مع كل وداع تـعـلـم
أن رحى العمر تدور بك أوبدونك

وأنه ليس لديك خيار
سوى الرضوخ في بعضالأمور
حتى لا ينكسرالصخر
مع كل وداع تـعـلـم
فن التلويح من غيردموع
ورسم إبتسامة واسعة أكبر من قرصالشمس
لتوضح لهم أنك متقبل لفكرةالرحيل
وأن لا يقلقوا أو يخافواعليك
فأنت تستطيع الاعتناء بنفسك وبجراحهمجيدا
مع كل وداع تـعـلـم
أن عصافير الشتاءتختلف
عن مثيلاتها في الخريف
وأن بعضها يموت فيالطريق
فلا تحسب أن عصفورالأمس
هو نفسه رفيقك الذي غادر ذاتشتاء
مع كل وداع تـعـلـم
أن الإصرار على التمسكبماض
يحسب من أرصدة عمرنا لحظة بلحظة ... يومابيوم
وأن باقات العمر الزهرية
ستذبل ولنتنتظرنا
حتى ندرك أننا فقدناهمللأبد
مع كل وداع تـعـلـم
أن تحزم حقائبك أنتأيضا
فبرحيلهم عن أرصفة سكنوها
عليك أنت أيضا الرحيلورائهم
ولكن في الإتجاهالمعاكس
مع كل وداع تـعـلـم
أن لا تصر على إقفال غرفسكنوها
وأشياء اقـتـنوها
بل تعرضها علىالملأ
وتدع المجال للجميع أن يرتعوابها
حتى تمسح آثار أقدامهم عن المكانكله
فيضيعوا مع زحمة الضوضاء
مع كل وداع تـعـلـم
أنه لا يوجد شيء اسمه : ليأنا
وأن الأرواح لا تمتلك
وحريات الاختيار تتسع فيالمدار كحد السماء
ستعرف ... سترى ... وستسمع بأعاليالأصوات
أناسا سيقولون لك بملئفيهم
(((( آسف .. ولكن .. إني راحل ))))
مع كل وداع تـعـلـم
أنه عليك أن تتوقف عن سذاجةالانتظار
والبكاء علىالأطلال
والتحسر على ما فاتوكان
فلا شيء يفيد حقا
ولا ماضيسيرجع
ولا وقت سيرسل عقاربه لتستند عليهامجددا
فالرحيل هو الرحيل
ولا تولد منهعودة
مع كل وداع تـعـلـم
ألا تتعجب