لا يوجد نص مقدس يحرم ترشيح الاخوان رئيسا

والى الضجة الهائلة التي أحدثها قرار جماعة الإخوان المسلمين التقدم بمرشح لها لانتخابات رئاسة الجمهورية، وهو نائب المرشد ورجل الأعمال خيرت الشاطر، وهو ما أدى إلى اهتزازات في صفوف الجماعة وانسحاب البعض منها، وإلى حملات عنيفة ضدها من خصومها، وإلى صدمة في أوساط التيار السلفي المؤيد لترشيح حازم صلاح أبو إسماعيل، وسوف نبدأ من عدد الحرية والعدالة - لسان حال حزب الإخوان يوم الاثنين، وسنفسح مجالاً واسعاً لعرض وجهات نظرهم، لأن العدد تقريباً من أوله لآخره، كان عن خيرت وترشيحه، وتضارب محتوى الكتابات من استمرار إحاطته بقداسة وتشبيهه بسيدنا يوسف، ومن محتوى سياسي عملي، وكان الأكثر نضجاً في عرض الموقف اثنان، الأول زميلنا خفيف الظل سليمان قناوي وقوله: 'ترشيح المهندس خيرت الشاطر، لا هو عيب ولا حرام ولا يوجد نص مقدس يحرم مرشح جماعة الإخوان المسلمين من الترشح، وإعادة جماعة الإخوان المسلمين النظر في قرارها السابق، من الأمور المعتبرة في مجال صنع القرار السياسي، سواء للدول أو الأفراد أو الجماعات، وكان يجب على مجلس شورى الجماعة أن يستدعي القول المأثور لمصطفى النحاس الزعيم التاريخي لحزب الوفد 'من أجل مصر وافقت على معاهدة 36 ومن أجل مصر، ألغيها' ولم يقل أحد وقتها عن حزب الوفد أنه يغير مواقفه، كما تغير قياداته ملابسها، أو يسب أحد حزب الوفد وينعته بأنه حزب متلون، كل يوم هي في شأن جديد ورأي متغير وموقف مختلف، فجماعة الإخوان المسلمين رفضت الدفع بمرشح للرئاسة حماية للثورة عند بدايتها، لأنها كانت ستستعدي عليها الداخل والخارج والشمال والجنوب والشرق والغرب، وراجعت رأيها وقررت ترشيح أحد أفرادها في الميل الأخير من المرحلة الانتقالية، صوناًَ أيضاً للثورة حين رأت أن ما اعتقدته غير متحقق، فالمراجعة للقرارات السياسية حق أصيل للجميع، وتأتي تطبيقاً لقاعدة المصالح المرسلة كما أنها ليست كفراً أو شركاً أو تجديفاً أو هرطقة أو حتى نزقاً ولعب عيال 'كل يوم برأي كما ادعى أحد الفصحاء، والحديث عن الرغبة في التكويش والاستحواذ على كل السلطات والنفوذ، وينسى الجميع أن القرار المتعلق بالمهندس خيرت الشاطر هو ترشحه لرئاسة الجمهورية، وليس تعيينه رئيساً للجمهورية، أي أن الاحتكام هنا سيكون لصناديق الانتخاب وكلمة الشعب: هل يريدون الشاطر أو لا يريدون وهذه هي الديمقراطية، والرجل والجماعة والحزب لم يفعل سوى الالتزام بقواعد لعبتها.
لماذا ارتعدتم يا معشر الليبراليين واليساريين والناصريين؟
تنافسوا مع الرجل في معركة شريفة، نزيهة، نظيفة، عادلة، وفرصة مرشحيكم الذين بدأوا السباق مبكراً عن الشاطر، أفضل، فالرجل نزل الميدان في الأسبوع الأخير قبل غلق باب الترشح، في حين أن كثيرا منكم، عقد العزم على خوض الانتخابات فور سقوط مبارك'.