اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قدري فرج يونس حميدة مشاهدة المشاركة
ربما يعتقد بعض القائمين علي هذا المنتدي أن هذا الموضوع ليس ضمن قضايا التعليم أو ليس له علاقة بجودة التعليم وربما يطالب البعض بإغلاق الموضوع وعدم مناقشته بموضوعية و بأسلوب علمي و ربما يذهب البعض إلي ما هو أبعد ذلك و هو حذف الموضوع من جذوره أو معاقبة كاتب الموضوع بحظره و شطبه من عضوية المنتدي و ربما يذهب البعض إلي ما هو أبعد من ذلك كله كإحالة كاتب الموضوع إلي محكمة عسكرية مثلاً أو إهدار دمه لأنه تجرأ و كتب مثل هذا الموضوع .... علي كل حال أنا سأكتب هنا و في أماكن أخري مهما كانت العواقب فمثل هذا الموضوع ما لم نكتب نحن فيه فمن يكتب ..... !؟ و ما لم نناقشه نحن فمن يناقشه ..... !؟ و ما لم نضع نحن التوصيات و الحلول له فمن يضع له ... !؟
فقد أبلغني أحد زملائي أن ابنه الصغير الذي يدرس بالصف الثالث الإبتدائي استيقظ منذ أيام مبكراً ( علي غير عادته ) مكبراً و مهللاً الله أكبر .. الله أكبر بصوتٍ عال و لما ذهب والده مسرعاً و فتح حجرة ابنه الصغير ليعرف سر هذا التكبير و التهليل المفاجئ وجد ابنه يقول له : افرح يا أبي ، افرح يا أبي .. الله أكبر الله أكبر .. إن أبانوب لن يأتي إلي المدرسة اليوم لقد سمعت المنجب ينادي أن والد أبانوب توفي و أن الدفنة و العزاء اليوم .... ! فقال له والده : من أبانوب هذا .... ؟ فقال محمود : أبانوب تلميذ مسيحي في الفصل معي و يجلس وحيداً في آخر مقعد بالفصل .... ! فقال الوالد : و لماذا تفرح يا بني في مصيبة زميلك .... ! ، ليس هذا من الإسلام في شيئ ، يجب عليك وزملائك أن تقدموا واجب العزاء لزميلكم أبانوب هذا في وفاة والده ، ثم كيف يجلس أبانوب زميلك هذا وحيداً في آخر مقعد بالفصل .... ! ألا تجلسوا في مجموعات و تتعاونوا مع بعضكم البعض في إنجاز المهام الموكلة إليكم من قبل معلميكم ... ! فرد محمود قائلاً : يا ابتي إن أبانوب هذا ليس زميلي إنه عدوّي و أنا وباقي زملائي نكرهه بشدة و كلنا رفضنا الجلوس معه في مقعد واحد .... !
أصابتني حالة من الصدمة و الذهول من هذا الكلام و كيف أن محمود وزملاءه يكرهون أبانوب بشدة .... !؟ كان لابد أن أذهب إلي مدرسة محمود و أبانوب لأعرف سبب و سر هذه الكراهية غير المبررة .
و عندما ذهبت إلي مدرستهم ، وجدت أبانوب يجلس وحيداً مسكيناً حزيناً في آخر مقعد بالفصل و لم يقدم له تلميذ واحد واجب العزاء في وفاة والده ... !؟ و عندما سألت التلاميذ عن سبب عدم تقدمهم واجب العزاء لزميلهم أبانوب في وفاة و الده .... وقع ردهم عليَّ كالصاقعة فقد قالوا لي : أنه لا يجوز تقديم التهنئة أو التعزية لأبانوب و من الأفضل عدم التعامل معه .... !؟
فكان لابد من مقابلة معلمة الفصل لمعرفة رأيها فيما يقوله التلاميذ و لمحاولة فهم سر الكراهية بين محمود و باقئ زملائه للمسكين أبانوب ....!؟
فقالت المعلمة : هناك مشكلة كبيرة في الحقيقة بين محمود و زملائه من جهة و بين أبانوب من جهة أخري فهذا الموضوع يرجع إلي واقعة بسيطة للغاية حدثت بين محمود و أبانوب و هما في مرحلة رياض الأطفال لم تعالج بشكل صحيح ، حيث رفض أبانوب بشدة أن يعطي محمود الأستيكة ( الكوما ) ليزيل كلمة كتبها محمود خطأ في كراسته مما تسبب في توبيخ محمود بشدة من قبل معلمة رياض الأطفال لكتابته كلمة خطأ في الكراسة ( فقد ظن أبانوب سوءاً بمحمود بأنه سيسرق الكوما منه و لن يعطيها له مرة أخري ) فمنذ ذلك اليوم و العلاقة سيئة للغاية بينهم فمحمود لم ينس بعد أن أبانوب تسبب في توبيخه و إحراجه أمام زملائه و المؤسف أن باقي التلاميذ لم يغفروا لأبانوب سوء ظنه هذا و كانت القطيعة بينهم و بينه ثم تطورت المشكلة و كبرت لدرجة رفض جميع التلاميذ الجلوس معه في مقعد واحد أو التعامل معه أو التعاون معه أو حتي اللعب معه ....!؟
فقلت : و لكن كيف لا يقدم التلاميذ واجب العزاء لأبانوب .... !؟ أين دورك ... !؟
فقالت المعلمة : يبدو أن التلاميذ يذهبون إلي مدرسة أخري ( و كذلك أبانوب ) بعد انتهاء اليوم الدراسي غير هذه المدرسة و يدرسون و يتدارسون معلومات أخري غير تلك المعلومات التي ندرسها نحن لهم في الفصول ... !؟
إن مشكلة محمود و أبانوب هذه ليست مشكلة عادية أو بسيطة ، إنها مشكلة كبيرة و معقدة مشكلة منهج دراسي عقيم ( فقد أُشيع مؤخراً أن منهج التربية الدينية الإسلامية لا تعده وزارة التربية و التعليم و لكن تعده المخابرات الأمريكية وإلا سيتم قطع المعونة ) ، مشكلة إعلام لا يجيد أبسط قواعد المهنية الإعلامية ، مشكلة دور عبادة سواء مسجد أو كنيسة تحرض علي كراهية واستعداء الطرف الآخر ، مشكلة منزل و أسرة قصرت و تكاسلت في تبصير أبنائها بتعاليم الإسلام السمحة وفي قبول الآخر ، مشكلة دولة أبت و استكبرت أن تعي و تفهم و تقر و تعترف أن هناك أزمة يجب دراستها دراسة موضوعية و وضع حلول لها و ادعت ظلماً و بهتاناً أنه لا توجد مشكلة و أن الحياة لونها بنبي و أنا جنبك و أنت جنبي و كله تمام يا أفندم .... !؟
يبقي سؤالاً يطرح نفسه ........
هل يمكن أن يتصالح محمود و أبانوب ....؟ كيف ....؟
هل أدت معلمة رياض الأطفال واجبها علي أكمل وجه ؟ أم قصرت و كان بإمكانها وأد الفتنة و هي في مهدها قبل أن تكبر ؟ لماذا ....؟
هل لو قامت معلمة الصف الثالث الإبتدائي بتقسم التلاميذ إلي مجموعات و بدمج أبانوب في مجموعة منهم و بتطبيق استراتيجيات التعلم النشط ، كان يمكن أن تحل المشكلة .... ؟
أين دور الاخصائي الاجتماعي و الإذاعة المدرسية و أخصائي الأنشطة و مشرف التربية الدينية ... ؟
هل زار والد أبانوب مدرسة ابنه مرة واحدة في حياته .... ؟ هل نهتم أصلاً بتعليم و متابعة بأبنائنا ..... ؟
من يقف وراء سوء ظن أبانوب في محمود و زملائه و بأن المسلمين لصوص لا يجب التعامل معهم و الثقة بهم .... ؟
من أين أتي محمود و زملاؤه بأنه لا يجوز تقديم التهنئة أو التعزية لأبانوب .... ؟ ألم يدعُ الإسلام إلي احترام الأديان و إلي قبول الآخر .... ؟
هل يمكن أن يتطور و يتجدد و تراقب لغة الخطاب الديني في المسجد و الكنيسة .... ؟ كيف .... ؟
هل يمكن لإعلامنا ( الفاشل بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ ) أن يتطور يوماً ما و تتحسن لغة الخطاب الإعلامي و تحترم عقول الناس .... ؟ كيف .... ؟
لو كنت مراجعاً خارجياً و قُدر لك أن تراجع و تقييم مدرسة محمود و أبانوب .. و علمت بهذه المشكلة فهل توصي باعتماد المدرسة أم توصي بعدم اعتمادها .... ؟
هل يمكن لمناهجنا التعليمية العقيمة أن تتحرر و تستقل يوماً ما لتحمل موضوعات تعالج مثل هذه الأمور .... ؟
هل يمكن لهذا الوطن أن ينهض و يستعيد مجده من جديد ..... ؟
نحن لا نريد قتل الناموس و لكن نريد تجفيف المستنقعات ..... !
" لله الأمر من قبل و من بعد "
عزت عدلى أسناسيوس

أصدقك القول أخى و صديقى العزيز / قدرى
وليغفر لى جميع أصقائى الذين قاموا بتهنئتى بعيد الميلاد المجيد
إنها ابلغ و اروع تهنئه أتمناها
ولتسمح لى صديقى العزيز ان أدرج توقيعى معك عليها حتى اشاركك المصير فى أى الاحوال