أسئلة الدراسة
- ما هي العلاقة القائمة داخل منظومة الظاهرة التي تقوم بين آليات تطبيق الجودة الشاملة في إدارة مدارس التعليم الأساسي بسلطنة عُمان و الكفايات الوظيفية لمديري المدارس ؟
و لقد كان طرح هذه التساؤل , بهدف:
- تحديد الارتباط بين آليات تطبيق الجودة الشاملة في مدارس التعليم الأساسي و الكفاية الوظيفية لمديري إداراتها وفق جوهر المشابهة و الاختلاف في تنظيم أنماط محاور المنظومة الأساسية للعلاقة بين آليات تطبيق الجودة الشاملة و الكفاءة الوظيفية لمديري المدارس .
و لذلك أفترض الباحث أنه:
- توجد علاقة ارتباط بين آليات تطبيق الجودة الشاملة و الكفاية الوظيفية لمديري مدارس التعليم الأساسي بسلطنة عمان .
لقد حدد الطائي و قتادة آليات تحقيق الجودة الشاملة بثلاث آليات , هي: الإنتاجية و الكفاءة و الفعالية , حيث نجد لديهما معادلات التحقق , كما ورد ذكرها آنفاً .
كما حدد الباحث في الفصل السابق أربعة كفايات وظيفية في من يتولى الإدارة , و هي: كفاية الأداء و كفاية المهارة و كفاية الحيوية و كفاية المرونة .
كذلك يتكون النظام المدرسي في السلطنة من عنصر فني وعنصر إداري وعنصر تعليمي .

المحور الأول للدراسة الميدانية
فإذا اعتبارنا كل جانب من هذه الجوانب محوراً , و جاءت هذه المحاور في تقاطع حين تفاعلها , فيمكن عندئذ عمل نموذج تفاعلي لها من أجل دراسة العلاقة بين آليات تطبيق الجودة الشاملة و الكفايات الوظيفية وفق النظام الناتج , و المستكشف في النموذج , و يوضح الشكل التالي , تقاطع المحاور في هذه المنظومة .

الشكل
يوضح الشكل المحاور الثلاثة لظاهرة البحث في تقاطعها من أجل تشكيل المنظومة

تصميم النموذج الخاص بدراسة الفرض
يصمم الباحث نموذجه في صيغة مكعب , حيث تتقاطع لديه ثلاث محاور , و تتفاعل فيما بينها؛ و لقد اهتدى الباحث في يناء نموذجه , بنموذج جلفورد الذي وضع لتبيان العلاقات الدينامية بين محاور ثلاث متقاطعة .

محاور النموذج
يدير مدير الإدارة المدرسة من خلال (آليات تنظيم إدارة المدرسة) , و التي قسم العمل بموجبها في المدارس بالسلطنة وفقاً للعناصر التالية: (العنصر الإداري). و (العنصر الفني/أجهزة ومعدات) (العنصر التعليمي/الأداء الصفي) .
محور آليات تطبيق الجودة الشاملة. (الإنتاجية - الفاعلية - الكفاءة) .
الكفايات الوظيفية. (الأداء - المهارة - الحيوية - المرونة) .

و يوضح الشكل التالي النموذج الموضوع لذلك.


الشكل
يمثل النموذج المكعب الذي وضعه الباحث لظاهرة البحث و لاختبار فرض بحثه

المحور الثاني للدراسة الميدانية
وصف الأدوات المستخدمة في جمع البيانات والأساليب الإحصائية التي تم استخدامها في تحليل بيانات هذه الدراسة .

أداة الدراسة
من خلال مشكلة البحث والمنهج المستخدم (نظرية النظم / أسلوب بناء النماذج / نظرية المحاكاة) فقد وقع الاختيار على الاستبيان كأداة للحصول على المعلومات والبيانات اللازمة لهذه الدراسة من خلال جوهر المشابهة و الاختلاف القائم على إحصاء التوافيق و التباديل، ثم دراسة النتائج من خلال الوسط و الوسيط الحسابي و توضيح فروق المدى و الانحراف الإحصائي و المعامل التوافق و التشتت .
وفيما يلي الخطوات التي اتبعت في بناء الاستبيان وتطبيقه:
* الخطوة الأولى: إعداد الاستبيان:
اعتمد الباحث في إعداد الاستبيان على مجموعة من المصادر من أبرزها:
الإطار النظري للدراسة .
نظرية النظم و منهج المحاكاة و طريقة المشابهة و الاختلاف .
الإطلاع على بعض الاستبيانات ذات الصلة .
* الخطوة الثانية: صياغة الاستبيان.

بناء عبارات الاستبيان و محاورها
يستعين الباحث بمنظومة (جوهر المشابهة و الاختلاف - Substance of Similarity & Difference), مستعيراً ذلك من نظريتي النظم و المحاكاة, بهدف تنظيم عناصر الاستبيان , ذلك أن الباحث قد حصل نتيجة دراسته لموضوع بحثه على فرض يعالج من خلاله مشكلة البحث , و يقوم هذا الفرض على ثلاث محاور متقاطعة في تفاعلها , فأقام بناء على ذلك نموذج مكعبي , و حصل منه على صيغة مبسطة للواقع التفاعلي في الظاهرة موضع البحث؛ و يستعين الباحث عبر جوهر المشابهة و الاختلاف , و من خلال منطق التوافيق و التباديل الإحصائي , من أجل الحصول على عوامل ثابتة و متغيرة , تتيح دراسة عوامل الارتباط داخل المنظومة الأساسية للعلاقة بين (آليات تطبيق الجودة الشاملة) و (آليات الكفاية الوظيفية) و (آليات الإدارة المدرسية) .
هكذا حصل الباحث على ثلاث محاور متفاعلة في تقاطع تقوم عليها ظاهرة البحث , و بداخل كل محور عدد من المستويات المتفاعلة؛ و من جوهر المشابهة و الاختلاف يمكن أن نوجد التكوينات التالية لتشكيلات المحاور - و ذلك بغرض دراسة الظاهرة , و هي :
- المحور (أ) : (محور الإدارة المدرسية) .
- المحور (ب): (محور آليات تطبيق الجودة الشاملة) .
- المحور (ج): (محور الكفايات الوظيفية لمدير إدارة المدرسة) .
هنا يكون لدينا محور رابط (حصلنا عليه من المنظومة التفاعلية في الشكل السابق), هو: (محور الإدارة المدرسية), و هو الذي يربط المحورين التاليين (محور آليات الكفايات الوظيفية لمدير إدارة المدرسة) و محور (آليات تطبيق الجودة الشاملة) كبيئة محتضنة لهما.

نتائج الدراسة

وقد خلصت نتائج الدراسة إلى أن:
- نسبة الذين يطبقون الجودة الشاملة عن دراسة من مدراء المدارس وفق معامل التحديد (23.7 %) .
- نسبة الذين يطبقون الجودة بمفهوم التجويد في الإدارة الكلاسيكية من مدراء المدارس وفق معامل التحديد (21.9%) .
- نسبة الذين يمارسون الإدارة بسجيتهم من مدراء المدارس وفق معامل التحديد (23%) .
- نسبة الذين يجهلون عن الجودة الشاملة من مدراء المدارس وفق معامل التحديد (22.1 %)
- نسبة الذين لا يعيرون للإدارة بالاً من مدراء المدارس وفق معامل التحديد (12.4 %) .
هكذا جاءت النسبة الأعلى من مدراء المدارس لصالح هؤلاء الذين يمارسون الإدارة بالجودة الشاملة , تلتهم نسبة مدراء المدارس الذين يمارسون الإدارة بسجيتهم , ثم جاءت فئة من مدراء المدارس الذين يمارسون الإدارة بالتجويد من خلال مفهوم الإدارة الكلاسيكية, تبعهم مدراء المدارس الذين يجهلون عن الجودة الشاملة في الإدارة , و أخيراً جاءت نسبة المدراء الذين لا يولون الإدارة اهتماماً .
و من جوهر المشابهة و الاختلاف الذي يقوم على التوافق و التشتت , أتت نتيجة البحث:
نتيجة الحد الأدني للتوافق = صفر , و الحد الأعلى للتوافق = 0.84 ؛ و كانت نتيجة التوافق بمقدار = 0.3.
بينما أتي التشتت من خلال الانحراف المعياري كأحد أساليب قياس التشتت , من خلال استخدام اختبار (ت) لاختبار معامل الارتباط بين المحور الأول و المحور الثاني, وذلك عند مستوى دلالة القيمة الافتراضية , و من حيث استجابات أفراد عينة الدراسة على الأداة ككل , عند درجة الحرية (2) ؛ و قد جاءت نتيجة اختبار ت = 0.55 , بدالة إحصائية مقدارها = 2.9 ؛ و بقيمة فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدالة ( a = 0.05 ) .
و تنتهي نتائج البحث إلى وجود داله إيجابية بين آليات تطبيق الجودة ألشامله والكفايات الوظيفية لدى مدراء مدارس التعليم الأساسي بسلطنة عمان .

توصيات البحث
من خلال عرض نتائج البحث السابقة , يوصي الباحث بضرورة إنشاء مركزاً لإدارة الجودة الشاملة و التطوير التكنولوجي للتعليم ما قبل الجامعي , و ذلك ليخدم في :
دعم اتخاذ القرار .
التخطيط و التنفيذ و المتابعة .
مشروعات التطوير التكنولوجي .
بحيث تتبنى وزارة التربية و التعليم إنشاء هذا المركز ليقدم خدماته في مجال الجودة الشاملة لجميع المديريات و الإدارات التعليمية و المدارس في جميع أنحاء السلطنة .
كما يهدف المركز لنشر مفاهيم الجودة الشاملة , و المفاهيم المعلوماتية في التعليم قبل الجامعي , وذلك باستخدام تكنولوجيا التعليم وتكنولوجيا المعلومات وشبكات الاتصالات والوسائل التعليمية الحديثة ودعم اتخاذ القرار التعليمي .



ملاحظة : الرسالة كاملة بمكتبة معهد الادارة العامة و مكتبة جامعة السلطان قابوس