تطوير التعليم ضرورة ملحة
إن تطوير المناهج التعليمية يعد إحدى مسؤوليات وزارة التعليم ومعهد أصول التدريس المركزي. وتسعى وزارة التعليم لتعديل مناهج مايطلق عليه (المواد القومية) كالتاريخ، ولغة البلاد، والأدب، والجغرافيا، والفن والموسيقا، وعلم الاجتماع، وذلك لتتناسب مع وضع البلاد في مرحلة ما بعد الحرب.
إن هدف الاتحاد المعلن يتمثل في الحفاظ على نظام تعليمي يتميز بهوية متعددة الثقافة، وذلك كخطوة مهمة نحو تحقيق المصالحة بين عناصر المجتمع ووسيلة لاستيعاب جميع الفئات داخل إطار حضاري بعيداً عن العنف.
تم إدخال مادة تقنية (تكنولوجيا) المعلومات في المرحلة الثانوية لتواكب تطورات العصر الحديث. وتحاول المناهج الجديدة التركيز بشكل أكبر على التدريبات المؤهلة للعمل وحاجات السوق.
وتحاول وزارة التعليم علاج أساليب التدريس المتأخرة المستخدمة في جميع مراحل التعليم المختلفة، بحيث ترقى لمثيلاتها المستخدمة لدى الغرب الآن.
المناهج
التغيير الذي حصل كان كبيراً واستراتيجياً على صعيد كتب التاريخ والأحياء والجغرافيا والثقافة، كما تم وضع منهج للتربية الإسلامية داخل المدارس الحكومية، وإقامة ثماني مدارس إسلامية بعد أن كانت واحدة فقط.
أ ـ التاريخ: أعدت الحكومة البوسنية منهجاً جديداً على صعيد الدراسات التاريخية أضافت فيه ما حذفه الشيوعيون والصرب والكروات إبان الاتحاد اليوغسلافي الذي كان مفروضاً على المسلمين، وأصبح ينظر للحقبة التركية على أنها حقبة ذهبية عمّ فيها السلام أرجاء البوسنة بعد أن كان أهلها نهباً لغزوات الجوار واعتداءاتهم (الصرب والكروات) وأن الحقبة النمساوية كانت ظلماً وعدواناً على ثقافة أهل البوسنة، بينما الحقبة الشيوعية كانت اعتداء على الحريات الدينية ومحاولة مصادرة الإسلام وتذويب المسلمين، كما تعرضت مناهج التاريخ للعدوان الأخير الذي تعرضت له البوسنة والهرسك من قبل الصرب والكروات (1992 ـ 1995).
ب ـ الأحياء: تم حذف الإشارة إلى أن الإنسان قرد، وجددت المقولات العلمية، وإثبات ما توصل إليه العلم في هذا المجال، مع الإشارة إلى تاريخ علوم الأحياء والنظريات التي عرفها الإنسان حول الكون والحياة والإنسان.
جـ ـ الجغرافيا: تم إعداد خرائط تاريخية وحديثة عن الحدود البوسنية، والتي كانت في بعض المراحل التاريخية تضم (الساحل الكرواتي) كله، أي إقليم استرا بأسره.
د ـ الثقافة: أضيف للمناهج نصوص عن الشخصيات البارزة في التاريخ البوسني، ودراسة الحقب التي عاشوا فيها، فضلاً عن العطاء الثقافي للرجالات المخلصين من أبناء البوسنة عبر التاريخ.
هـ ـ التربية الإسلامية: وكان أفضل ما تم بعد الحرب في مجال التعليم تعميم منهج إسلامي للعقيدة والتربية الإسلامية على المدارس الحكومية، وهي خطوة كبيرة تحدث أول مرة بعد أكثر من (450) عاماً على تغييب الإسلام والحضارة الإسلامية عن البوسنة والهرسك.