مع أحلى مسحوق للغسيل مفيش مستحيل
****
حبال الغسيل لا يكاد يخلو منها بيت تقريباً
تُعلق عليه الملابس بعد الانتهاء من مراحل الجرد والغسيل والشطف
ومن ثم تعريضهم للهواء وأشعة الشمس
حتى يتبخر ماتبقى عالقاً فيها من أوساخ وأتربة تتطاير في الهواء
لتعود من جديد تشع بالنظافة الأكيدة
التي لا تتم إلا بوجود مسحوق غسيل من الدرجة الممتازة
حتى يتم المطلوب على أفضل وجه .
تلك هي عميلة غسيل الملابس في كل بيت وعند كل شعب
لكن ماذا عن الاحتياجات الأخرى التي تستحق نفس العملية وبشكل أكبر ؟؟!
ملابسنا إن لم تصل لمرحلة نظافة أكيدة
نستطيع ان نستبدلها بشراء قطع أخرى جديدة
لكن هذا لايمكن إن ينطبق على مايحتاج للغسيل حقاً!!
كل شخص يحتاج لتلك العملية و إن تكون هناك ( غسالة) تقبع داخله
حتى يغسل مايحتاج للتنظيف والتطهير من الشوائب.
فعقله.. يحتاج لتطهيره من شوائب التخلف والجهل والتفكير السلبي
وكل ما تخزن داخله من محرمات سواء كانت شكلية أو معنوية.
وكذلك من كل فكرة سوداء وكل ذكرى مؤلمة
وكل تفكير يؤدي بصاحبه للهلاك والدمار.
- كذلك قلبه يحتاج لغسيله من حب محرم
وتخليص نبضاته من الخفقان لأجل دنيا فانية.
وأيضا تطهيره من كل كره وحسد وحقد وغل وبغضاء
وتعلقه بمعاصي شتى إلى ما لانهاية..
ويسكن ذلك القلب المسكين الذي أهلكه صاحبه
بتراكم النقاط السوداء إلى أن حكم الران عليه
(بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون)
أيضا أعيننا لابد إن نغسلها بماء الطهر لكفها عما حرم الله
وتخليصها من كل نظر يغضب الله
وتخليصها من كل نظر يغضب من وهبنا إياها
ولابد أن ندرك أن عيوننا أمانة لدينا
فلابد أن نحافظ عليها أن تمسها نار الآخرة
ونذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم :
(عينان لا تمسهما النار عين باتت تحرس في سيبل الله
وعين بكت من خشية الله )
بطوننا لابد أن ننقيها من أكل الربا وما حرم الله علينا أكله دون ضرورة ملحة
وأن لا نسمح لأكل مال اليتيم أو الفقير والمسكين يلوث جدران بطوننا..
فندعو ولا يستجاب لنا
لأننا بذلك أصبحنا ضمن الفئة التي أخبرنا رسول الله عنها
التي تدعو ولا يستجاب لها
لأن مطعمهم حرام وملبسهم حرام فأنى يستجاب له؟!!..
أفواهنا من الضروري أن نشطف عنها كل كلمة لا ترضي الله
وتهوي بنا إلى نار جهنم
وأن نجعل ذلك اللسان نظيفاً دائما لايذكر إلا ما هو خير ينفعه في الآخرة قبل الدنيا.
فقد ننطلق بكلمة لا نلقي لها بالاً تهوي بنا سبعين خريفاً في نار جهنم
او كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام
وأن نلزم قول رسول الله : (قل خيراً أو أصمت)
ونذكر قول الخالق: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )
وأن نطهر أفواهنا من كل غيبة ونميمة
وكذب وغش وقول البهتان والزور..
صمتنا.. يحتاج كذلك لغسيله من السكوت الظالم
المبتعد عن طريق إحقاق حق أو طرد ظلم
فالساكت عن الحق شيطان اخرس
ونحن لا نريد أن نتحول من إنسان إلى شيطان بفعل صمت جائر.
إذا رأيتِ الظلم وأنت تستطيع دفعه فلا تتردد في ذلك
و تلزم الصمت الظالم فكلمة حق تشفع لك في الآخرة
يوم لا ينفع مال ولا بنون
أما عند تفوهك بما لايرضي الله فحينها ألزم الصمت
واجعل صمتك نجاتك!
أشياء وأشياء لازالت تنتظر دورها في عملية الغسيل
بمسحوق الإيمان في غسالة الدنيا
لنحصل على نظافة أكيدة في الآخرة.
ولابد لنا من بعد الغسيل
ان ننشر غسيلنا على الحبال
تحت أشعة شمس ملتهبة حتى تتطاير الأخطاء
ولا يتبقى الدرن ملتصقا بها .
{اغسل نفسك اليوم وأصلحها لتنعم بحياة نظيفة }
و قبل أن تُجبر على غسيلها في نار جهنم
لتنقى من الخطايا والآثام !!
وقانا الله وإياكم منها !!
مع مسحوق الدين الحق للغسيل مفيش مستحيل..
مواقع النشر (المفضلة)