فارس الكلمة ...مقالة بقلم : نبيل حزين

القلم : هو الجواد الذي تمتطيه في منازلتك ومساجلاتك ومناقشتك وحواراتك .

مهما اختلفت الموضوعات وتعددت الأفكار وهذا القلم قد يكون جامحا يحتاج إلى مهارة في ترويضه؛ لما يتسم به من نشاط وحيوية ورغبة في المواجهة ، مهما كانت حجم هذه المواجهة.

لذا يجب علينا أن نتعامل معه بشيء من الحكمة والفطنة وتوجيهه إلى الطريق الصواب والنأي به عن الزلل والخطأ .

القلم: إما أن يكون فراشة تتنقل بخفة ورشاقة بين أسطر الموضوع فيبث من مداده رحيقا فواحا يملأ الأنوف عطرا ويبهج العيون جمالا ويدخل السرور على حامله وعلى من يحب النظر إلى أزهاره التي تخرج من مداده الرائع.

وقد يكون غرابا ينعق في كل صوب وحدب لا تسمع منه إلا نفير ونذير وفي هذه الحالة يعم الدمار والخراب في كل مكان ينعق فيه هذا القلم وفي كل صفحة يضع حروفه عليها وبذلك يصبح القلم غير مرغوب فيه ؛ لأنه يكون قلما سيء الخلق والسمعة يهوي بصاحبه في الدرك الأسفل من احترام البشر واحترام الذات وقد يصيب صاحبه بالأذى وقد تصل هذه الإصابة إلى دمار صاحبه والقضاء عليه

فلابد للقلم من مروض ماهر يسيطر عليه ويوجهه إلى الحق وإلى الهدي ويكون داعيا للأمن والسلام ونشر المحبة بين الناس

القلم وسيلة تعارف وتقارب بين الجميع، فيجب علينا أن نحيط هذه الآلة بالاحترام ونغلفها بالمحافظة على خصوصيات البشر والرد علي كل ما يطلبون من استفسارات سواء أكانت عامة أو رسائل خاصة بكلمة بسيطة قد تكون مفتاح السعادة للآخرين أما إذا أُنكِرتْ هذه الرسائل وأُهمِلتْ ولم يرد عليها ؛ نكون قد خرجنا على الأعراف والتقاليد المتعارف عليها والقلم الذي يتحذ من هذا الطريق سلوكا ونهجا يُنْظَرُ له بمنظارين:

المنظار الأول : الغرور والتكبر والعجرفة وهذه آفة يجب على كل من يتصف بها التخلص منها ومحاربتها

المنظار الثاني: يكون في عدم الرغبة في الرد ويتمثل ذلك بعدم الاهتمام بصاحب الرسالة وعدم احترام حريته وخصوصيته

وفي هذه الحالة تكون الكارثة؛ فيجب علينا الاهتمام بالقلم وتوضيح الدور الذي يقدمه القلم للأجيال المتعاقبة .وكيف يمكن المحافظة على سلامته؛ حتي يصبح القلم سلاحاً أميناً ؟



بقلم : نبيل حزَيّن