نظرا لحالة الحيرة الشديدة التي يعانى منها الشعب المصري الآن فيما يتعلق باختيار الرئيس القادم من بين المرشحين, وحيث أن أكثر من نصف عدد الناخبين ما زال في حيرة من أمرة , وهذا الأمر يرجع في الأساس إلى أن اغلب الناخبون غير مسيسون , والى ارتفاع نسبة الأمية بينهم, وبالتالي لا يوجد مرشح بعينه أو تيار سياسي أو حزب ينتمون إليه فكريا وسياسياً .
لذلك كان من المفترض أن يقوم المفكرون والمحللون السياسيون بدورهم الحقيقي و العمل على توعية الناخبين , تمهيدا لاكتمال هذا العرس الديمقراطي القادم وهذه اللحظات الفارقة في تاريخ الوطن , وتأهيلهم قدر المستطاع لكي ليحسنوا الاختيار, وتفاديا لهذه الحيرة والتي من الأرجح أنها ستقود إلى اختيار خاطيء أو ستستغلها بعض القوى وتقوم باستقطاب الناخبين , وكلا النتيجتين لا يقلا بأي حال من الأحوال عن التزوير .
وعملا بمبدأ التوعية الايجابية البعيدة عن أي توجيه أو استقطاب , والقائمة على القواعد والمعايير الموضوعية , حاولت جاهداً أن أضع مجموعة متسلسلة من الخطوات في حال إن طبقها البعض فسوف تساعدهم في حسم أمرهم , بشكل موضوعي بعيد عن الاختيار القائم على العصبية الفكرية أو الشخصية .
وهذه الخطوات ليست مصمتة أو غير قابلة للتعديل أو التبديل وإنما هي خطوات مرنه , تخضع للتعديل وللرؤية الشخصية بحيث لا يخل هذا التعديل بموضوعيتها .
فنحن سنختار من سيقودنا لأربع سنوات قادمة لا لأربع أيام , لذلك يجب علينا اختيار الرجل المناسب في المكان والوقت المناسب , لا اختيار من يسوق له البعض على انه الأوفر حظاً في الفوز أو الأكثر كلاماً , فكلما كان الاختيار مبنى على معايير موضوعية كلما أدى ذلك إلى نتائج موضوعية , وها هي الخطوات التي أرى فيها ما يجنبنا الكثير من الحيرة الحالية , والندم المستقبلي في وقت لا ينفع فيه الندم :
الخطوة الأولى : قم بتحديد أولوياتك كفرد أو مواطن مصري , الأهم منها ثم المهم .
الخطوة الثانية : ضع أهدافك وفقاً للأولوياتك السابقة , ورتبها ترتيباً زمنياً يبدأ بالأهداف قريبة المدى ثم متوسطة المدى وأخيرا بعيدة المدى , والجدير بالذكر هنا انه بالرغم من كون هذه الأهداف فردية إلا إنها تعبر عن الأهداف العامة للمجتمع , فالكل يساوى مجموع الأجزاء, طالما أن المجتمع واحد والظروف واحدة فالحاجات والأهداف ستكون واحدة .
الخطوة الثالثة : أكتب ما هو متاح وتعرفه من ووسائل وإمكانيات مادية وبشرية , تستطيع من خلالها تحقيق كل هدف على حدي .
الخطوة الرابعة : أكتب أسماء من تعرفهم أو تسمع عنهم من المرشحون ويفضل أن تكتب من تفاضل بينهم فقط .
الخطوة الخامسة : وهى الخاصة بالكفاءة , اقرأ بعناية وبتركيز شديد السيرة الذاتية لكل مرشح منهم على حدي وفى وقت منفصل عن الأخر, ابتعد قدر المستطاع عن النقاط التي تثير العاطفة , وركز على المؤهلات العلمية , والمناصب التي تقلدها المرشح سواء كانت على المستوى الأكاديمي أو الخدمي أو السياسي , وهل كانت مناصب تنفيذية أم تشريعية ورقابية .. الخ , والإنجازات العملية الكبير منها والذي يبدوا بسيط , فماضي الشخص العملي هو ما تستطيع أن تحكم بيه على مستقبله العملي .
الخطوة السادسة : وهى الخاصة باختيار الرجل المناسب في المكان المناسب والذي يستطيع أن يصل بك إلى تحقيق أهدافك , قارن بين برنامجك ( اولوياتك – أهدافك – الوسائل والإمكانيات المتاحة ) وبين السيرة الذاتية لكل مرشح ( المؤهلات – المناصب – الإنجازات العملية ) , ثم سجل نقاط الاتفاق والتشابه بينهما , وبناءا على ذلك فإن السيرة الذاتية الأكثر اتفاقاً وتشابهاً مع برنامجك الخاص ستكون خاصة بالمرشح الأقرب لتحقيق ما تتمناه .
الخطوة السابعة : في حالة إن كان هناك تساوى بين أكثر من سيرة ذاتية وبين برنامجك حينئذ ستكون المقارنة ثلاثية , بين برنامجك الخاص, والسير الذاتية المتساوية , والبرامج الانتخابية لأصحاب هذه السير , واستناداً على الخطوة السادسة سجل نقاط الاتفاق بين الثلاث مكونات موضع المقارنة , وعليه فان الاختيار سيكون للمرشح الذي يمتلك البرنامج الانتخابي الأكثر اتفاقاً وتشابهاً مع سيرته الذاتية وبرنامجك الخاص .
الخطوة الثامنة : حين أن تصل إلى هذه الخطوة ومازلت في حيرة من أمرك , وفى الأغلب ستكون بين اثنان فقط من المرشحين , فستكون المفاضلة بينهم قائمة على الفروق الفردية والشخصية , وعليه تختار الأقرب منهم إلى التقوى ثم المشهود له بالنزاهة وطهارة اليد ثم صاحب الشخصية الأقوى والصحة العامة والبدنية الجيدة وأخيراً الأكثر وطنية .
الخطوة التاسعة : الذهاب إلى لجنتك الانتخابية ومعك بطاقة الرقم القومي , ولا تسمح لأحد بالتحدث معك سوى أفراد الأمن وذلك في الأمور الخاصة بالتنظيم والأمن خارج مقر الصناديق, أو قاضى اللجنة في الأمور الإدارية داخل مقر الصناديق , ثم تأكد من وجود اسمك في كشوف الناخبين رباعياً , وقم بالتوقيع أمامه ثلاثياً بخط مقروء , استلم ورقة التصويت وتأكد أنها واحدة فقط , اذهب خلف الستار بمفردك وأشر بالقلم بعلامة (صح) أمام اسم مرشحك , ثم قُم بطي ورقة التصويت وضعها داخل الصندوق , وأخيراً أغمس إصبعك في الحبر الفسفوري , يفضل أن تقوم بتوثيق كل ما تشاهده صوت وصورة إن أمكن منذ لحظة وصولك لمقر اللجنة وحتى الخروج منها عدا لحظة التصويت خلف الستار.
أخي المواطن أختي المواطنة , صوتك أمانه ولذلك يجب أن تؤديها على أكمل وجه أمام الله , وتأكد أن دقيقة أو أقل من وقتك خلف الستار من الممكن أن تحدد مصير الوطن .
بقلم محمد الفاروق
مواقع النشر (المفضلة)