فى أحد الأيام سنة 1974 م. كنت برفقة جدى لأمى رحمه الله (1906 م.) و كان جدى قوى الشخصية و أحياناً كثيرة قاسى القلب و نادراً أراه يضحك و لكنه كان لا يكذب ويبتعد عن مجالس اللغو و كان بعيد النظر , المهم فى الموضوع أننى فوجئت بجدى يتجه مسرعاً إلى رجل عجوز منحنى الظهر و ملابسه تدل على حاله و لكنه ذو وجه مشرق و طيب , و رأيت جدى يسلم عليه بحرارة شديدة و حب و احترام , و أنا أنظر لوجه جدى ماعهدت هذا الوجه من قبل . و بعد أن انتهى اللقاء سألت جدى من هذا الرجل ؟ قال هذا معلمى الذى علمنى القراءة و الكتابة , وقال من علمنى حرفاً صرت له عبداً . و منذ هذا اليوم و أن أحترم أى إنسان أتعلم منه علماً فيه خير . رحم الله الرجلين و رحم كل من علمنى علماً نافعاً .