نسمع فى الآونة الأخيرة الكثير من الأقاويل حول أن الإخوان المسلمين سيتولون أمر التعليم بوجو د الكثير منهم ممثلين فى لجان التعليم ، وأن الأحزاب الإسلامية ستمسك بزمام أمر التعليم ليصبح إسلامى الطابع ، وأننا سنرجع إلى أن تجلس الفتيات فى المنزل ، وأن الذكور فقط هم الذين يحصلون على فرص التعليم ، أو أن الفتيات سيحصلن على تعليم خاص بهن للمنزل، والزواج ،ورعاية الأسرة فحسب، والذكور يحصلون على تعليم آخر يرتبط بالمجتمع والحياة والتنمية .
تديين التعليم
والغريب فى الأمر أن من يقولون هذا الكلام قائمين على أمر التعليم ، وليس فئة عادية من الشعب ، وإنما لديهم كلمة مسموعة فى حقل التعليم . والسؤال هل صدر هذا الكلام عن الإخوان أو غيرهم ؟ وهل نحن بصدد وضع معايير للتعليم على أساس دينى أم تعليمى تثقيفى ؟ وهل خبراء التعليم فقط من ممثلى الإخوان رغم أنه لم يصدر تصريح واحد بهذه الشائعات على لسان حال الإخوان أو السلفين . كما أن المقترحات ، والآراء المختلفة سواء من الإخوان أو الليبراليين ليست ملزمة على الخبراء والمتخصصين فى المجال ، وإنما هى آراء إرشادية يتم الاتفاق عليها ، كما أننا لم نشهد فى أزهى عصور الإسلام فكرة تتديين التعليم أبداً ، وربطه بالدين ، على سبيل المثال الأزهر الشريف يأتى إليه أطياف شتى للتعليم ، والاستنارة من جميع أنحاء العالم من الملل، والأعراق المختلفة .
فيا هواة إثارة الفتن، وتحميل الناس ضد الدين الإسلامى ، بالقول بأن التعليم سيصطبغ بالصبغة الدينية لتخويف ،وترويع الناس من سماحة الإسلام ،واستنارته فى تنوير عقول البشر أجمعين بنور العلم الدنيوى ،والإبداعى القائم على مبادئ خلقية مفعلة نابعة من القيم الدينية . أقول لكم كفاكم بلبلة ،وكلام ليس له أساس من الصحة ، فالإسلام دين يسر ، وسماحة ، وحب ، وتسامح مع كافة الأديان ، ولا يمكن فى يوم من الأيام أن يتم تديين التعليم ، فهناك ألوان من التعليم ، التعليم العام الدنيوى القائم على البحث ، والاكتشاف ،والعمل ، وهناك علوم الفقه ، والدين ، والشريعة التى تبصر البشر بأمور دنياهم ، ودينهم على السواء ، فمن يريد أن يختار فليختار بكامل حريته ، وإرادته دون قسر أو فرض رأى على الآخر ، كفاكم يا دعاة الكلام، والرغبة فى زعزعة الأمن ، بالأقوال غير الصحيحة ، والتى تتسم بالعبث . ونحن من خلال عبارة yes we act نقول نعم لاحترام كافة الأديان ، ونعم للتعليم القائم على التنوع ، والإبداع، والتنمية المستدامة للمجتمع ككل، وليس لحساب فئة دون أخرى .
مواقع النشر (المفضلة)