الزميل الفاضل / محمد بخيت
أشكرك علي طرحك لهذا الموضوع الهام
في البداية قبل أن أعرض وجهة نظري في هذه القضية أحب أن أشير إلي شيء هام لاحظته عندما كتبت موضوع مشابه بجريدة اليوم السابع بعنوان " التربية الجنسية وسياسة دفن الرؤوس في الرمال " ، لاحظت من أراء وتعليقات القراء أن هناك خلطاً بين مفهومي الثقافة الجنسية والتربية الجنسية .
فالثقافة الجنسية يتعرف عليها الإنسان مع تقدم مراحل عمره وهي ما تتبادر إلي الأذهان مباشرة عندما نتحدث عن الموضوع وهي مرفوضة لأنها تتنافي مع قيمنا ومجتمعنا ، أما التربية الجنسية فهى تقوم على الوعى والسلوك السليم ، فهي موجودة في القرأن الكريم وأشير لها في مواضع كثيرة حيث وجعل الإسلام لذلك أحكاماً وآداباً تضبط مسار هذا الأمر وتحفظه ، بالإضافة إلي أن هناك أشياء يتم تدريسها في مادة العلوم ، فالتربية الجنسية هي التي تمد الفرد بالمعلومات العلمية والخبرات الصالحة والاتجاهات اللازمة والسليمة إزاء المسائل الجنسية بقدر ما يسمح به نموه الجسمي والفسيولوجي والعقلي والانفعالي والاجتماعي في إطار الدين والأخلاق مما يؤهله لحسن التوافق في المواقف الجنسية ومواجهة مشكلاته الجنسية في الحاضر والمستقبل ، مواجهة واقعية تؤدي إلى الصحة الجنسية .
أما عن وجهة نظري وقد أكون مخطئاً إنه لا غني عن التربية الجنسية خاصة هذه الأيام لأننا لو لم نقدم المعلومة الصحيحة لأبنائنا فسوف يبحثون عنها في أماكن أخري مثل صفحات الإنترنت والمقاهي وأصدقاء السوء والكتب والمجلات الصفراء التي تنتشر علي أرصفة الشوارع وكلها معلومات خاطئة تنتج عنها مشاكل سلوكية كثيرة ولكن بشرط ألا يتم تدريسها كمادة منفصلة ولكن يتم تضمينها في مناهج العلوم والتربية الدينية خلال سنوات الدراسة و أن يتم إعداد مناهجها بشكل جيد بواسطة خبراء في المناهج وعلماء في الدين وأن يتم تدريب الكوادر لتدريسها وهذا لن يكون اليوم أو غداً بل سيكون خلال السنوات القادمة لأن هذا الأمر يحتاج إلي تخطيط وإعداد جيد .
مواقع النشر (المفضلة)