مقدمة
يواجه العالم اليوم الكثير من التحديات التي تؤثر بشكل مباشر في بنية التعليم وبيئته، وأهدافه، ومناهجه، و استراتيجياته , مما ينعكس أثره بالكامل على المنظومة التعليمية، و ذلك وفقاً لمتغيرات عصرنا الدائرة مع عجلة العولمة.
و تأتي "العولمة" أو "الكوكبة" كترجمة لكلمة (Mondialization) أو كلمة (globalization) و إن كانت الأخيرة أكثر استعمالاً من قـِبـَلَ الأمريكيين ؛ و العولمة مصطلح يعني : تكوين القرية العالمية , أي تحول العالم إلى ما يشبه القرية , لتقارب الصلات بين الأجزاء المختلفة من العالم مع ازدياد سهولة انتقال و الاتصال.
لقد ادى ذلك إلى آن يحتل تطوير المؤسسات التعليمية الصدارة في البلدان المتقدمة، فالقرن الحادي والعشرين لن يقبل النظم التربوية المتواضعة ، فالانفتاح والتميز والإتقان والجودة هي خصائص هذا القرن ، ولا يمكن آن يحدث تقدما ملموس على المؤسسات التربوية إلا بضبط الجودة النوعية عن طريق التقويم الذاتي والتطوير القائمين على الشفافية والمشاركة والاستمرارية والتغيير والتجديد ، والانتقال نحو مفاهيم الإدارة العلمية الحديثة في التربية وإعادة تنظيم المؤسسات التربوية من اجل التطوير والإصلاح .
ومن ابرز الأنماط السائدة في الفترة الحالية هو تطوير المؤسسات وفق نظام إدارة الجودة ، إذ تعد فلسفة إدارية عصرية ترتكز على عدد من المفاهيم التي تعتمد عليها في المزج بين الوسائل الإدارية الأساسية والجهود الابتكارين من جهة وبين المهارات الفنية المتخصصة من جهة أخرى، من اجل الارتقاء بمستوى تحسين الأداء والتطوير .

ونظرا لأهمية الجودة الشاملة في أي مؤسسة بحيث تعد أساسا لآي عمل متقن وخاصة في مجال التعليم ، راء كثير من الدول المتقدمة تطبيق الجودة الشاملة في التعليم لتضمن خدمة تعليمية غير متذبذبة وانضباطا إداريا يوفر مناخا للتوسع والتميز من خلال :
- "ضبط و تطوير النظام الإداري في المدرسة نتيجة وضوح الأدوار وتحديد المسئوليات ".
- الارتقاء بمستوى الطلاب في جميع الجوانب الجسمية، و العقلية، و الاجتماعية
و النفسية .
- ضبط شكاوي و مشكلات الطلاب و أولياء الأمور، ووضع الحلول المناسبة لها.
- زيادة الكفاءة التعليمية ورفع مستوى الأداء لجميع الإداريين والمعلمين في المدرسة .
- تلبية احتياجات الطلاب، و أولياء أمورهم، و المجتمع .
- توفير جو من التعاون و العلاقات الإنسانية السليمة بين جميع العاملين بالمدرسة.
- تمكين إدارة المدرسة من تحليل المشكلات بالطرق العلمية الصحيحة،و التعامل معها من خلال الإجراءات الصحيحة، و الوقائية لمنع حدوثها مستقبلاً .
- التعاون و التكامل بين جميع الإداريين و المعلمين بالمدرسة و العمل بروح الفريق الواحد .
- تطبيق نظام الجودة الشاملة يمنح المدرسة الاحترام و التقدير المحلي والاعتراف العالمي " .

وبذلك أصبح تطوير النظام التعليمي من أهم التحديات التي تواجه الدول ، و كخطوة مهمة في طريق التطوير النوعي للتعليم بسلطنة عمان فقد تبنت وزارة التربية والتعليم نظام التعليم الأساسي تماشيا مع الاتجاهات العالمية في سبيل تطوير التعليم .
وهكذا كان من الضروري أن تنشأ علاقة بين إدارة الجودة الشاملة وفق ما تحدده وزارة التربية و التعليم لنظام التعليم الأساسي بسلطنة عمان من جهة , و كفاية مديري المدارس , في تطبيق ما تتطلبه إدارة الجودة الشاملة من جهة أخري .
الأمر الذي حدا بالباحث إلى التساؤل حول مدى الارتباط بين الكفايات الوظيفية لمديري مدارس التعليم الأساسي وآليات تطبيق إدارة الجودة الشاملة , وأثره العائد على الإستراتيجية المستهدف حسب خطة الدولة العامة , و المرجو تحقيقها من الجهة التربوية في السلطنة .
مع التأكيد على أنه من أهم الأفكار و المبادئ الأساسية لإدارة الجودة الشاملة هو التحسين و التطوير المستمر، فالجودة الشاملة ليست برنامجا مؤقتا محدد البداية و النهاية ، بل هي جهود مستمرة مادامت الحاجات و الرغبات تتغير و تتجدد0

مشكلة الدراسة

نظراً لأهمية الإدارة المدرسية في مدارس التعليم الأساسي بسلطنة عمان والدور الكبير الملقى على عاتقها خلال تنفيذ خطط التطوير ورفع جودة التعليم في ضوء تحديات العصر ، وتطلعات المستقبل ؛ ومن هذا المنطلق فان مدراء مدارس التعليم الأساسي بالسلطنة مطالبون بأن يكون لديهم الكفايات الوظيفية التي تمكنهم من تطبيق آليات الجودة الشاملة , وذلك بحكم أن نظام التعليم الأساسي يعد من النظم المجودة و الحديثة و التي قامت على أسس و مبادئ الجودة الشاملة .
اسئلة الدراسة
- ما هي العلاقة التي تقوم بين آليات تطبيق الجودة الشاملة في إدارة مدارس التعليم الأساسي بسلطنة عُمان , و الكفايات الوظيفية لمديري المدارس ؟ التي تحقق تطبيق الإدارة بالجودة الشاملة ؟

بناء الفروض
فروض الدراسة :
توجد علاقة ارتباط بين آليات تطبيق الجودة الشاملة و الكفاية الوظيفية لمديري مدارس التعليم الأساسي بسلطنة عمان .

أهداف الدراسة

- تحديد الارتباط بين آليات تطبيق الجودة الشاملة في مدارس التعليم الأساسي والكفاية الوظيفية لمديري إداراتها وفق جوهر المشابهة و الاختلاف في تنظيم أنماط محاور المنظومة الأساسية للعلاقة بين آليات تطبيق الجودة الشاملة و الكفاءة الوظيفية لمديري المدارس .


أهمية الدراسة
ترجع أهمية الدراسة :
في تحديد العلاقة بين الكفايات الوظيفية لمدراء مدارس التعليم الأساسي بسلطنة عمان , وآليات تطبيق الجودة الشاملة ؛ بكافة شروطها و آليات قياسها ؛ ما يحسن أداء الإدارة بالجودة الشاملة , و ذلك من حيث :
- تحديد العلاقة بين إدارة الجودة الشاملة وفق ما تحدده وزارة التربية و التعليم و الكفايات الوظيفية لمديري مدارس التعليم الأساسي بسلطنة عمان , ما يمكننا من تنمية الإدارة بالجودة الشاملة , و يحسن المردود الناتج عن مدخلات الخطة الموضوعة لمنظومة التعليم الأساسي بالسلطنة.
- تبين للمسئولين في وزارة التربية والتعليم أهمية العلاقة القائمة بين الكفايات الوظيفية لمديري مدارس التعليم الأساسي بسلطنة عمان , و بين آليات تطبيق الجودة الشاملة ؛ ما يمكن تطبيقه من الإستراتيجيات التي يستهدفونها من خلال إدارة الجودة الشاملة .

حدود الدراسة

- الحدود المكانية:
ستقتصر هذه الدراسة على مدارس ا لتعليم الأساسي بالمنطقة الشرقية بسلطنة عمان .
- الحدود الزمنية:
يتم تطبيق الدراسة ميدانيا خلال ا لعام الدراسي (2008- 2009) .
- الحدود البشرية:
تقتصر الدراسة على مدراء ومديرات مدارس التعليم الأساسي بالمنطقة الشرقية بسلطنة عمان والبالغ عددهم (10 .
- الحدود الموضوعية:
تسعى هذه الدراسة إلى إيضاح دور الجودة الشاملة كأحد الأساليب الإدارية الحديثة في رفع كفاءة إدارة المدرسة في مدارس التعليم الأساسي بالمنطقة الشرقية من سلطنة عمان .
منهج الدراسة و خطواتها
تعتمد الدراسة على المنهج الوصفي و التطبيقي :
- الدراسة النظرية :
ويستخدم الباحث أسلوب التفسير الظاهري في تحليل إدارة الجودة التربوية الشاملة , من حيث الآتي:
- إدارة الجودة لشاملة بصفة عامة , و إدارة الجودة الشاملة في التعليم .
- العلاقة بين الكفايات الوظيفية و آليات تطبيق الجودة الشاملة .
ثم يستخدم الباحث نظرية النظم و منهج المحاكاة علي التوالي , و ذلك بهدف :
- تبيان نموذج للعلاقة بين آليات تطبيق الجودة الشاملة و الكفايات الوظيفية في ضوء النظام المدرسي المعمول به .
- بناء الاستبيان وفقاً للحزم و الأنماط التي تقوم لها محاور المشابهة و الأختلاف , بما يمكن من استخراج العلاقة الارتباطية بين الكفايات الوظيفية و آليات تطبيق الجودة الشاملة .
- الدراسة التطبيقية :
و فيها يستخدم الباحث التوافيق و التباديل و المتوسطات و الإنحرافت و معامل بيرسون للإرتباط , و ذلك لتبيان مدي الارتباط بين آليات تطبيق الجودة الشاملة و الكفايات
الوظيفية