أحلامي لتطوير التعليم
أ.د/ رضا مسعد السعيد


رئيس قطاع التعليم العام
حلمت ذات يوم أن أطفال مصر بمرحلة رياض الأطفال قد حصلوا علي المركز الأول في مسابقة عالمية شارك فيها مجموعة من دول العالم المتقدم بالإضافة إلي مصر وبعض الدول العربية وكان محور هذه المسابقة هو إلمام الطفل التام بالمفاهيم الحياتية الأساسية وقدراته العالية علي القيام ببعض الأنشطة الإبداعية وامتلاكه الواضح لسمات شخصية تنم عن السعادة بالتعليم والثقافة في النفس.
سألت وأنا بين اليقظة والمنام كيف حدث ذلك؟ وأجابني محدثي مستنكراً كفي نوماً آلا تدري أن الدولة بجميع مؤسساتها وهيئاتها التعليمية المهتمة بالطفل في مراحل العمر المبكرة وبعض المنظمات الدولية التي تعمل في مجال رعاية وحماية الأمومة والطفولة قد تبنت مشروعاً قومياً لتطوير رياض الأطفال في مصر نتج عنه تعديلاً جذرياً في المناهج والأنشطة التربوية للأطفال كما نتج عنه تغييراً جوهرياً في النظرة إلي معلم الطفل وأصبح معلم الطفل هو الأعلي تأهيلاً بين المعلمين لدرجة أن معظم معلمي رياض الأطفال يحملون درجات الماجستير والدكتوراة في تربية الطفل. وأصبح راتب معلم الطفل ينافس راتب معلم الثانوي والمعلم في الجامعة وأصبح الطلاب المتفوقون في المرحلة الثانوية أكثر حرصاً علي دخول كليات رياض الأطفال رغبة منهم في نيل شرف العمل كمعلمين بروضات الأطفال.
وأكمل محدثي كلامه لي أثناء الحلم أنك لو زرت روضات الأطفال هذه الأيام سوف تجدها كاملة التجهيزات ويوجد بها كل الإمكانيات التي تضفي البهجة والسرور علي نفوس الأطفال وتجعلهم ينمون كمواطنين صالحين منذ الصغر يثقون في أنفسهم وقدراتهم ويحبون التعليم والوطن.
عجبت مما حدث "!!!" وتساءلت ألم يكن أطفالنا يرفضون الذهاب إلي الروضة ويخافون العاملين بها ويفضلون البقاء في المنزل ولكني حمدت الله علي أن مصر الثورة قادرة علي صنع المعجزات وقد نجحت في وضع يدها علي البداية الصحيحة لتطوير النظام التعليمي.
وأثناء ذلك صحوت من نومي علي صوت التليفون ووجدت المتصل علي الطرف الآخر صديقاً قديماً يشكو من تعيين ابنته معلمة في مرحلة رياض الأطفال ويسأل عن كيفية نقلها بأي طريقة إلي المرحلة الابتدائية أو الإعدادية لأن الفتاة تشعر أن في تعيينها برياض الأطفال تقليل من شأنها مقارنة بزميلاتها اللاتي تم تعيينهن بالمراحل التعليمية الأخري. وعندها أيقنت أني كنت أحلم ودعوت الله أن يكون الحلم حقيقة وأن يتحول الأمل والطموح إلي واقع ملموس ومعاش في يوم قريب من الأيام.