ونحن نعيش أولى نفحات الشهر الكريم تصفد شياطين الجن فيما يبدو أن الأمر لا ينسحب على شياطين الإنس.
"شياطين السياسة والأمن" حصلوا على تفويض مفتوح "بالتنكيد" على الشعوب , ابتداء من غلاء الاسعار انتهاءا بالاعتقالات.

"شيطان" يبرز ايضا في البيوت خصوصا لدى جيش المدخنين , حيث يحٌملون أسرهم والمجتمع "جميله" بصيامهم, الذي يتحول إلى نقمة على الزوجة والأبناء .. صراخ وشتائم وعصبية والسبب: "ما حدا يكلمني أو يستفزني أنا صايم".

شياطين التلفزيون استعدوا مبكرا لمعركة رمضان, وسط سباق محموم لإجبار الصائم على الـ"التمسمر" أمام الشاشة التي سوف تتحول لقبلة دائمة طوال الشهر الفضيل, بعد أن اعد أساطين الفن والدراما تشكيلة واسعة على مائدة رمضان التلفزيونية, تبدأ بالمصري والسوري ولا تنتهي عند الخليجي والمغربي والأجنبي.

التجار الشياطين يستغلون شهر رمضان "ليسلخوا جلد" المتسوقين ,وكما تعلمون "عين الصائم فارغة",إذا دخل السوق قاده لعابه وسحبه بطنه,إلى البسطات و"المولات " التي انتشرت في اسواقنا حتى وان تذمرت جيبه واستدان كي تمتلئ عينه.

خلال رمضان من العام الماضي ارتفعت نسبة الشجارات والجنح بشكل لافت , نتحسب هذا الشهر من شياطين "الطوش" والخوف أن تزيد الأعباء على الشرطة ورجال الأمن وتنتقل موائد الإفطار الجماعية إلى السجون.

وأمام هذه الظاهرة اقتبس مقتطفات من رسالة لإبليس

نص الرسالة :

"أبعث إليكم بأشواقي وتحياتي قبل سويعات من الاعتقال الذي تأكد لي خبره وطار أمره .

ثلاثون يوماً بعيداً عنكم بعد أن كنت معكم على مدار العام ، ولعل عزائي أن فيكم من سيعوض غيابي ويسد فراغي من اللئام .

لا يخفاكم ما حدث في رمضان الماضي ، فعلى الرغم من كل الجهود الذي بذلتها معكم ، وكل الأفكار التي صببتها في آذانكم : فقد رأينا الملايين من كل مكان يرتادون المساجد ،

يا شياطين الإنس : في خضم غياب فارسكم أمامكم دور كبير ، فافعلوا ما تؤمرون ، أريدهم في رمضان لا يعرفون سوى السهر حتى الصباح ,والنوم حتى موعد وجبة الإفطار الشهية حتى تمتلئ بطونهم وكروشهم المتدليّة ، ثم أتموا عليهم بنعمة البرامج التلفزيونية ، نريد رقصا ، نريد هجصا ،نريد شهوة ، نريد نزوة ، نريد أفكاراً إبليسية ، ولا تنسوا حتى تكتمل التمثيلية : اختموا بثَّكم بالتلاوات القرآنية !

التوقيع :ابليس