ويعد مشروع التعلم المتمحور حول الطفل معززاً للتعليم الأساسي ويهدف إلى تطوير مختلف جوانب العملية التعليمية بالحلقة الأولى من التعليم الأساسي، ويستهدف جميع الفئات التي لها تأثير مباشر أو غير مباشر بتعلم الطفل مثل ولي الأمر، والمعلم، وإدارة المدرسة والمشرفين التربويين، ويهتم بتلبية حاجات الطفل الأساسية وهي، الحاجة للشعور بالانتماء، والأهمية، والأمن، واللعب والاستمتاع، والحاجة للشعور بالاستقلالية، ويأتي هذا المشروع بهدف تنمية مختلف جوانب شخصية الطفل، وإكسابه المهارات اللغوية والعملية، وغرس حب ممارسة القراءة في نفوس الأطفال، ومبادئ الاحترام والأمانة والثقة في النفس والشعور بالمسؤولية، وقد بدأ تطبيق هذا المشروع في العام الدراسي 2004ـ 2005 في ست مدارس في محافظة مسقط، ومع نهاية العام الدراسي 2007ـ2008 بلغ مجموع المدارس المطبقة له عشرون مدرسة موزعة على أربع مناطق تعليمية هي محافظة مسقط، والمنطقة الداخلية، ومنطقة شمال الشرقية، ومنطقة جنوب الباطنة، وفي العام الدراسي 2008ـ2009، تم التوسع في المشروع من خلال إضافة منطقة تعليمية جديدة، حيث أضيفت ست مدارس في منطقة الباطنة شمال، بالإضافة إلى تسع مدارس أخرى في المنطقة الداخلية وذلك تلبية لرغبة المنطقة، ومدرسة في منطقة شمال الشرقية وعليه يصبح مجموع المدارس المطبقة للمشروع ستة وثلاثين مدرسة في المناطق التعليمية الخمس، ولقد تم تدريب مديرات المدارس والمشرفين والمشرفات والمعلمات الأوائل مركزياّ على مبادئ التعلم المتمحور حول الطفل ومكوناته واستراتيجياته من خلال مجموعة من البرامج التدريبية.
ويعد التقويم التربوي أحد العناصر المهمة في العملية التعليمية لتحقيق جودة التعليم، إذ يستفاد من نتائجه في الوقوف على مستويات الطلبة والتأكد من تحقيق الأهداف، وتحديد نقاط القوة والضعف في مختلف جوانب المواقف التعليمية بهدف تحسين وتطوير عملية التعلم، ولقد سعت الوزارة إلى تطوير كافة الجوانب المتعلقة بالتقويم التربوي، ومن ذلك العمل بالتقويم المستمر، الذي يعنى بالمتابعة المستمرة لمستوى تعلم الطلبة باستخدام أدوات تقويمية متنوعة تعنى بتشخيص مختلف مستويات التعلم وجوانب الشخصية المتنوعة للطلبة، وتسعى الوزارة إلى تطبيق استراتيجيات وأدوات تقويمية وتقنيات حديثة تساعد في بلوغ التقويم التربوي درجة الإتقان، للتأكد من سلامة تحقيق المنظومة التعليمية لأهدافها، وبالتالي المساهمة في تحقيق نتائج ملموسة في كافة جوانب العملية التعليمية.
ومن أبرز المشاريع الجديدة التي شهدها التقويم التربوي تقديم خدمات التقويم التربوي عن طريق البوابة التعليمية من خلال تقديم خدمات للطالب وولي الأمر والمجتمع عبر الرسائل الإعلانية الخاصة بالتقويم التربوي كجداول الامتحانات واستمارة تقييم المؤهلات الدراسية، وإخطار المتقدم لامتحان شهادات الدبلوم برقم جلوسه ومركز امتحانه، ونتائجه بعد إعلان النتائج، كما يتم الاستفادة من البوابة التعليمية في رصد درجات التقويم المستمر، والتواصل مع المناطق التعليمية، بجانب إدخال تقنية التصحيح الآلي في عملية إدارة الامتحانات، وهي عبارة عن استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في عمليات تصحيح ورصد الفقرات الاختيارية، ويسهم استخدام الرصد الآلي في دقة رصد الدرجات وتوفير التكلفة والوقت والجهد المستغرق في التصحيح والرصد اليدوي وبالتالي التقليل من الخطأ البشري في ذلك، وكذلك تسريع عملية إعلان النتائج، كما يوفر هذا المشروع قاعدة بيانات للنتائج على مستوى الفقرة الامتحانية مما سيتيح معرفة ومتابعة مستويات الأداء على مستوى المدارس.
وفي مجال تقويم التحصيل الدراسي قامت المديرية بإعداد الحقائب التدريبية في مجال التقويم التربوي فيما يخص تعلم الطلبة في جميع المراحل الدراسية، وتهدف هذه الحقائب إلى توفير مواد تدريبية جاهزة تمكّن المعلم من اكتساب المعارف والمهارات اللازمة للقيام بتطبيق أدوات التقويم المختلفة لتؤدي إلى تجويد عملية التقويم التي يقوم بها المعلم في الصف الدراسي.
ولأهمية الدراسات الدولية في مقاربة جودة عملية التعليم والتعلم مع أنظمة تعليمية أخرى، وللوقوف على مستوى أداء الطلبة في السلطنة مقارنة بأقرانهم في دول العالم المختلفة، تم تنفيذ الدراسة الدولية في الرياضيات والعلوم (timss) والتي ظهرت نتائجها خلال العام الدراسي 2008 ـ 2009 بحصول عدد من الطلبة والمدارس على مستويات تحصيلية فوق المتوسط الدولي، وستشارك الوزارة في هذه الدراسة مرة أخرى خلال العام الدراسي القادم 2010 ـ2011 بالصفين الرابع والثامن، كما شاركت الوزارة في الدراسة الدولية لإعداد معلم الرياضيات (tids-m2008) في العام الدراسي 2007 ـ 2008 بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، وجامعة السلطان قابوس، بهدف الوقوف على مستويات معلمي الرياضيات، وتقويم مدى فاعلية برامج إعدادهم وتأهيلهم في تطوير مهاراتهم التعليمية، وفي مجال الارتقاء بمهارات التلاميذ القرائية في اللغة العربية، تشارك الوزارة أيضا في الدراسة الدولية لقياس مهارات القراءة (pirls2011) التي سيتم تنفيذها فعليا خلال العام الدراسي 2010 ـ 2011.
وضعت وزارة التربية والتعليم في جدول أولوياتها تطوير الخدمات التربوية والتعليمية الخاصة بذوي الإعاقة والمجيدين، ولذلك قامت بإنشاء دائرة التربية الخاصة ضمن هيكلها الجديد لإحداث نقلة نوعية في مجال رعاية هذه الفئات بما يتواكب مع أحدث التوجهات الدولية الملائمة للسلطنة والتي تعمل على اقتراح السياسات والخطط والبرامج اللازمة وجمع البيانات إلى جانب توعية المجتمع ومتابعة التشريعات المتعلقة بذوي الإعاقة واقتراحات تعديلها وتطويرها بما يتلاءم وفلسفة التربية المعتمدة بالسلطنة.