سلامات
الفرعون المنتظر‏!‏





لأن جينات الفرعون ليست واضحة في سلوكيات ولا تقاسيم وجوه المرشحين المطروحين للرئاسة الآن فهم غير مقبولين لدي الرأي العام

لا شكلا ولا مضمونا, ولأن سياسة المهادنة والاحتواء لنشطاء صربيا ومحترفي التمويل الخارجي هي القاسم المشترك بينهم فهم غير مؤهلين لهذا المنصب, ولأن الانتهازية والمزايدة أيضا هي لغة الخطاب عندهم فهم غير' مبلوعين' لدي رجل الشارع, ولأنهم جميعا قد هبطوا بالبراشوت فجأة علي الأزقة والحواري التي تبرأوا منها عقودا عدة فهم ليسوا منا, فما بالنا إذا كان بينهم من يتواصل مع الخارج أكثر من الداخل..
هي إذن حسبة خاسرة ومطعون في شرعيتها وشرفها معا!.
فبمرور الوقت ومع تفاقم الانهيار الأمني والأخلاقي أصبح الجميع يتطلع الآن إلي فرعون يحكم ويضبط وليس عن رئيس يدير وينظم, ومع استمراء التطاول علي القيادتين التنفيذية والعسكرية أصبح الأمر يتطلب حزما وسيطرة وليس مجرد الطبطبة والدلع, ومع المؤامرات الداخلية والخارجية أصبحنا في حاجة إلي شخصية تعيد الأمور إلي نصابها الصحيح بوضع كل حناجر الفوضي في موقعها الطبيعي.
هي إذن ليست معضلة بقدر ما هي مرارة الاعتراف بالحقيقة التي يجب أن تسبق الترشح لهذا المنصب بوضع المواصفات والضوابط منذ البداية حتي لا نقع في هذه الحيرة وكأننا شعب قد نضب من الفراعنة بعد أن اختلطت الأنساب وتوارت الكفاءات وأفرزت الشرانق ما كان يجب مواجهته بالمبيدات منذ البداية.
فإذا كان العمال قد رأوا الديمقراطية في قتل رئيس شركة كفر الدوار للغزل والنسيج, وإذا كان الموظفون قد اكتشفوا الحرية الموعودة في حصار وحبس رئيس الشركة المصرية للاتصالات, وإذا كان السفهاء قد وجدوا في قطع الطرق خارطة التقدم والتحضر فلا مناص من البحث عن الفرعون في كل نجع وكفر لعلنا نجد فيه الدواء الشافي لهذه الأمراض الخبيثة التي غزت المجتمع وسارت به إلي الهاوية التي أصبحت معالمها واضحة.
مطلوب إذن إعلانات بالصحف والطرقات تدعو إلي تقديم مسوغات كل من يجد في نفسه سمات الفرعون وجيناته وتاريخ طويل في التعامل مع الإجرام والبلطجة وياحبذا لو كان قد مارسها شخصيا, فنحن كما يبدو أحوج ما نكون إلي أمثال هؤلاء خاصة في هذه المرحلة من الفوضي والتي أصبح واضحا أنها سوف تستمر طويلا تحت شعارات حقوق الإنسان وحق التظاهر وحق الإضرابات والاعتصامات إلي أن وصلت إلي حق التجمهر ومقاومة بل والاعتداء علي السلطات.
الفرعون قادم لا محالة طالما أننا لم نستوعب الدرس ونعي خطورة الشعرة الفاصلة بين الديمقراطية وأنيابها والحرية ومخالبها وهو المأزق الذي وضعتنا فيه وسائل الإعلام بهرائها وما تسمي بالقوي السياسية بممارساتها وهو الأمر الذي يتطلب إعادة صياغة لهذه وتلك بما يعلي من المصلحة العليا للوطن علي المصالح الشخصية والإملاءات الخارجية والأهواء الشخصية.
فلا بد أن نعترف بأننا نعيش مرحلة فاصلة من تاريخ أمتنا الحديث نكون فيها أو لا نكون وبالتالي يجب أن نتحمل عواقب تلك الممارسات بالقبول بحكم يفرض الأمن والأمان في المجتمع بالدرجة الأولي بعد أن فشلنا كمحكومين في خلع رداء الفرعنة وكأننا لا نستطيع العيش بدونه وبالتالي يجب أن نتحمل تكاليف تفصيل الجلباب الفرعوني للحاكم المقبل عن رضا وقناعة قبل أن يفرض علينا بذل ومهانة!.


بقلم: عبد الناصر سلامة
10/23/2011


جريدة الاهرام