نراهن على المستقبل

يعيش الكثير من المصريين الشرفاء فى تلك الأيام العصيبة حالة من القلق ، والخوف على مستقبل الأم الحاضنة لكل أبنائها وبناتها ، الأم التى لم تذب على مدار قرون من الزمان مع الاستعمار الغاشم عليها ، الأم الغالية ( مصر) البلد الذى استطاع أن يحفظ ُهوية المصريين ، وخصالهم رغم ما مر به من استعمار ، وحروب منذ بداية التاريخ . وقد سطر ذلك المؤرخ (جمال حمدان) فى عبقريته "شخصية مصر" ليميزها عن سائر الأقطار ، نعم ُهويتنا كمصريين مميزة ، وعبقريتنا لا فى عقولنا أو فى أفعالنا فحسب لا ، ولكن لأننا على هذه الأرض ، عبقريتنا فى مصريتنا .
ولا يدرك تلك الميزة إلا المصريين الشرفاء الذين يوماً بعد يوم يريدون أن تصبح مصر منارة الشرق الأوسط ، وأم الدنيا كما كانت فى السابق .
نحن شعب لا نعرف الكسل ، ولا نعرف الخراب ، ولا نعرف التدمير ، فطرتنا ، وسليقتنا تحكمنا ، ما مر علينا ، وما يمر علينا الآن من سحابات عكرة ، ورياح خبيثة ليست من صميم ُهويتنا العربية المصرية ، إنها رياح غريبة عنا تتسم باللؤم، والخبث ، واللعب على الحبال ، والتسلق بالطرق الغير مشروعة لنيل مكاسب مادية هزيلة بالمقارنة بضياع الهوية ، والأصالة ، والكرم والضيافة ، والفطرة، والخير لا تساوى شئ إلا مزيد من تماهى ، وضياع الهوية المصرية للمصريين غير الشرفاء الذين لا يدركون غداهم ، ويعيشون ليومهم فقط بمزيد من حب التسلط ، وجلب الأموال ، والتربح الغير مشروع فقط من أجل مصالحهم الشخصية التى يبحثون عنها فى أى أرض لا يهمهم الوطن ، ولا يريدون مستقبل مشرق لمصر ، بل حسبهم أنفسهم ، وأنهم يجلبون مزيد من الأموال فى حساباتهم البنكية على حساب الوطن . ويبكون ظاهرياً بحب الوطن دون فعل ما يدل على وطنيتهم أو يبذلون أدنى تضحية لتقدم الوطن ، وبناء المستقبل .
ولكن المصريين الشرفاء هم من نراهن عليهم لمستقبل ُمشِرف ، ومشرق أيضاً لمصرنا أم الدنيا . وأعتقد أنهم ُكثر، والحمد لله والرهان عليهم أمر محمود العواقب ، وهم الذين سوف يزيحون بأفعالهم ، وإنجازاتهم ما يفعله غير الشرفاء لضياع الوطن كما سوف يفعلون الكثير لأمن ،واستقرار، ونهضة مصرنا أمنا جميعاً ، ولا نعرف أماً سواها .
فيا ليت الكثير تستيقظ ضمائرهم ، ويدركون أن المستقبل الذى نراهن عليه هو أننا أبناء هذا الوطن ، وأن عبقريتنا فى مصريتنا ، وأننا دوماً نعمل من أجل خير بلدنا الحبيبة أم الدنيا مصر، وُنفِعِل عبارة yes we act
.