يطرح بعض المهتمين بالتعليم موضوع إقحام مادة التربية الجنسية في التعليم وتخصيص منهج لها يتم تدارسه من قبل المتعلمين وتنوعت الآراء بين مؤيد ورافض لها ، بين من يطالب بعدم تطبيقها وحذف موضوعات الثقافة الجنسية التى تدرس حالياً ببعض مناهج العلوم وتقليل الموضوعات الدينية والسياسية وبين من يرفض إلغاءها.

وموضوع تدريس الثقافة الجنسية في مدارسنا هو من ضمن توصيات مؤتمر السكان الذي عقد في مصر عام 1997م والذي أوصى بنشر تلك الثقافة داخل مجتمعاتنا.

ومن هنا نتساءل ما هي الكيفية التي سوف تدرس بها هذه المادة؟ هل تتناسب ومعتقداتنا الدينية السائدة أم مستمدة من آراء ومعتقدات أخرى ؟ وهل ستختلف من مرحلة إلى أخرى ؟ وهل سيتم عرضها بأسلوب غير مثير يتعرف من خلاله الطالب وبأسلوب علمى على حقائق نوعه وتتناسب مع ثقافة مجتمعاتنا ؟ هل يوجد المعلم القادر على تدريس هذه المادة ويتمتع بالقدرات العلمية والدينية المناسبة لمناقشة مثل هذه المواضيع؟ والكثير من علامات الاستفهام التي توضع حول هذا الموضوع.

هناك من يقول انه لا توجد مشكلة في تدريس هذه الثقافة لأبنائنا كل حسب مرحلته العمرية؛ ذلك لأن الحياة لا تتجزأ فهي مجموعة من المعارف والمهارات المطلوبة لكل إنسان طبقاً لاحتياجاته في كل مراحل حياته، وأن هذه المعارف موجودة وبشكل غير مباشر في حياة أبنائنا ولا تمثل أي مشكلة بالنسبة لهم.

وهناك من يرى أن تدرس بالمدارس من خلال مادة التربية الدينية ويكون القائم بتدريسها متمكناً من الفقه والعبادات واللغة وبهذا يمكنه أن ينتقى الألفاظ التي لا تخدش الحياء، أما تدريسه من خلال مادة العلوم فيحمل الكثير من المخاطر حيث إن هذه المواد ترتبط بحقائق علمية مجردة يصعب إضفاء جوانب تربية أو دينية عليها عند تدريسها.

كما يرى البعض أنه على الرغم من أن هذه الثقافة شيء فطرى وغريزي أودعه الله سبحانه وتعالى في الإنسان؛ إلا أن وجود هذه المادة في حياتنا لا يتناسب مع ظروفنا وتقاليدنا التي لا تتيح ذلك ويمكن أن يقوم بها الأب والأم في المنزل.

نخلص من هذا كله أن هناك خطراً يحيط بتطبيق مثل هذه المناهج داخل مؤسساتنا التعليمية لما له من مردود سيء على المتعلم وثقافته المكتسبة و والآداب المورثة التي تحض على العفة والطهارة وستر العورة وآداب الاستئذان فكيف نعلمهم كشف العورة ؟

ولا يخفى على أحد أن وجود مثل هذه المناهج بطريقة لا تتناسب مع معتقداتنا وثقافة مجتمعنا سيكون بمثابة النار التي تحرق المجتمع بآثارها الضارة وفيه إضعاف لعلاقة الزواج المشروع وإتاحة الفرصة للعلاقات غير الموروثة والتي تنتج أطفالاً لقطاء وأمهات عزباوت من ناحية أخرى.

ينبغي أن يتم التعرف على مثل هذه الثقافة في المراحل التي تسبق الزواج مباشرة لأنها مرحلة نضج يمكن أن يعقل فيها أبناؤنا مسائل العلم ومدى تناسبها مع معتقداته وثقافته أما في المراحل العمرية المبكرة فيجب أن يكون الحديث عن هذه الثقافة بحذر من أجل أن نربي فيهم خلق العفاف والحياء والبعد عن الإحلال الخلقي لمجتمعاتنا الغالية.