مذهلة التكتيكات التي يستخدمها جماعة الدولفين أثناء صيد الأسماك. إستراتيجيات مركزة وهادفة وتخطيط إستراتيجي يضيق الخناق على المنافسة و يجسد روح الفريق الواحد في أبهى صوره.

عند مراقبة سلوكيات الدلفين وجد العلماء بأنهم يسيرون في مجموعات مكونة من اثني عشر فرداً. مما يتيح لهم العديد من المميزات أقلها فاعليتهم في الاكتفاء الغذائي.

ويتحرك فرق عمل الدلفين كقطيع في تماس وتقارب. منفذين إستراتيجية بارعة في محاصرة السمك وجرفه نحو المياه الضحلة، قليلة العمق. ثم يقومون بتكوين دائرة مغلقة على الأسماك وبتناغم فريد يحركون المياه حول مجموعة شاسعة من الأسماك مع تضييق الخناق عليها.

المثير في الأمر أنه أثناء ما يقوم بقية الفريق بإغلاق الدائرة المتحركة، يتبادل الأفراد الأدوار في الحصول على غذائهم وغنيمتهم من السمك فرداً فردا حتى الإشباع، فينال كل واحدٍ منهم التقدير المستحق ويسلط عليه الضوء ريثما يساعده بقية أعضاء الفريق في تأمين المناخ الآمن لأداء مهمته!

ومع مرور الوقت تتحسن الأساليب والقدرات، فالتطبيق اليومي يجعلهم أكثر كفاءة حيث أن صقل المهارات يأتي مع التعلم المستمر لبلوغ الإتقان السليم. ما يستفاد من تكتيكات الدلفين، والتي يكمن وراءها حالة ذهنية رفيعة المستوى تجاه العمل بروح الفريق الواحد، إن الدلفين ينفذ مبادئ إدارية عديدة هادفة إلى نماء أفراده واستمرارية القيادة رغم التنافس والتحديات. وبإمكاننا أن نستخلص أربعة دروس رئيسية من عالم الدلفين:

1. بالعمل الجماعي يتمكن الدلفين من جرف الأسماك وإحاطتها أمر لا يمكن لدلفين واحد أن يقوم به منفرداً. يعلم جميع أفراد الدلفين بملكيتهم المؤسسية وفيهم ولاء مطلق غير مشروط لبيئتهم ومحيط عملهم وفريقهم. وبالعمل الجماعي تكون النتائج والمخرجات ذات أثر عظيم وقيمة مضافة، لا تكون في ظل العمل المنفرد .

2. القدرات الفردية تقل مقارنةً بالقدرات الجماعية. كما أن التحفيز الجماعي أمر مهم ولا يمكن الحصول عليه منفردا لذا يكون فريق العمل منبعاً للحصول على التحفيز المهني، باختصار النتائج الجماعية ذي قيم عالية لا تضاهى.

قيم الدلفين
3. الإيثار والتكامل والاتصال والالتماس من أهم مبادئ الدلفين ويعلم قطيع الدلفين أن لكل فرد منهم مواهب وميزات كما لكل واحد منهم فرص للتطوير والتحسين. وفي أجواء المؤازرة بينهم والمودة يشعر جميع الأفراد بحقوقهم وواجباتهم وينال كل منهم المكانة التي يستحقها وهذا أمر مهم في العمل الجماعي أن يشعر كل واحد فيهم بالتقدير نظير مساهماته. أضف الى ذلك أن التناغم والوئام وتبادل الأدوار واحترام الآخر ينشئ بيئة صحية ومتوازنة تحقق النجاح والغايات المنشودة.

الدلفين ومبدأ النجاح المتبادل (win-win)

4. يجدر بنا الإشارة الى أن مجموعة الدلفين تتخذ لها فلسفة إدارية تتكون من رسالة وغاية ورؤية وخطط منهجية ثقافية مؤسسية متكاملة تتعدى إمكانية رصد مثلها من قبل علماء الإدارة! ومما يحقق فعلا النجاح الباهر لفرق عمل الدلفين إيمانها العميق بأهمية النجاح المتبادل (win-win) وهذه من أهم القيم والمبادئ التي يعززها الفريق. كما أن العنصر الهام الذي يدفع بالفريق لإحراز التقدم الملموس والنجاح المشترك قدرتهم على التركيز على الهدف والهدف فقط! فلا مجال للتشتت في أي أمر آخر أقل أهمية! الغاية هي الطعام والإستراتيجية هي التكاتف والتركيز والسرعة وخطة ذكية يعلمها لنا فريق الدلفين.

ومضة إدارية :

هل تستخدم إستراتيجيات الدلفين في منظومة أعمالك ؟ إن لم يكن فريقك بهذا التناغم المهني والوعي الإستراتيجي، استخلص الدروس المستفادة وابدأ بتطبيق إستراتيجية الدلفين الآن.

من علم الدولفين سبحان الله