاو وتايوان الثقافة الصينية، لذلك فقد أنشأت معهد بحوث تعليم اللغة الصينية ومعهد بحوث الآداب الصينية. ويدرس في الجامعة حالياً أكثر من 6500 طالب وطالبة وبها 1600 معلم وموظف من بينهم 297 أستاذاً وأستاذاً مساعداً، وتخرج من الجامعة حتى الآن 19 ألف طالب.تعلـم اللغـة الاهتمام بنشر اللغة الصينية أدى إلى إنشاء مدرسة خاصة يتعلم فيها صغار الطلاب الوافدين اللغة الصينية وسميت بالمدرسة رقم 55 المتوسطة ببكين، وهي مدرسة تأسست في عام 1954، وبدأت قبول أولاد العاملين في السفارات الأجنبية والهيئات التجارية الأجنبية عام 1975، وأسس قسم الطلاب الدولي عام 1989 وأصبحت مدرسة لمنظمة الدبلوم الدولية عام 1994 . واللغة الصينية هي لغة التعلم في قسم الطلاب الدولي وهي تحتوى على دروس اللغة الإنجليزية والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء والتاريخ والجغرافيا، بالإضافة إلى تعلم الخط الصيني وصنع الفخارات ومهارات صينية أخرى.ومع بداية دخول المدرسة تُتعلم الأبجدية الصينية الصوتية، وخلال سنتين يتعلم الطالب الكتابة والحديث بالصينية.تعلم اللغة العربية :يشجع القائمون على التعليم تعلم الصينيين للغات الأجنبية ومن بين أهم اللغات التي يقبل الطلبة الصينيون على تعلمها اللغة العربية حيث يتميز الصينيون بأنهم أكثر من يتقن التحدث والكتابة باللغة العربية الفصحى مقارنة بالجنسيات الأخرى.دخلت اللغــة العربــيـــة بــلاد الصين في عصر الخلفاء الراشدين عبر البر من خلال طريق الحرير وعبر البحر من خلال طريق التوابل والبخور، وانتشرت اللغة العربية في الصين مع نشاطات التبادل التجاري بين الصين والبلاد العربية، ولكن اقتصر تعليم اللغة العربية حينذاك على المساجد والخدمات الدينية فقط.وبدأ تدريس اللغة العربية في الجامعات والمعاهد العليا في الأربعينيات من هذا القرن على يد مستعربي الجيل الأولي من الصينيين.وتطورت الدراسات العربية بسرعة مذهلة فبلغ عدد أساتذة اللغة العربية وباحثيها على المستوي الجامعي 120، منهم عشرون أستاذاً وأربعون أستاذاً مساعداً وستون مدرساً ومعيداً. وتمنح درجات الماجستير والدكتوراه في اللغة العربية للطلاب الصينيين، وبلغ عدد الذين حصلوا على درجة الماجستير والدكتوراه في اللغة العربية والأدب العربي والتاريخ والثقافة العربية 31 دارساً ودارسة.كما تم تأسيس مجمع للغة العربية في 15 اكتوبر 1984 وهو يضم جميع المدرسين والمستعربين الصينيين ويهدف إلى تطوير نشاطات تعليم اللغة العربية في الصين ورفع مستوى الاستعراب في الصين، وأقام المجمع منذ إنشائه ندوات علمية كثيرة تناقش طرائق تدريس اللغة العربية لأبناء الصين وإعداد المناهج واستخدام الوسائل التعليمية الحديثة، وعلى الرغم من أن تعليم اللغة العربية على المستوى الجامعي بدأ منذ أكثر من نصف قرن إلا أن المواد الدراسية ليست موحدة، والسعي لتوحيد المواد الدراسية يحتاج إلى دراسة مكثفة ذات جوانب متعددة لإلقاء الضوء على خصائص اللغة العربية والصينية كل على حدة بناء على مبادئ علم اللسانيات.وأنشئ في عام 1993 صندوق تشجيع مدرسي اللغة العربية ودارسيها، كما تم إنشاء لجنة مشتركة لتنسيق حقوق الطبع والتأليف والنشر. في عام 1992 انضمت الصين إلى اتفاقية حقوق الطبع والتأليف والنشر، وبموجب هذه الاتفاقية لم يعد يحق لدارسي اللغة العربية والثقافة العربية أن يتصرفوا بحرية مطلقة في الترجمة والاقتباس.ومن العوامل التي دعمت تعلم اللغة العربية في السابق ما سمي بالتعليم المسجدي الصيني القديم الذي كان يشتمل على تعلم النحو والبلاغة والمنطق والتي تعتبر أدوات لتعميق دراسة اللغة العربية. هذا بالإضافة إلى التوحيد والفقه والحديث والفلسفة الإسلامية والقرآن الكريم والتفسير. ولم تكن هناك مناهج تدريسية موحدة في أرجاء الصين، فلكل منطقة وكل مذهب مناهج خاصة، ومع ذلك يوجد ثلاثة عشر كتاباً كان لابد من استخدامها في التعليم المسجدي بين المسلمين الصينيين وسماها المسلمون الصينيون الكتب الدينية الثلاثة عشر ويعود تاريخها إلى نحو خمسمائة عام. وهذه الكتب الثلاثة عشر ترشد المسلمين في دراستهم للغة العربية والثقافة الإسلامية والعلوم الدينية الإسلامية حتى وقتنا هذا
منقول