المثقف الجاهل
بقلم / محمد صلاح الحفناوي





هل تعرف من هو المثقف ومن هو الجاهل ؟

من المؤكد إننا جميعاً نعرف الإجابة ولكن هل جميعنا يعرف من هو المثقف الجاهل ؟

لا تتعجبون فهذه الفئة من سمات عصرنا الحالي وأحد إفرازات مجتمعنا العجيب

فرغم مميزات العصر الذي نعيش فيه من توفر للمعلومات وتعدد مصادر المعرفة وانتشار للتكنولوجيا وانفتاح الشعوب علي بعضها برغم ذلك ،نجد أن بعض الناس بعيدين كل البعد عن الواقع وتلك الحياة الزاخرة بالتغير والتنوع، وعندما تقترب منهم أكثر وتخالطهم تشعر أنهم من كوكب آخر ، تصدر منهم سلوكيات تدل علي الجهل وعدم الفهم وتكشف الغطاء المزيف الذي يحيط به نفسه ، والغريب في الأمر أن هؤلاء الناس هم من المتعلمين والمثقفين كما يرون في أنفسهم وكما يراهم البعض ، ولذلك عادة ما ينخدع الكثيرين بسبب مظهرهم العلمي والمعرفي الذي يحيطون به أنفسهم ، كاقتناء الكتب و مشاركتهم في بعض الأنشطة وترديدهم لكلمات ومصطلحات علمية عربية وأجنبية وغيرها من الأفعال والسلوكيات التي تجعل منه واحد من المثقفين كما يعتقد !

هذا يجعلنا أمام نوع من التناقض والازدواجية واضح بين ما يدعونه من معرفة وبين ما يصدر منهم من سلوك وفعل يدل على الجهل وعدم الفهم .

شئ غريب يجعلك تجلس لتفكر وتبحث عن الأسباب ولكنك في النهاية ستكتشفها بكل تأكيد ، ستكتشف أن ذلك التناقض نتيجة عدم الإيمان بالفكرة وعدم امتلاك الفكر الواعي ، وكذلك هو نتيجة عدم وعيه بالدور الذي أقحم نفسه فيه لغرض معين ، وكذلك نتيجة عدم امتلاكه للمهارات التي تمكنه من تحقيق ما يتمناه فيعوضها ببعض المهارات الزائفة التي تنكشف وتزول بسرعة لأن ليس لها جذور ، وأسباب كثيرة سوف تكتشفها عندما تفكر .

قد يرد أحد هؤلاء المثقفين الجهلاء ويقول لي وما شأنك في هذا !!!
لن أسكت طبعاً لأنني لم أتعود علي ذلك ، فصراحتي جعلت مني عدو لهؤلاء أنال القسط الأكبر من كرههم وكذلك كل من يقول رأيه فيهم أو يحاول أن يختلف معهم فيكون جزاؤه الكره والاحتقار والتشكيك في ولاءه وغيرها من الهجمات ...

سنرد جميعاً ونقول بل هو شأننا لأنه مجتمعنا ونريد الخير له وأي مكان يقوده أمثالكم لن ينعم بنور التغيير والتقدم أبداً ولنتذكر قول رسول الله صلي الله عليه وسلم (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ) وتفسير العلماء للحديث الشريف قال العلماء معناه المتكثر بما ليس عنده بأن يظهر أن عنده ما ليس عنده يتكثر بذلك عند الناس ويتزين بالباطل فهو مذموم كما يذم من لبس ثوبي زور ، وقال أيضاً رسول الله ( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فأنتظر الساعة ) .
رفقاً بأنفسكم يا إخواني
رفقاً بناوبأمتنا

ولن يكون كلام بعد كلام الله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
(ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) صدق الله العظيم