منذ الخطوة الاولي في مسيرة هذه النهضة الشاملة أدركت فنلندا أهمية التعليم وعرفت أنه قلب وأساس عملية التنمية‏,‏ وآمن الفنلنديون بأن التعليم سوف يرفع من درجات المعرفة التي سوف تنعكس في زيادة انتاجية العمل‏,‏ وأن تدفق هذه المعرفة سوف يؤدي بدوره الي زيادة رأس المال الثقافي والعلمي للجميع لذا تبنت الدولة عملية تطوير منظمة وناجحة لمختلف مراحل التعليم من الطفولة المبكرة الي أعلي الدرجات الجامعية‏,‏ وأثمر هذا التغيير عن نمو طبقة متوسطة قوية وفاعلة نمت وفي عقلها انطباع مؤكد بأن التعليم هو المدخل الوحيد للتحرك نحو الاعلي داخل المجتمع وهو الذي سيؤدي في النهاية الي تحقيق المساواة الاجتماعية‏,‏ كل هذا من خلال استراتيجية محددة الاهداف وخطة تتجدد حاليا كل أربع سنوات بغرض تقييم ما فات وتغيير الاولويات وفقا للمتغيرات العالمية المستمرة‏.‏

اعتمدت فنلندا في انطلاقاتها علي نشر شبكة من المدارس والجامعات في جميع أنحاء الدولة تقدم تعليما اجباريا في السنوات التسع الاولي‏,‏ ومنحت المدارس الحرية الكاملة في اختيار نوعيات الكتب المدرسية المستخدمة طالما تلتزم بالاطار العام الذي حددته الوزارة‏,‏ وبالتالي وفرت فرص متساوية وعادلة لجميع الاطفال في الحصول علي تعليم مجاني شديد التميز‏,‏ لذلك كان اهتمام السلطات المحلية شديدا بنوعية الكتب ومحتواها عن طريق الاستعانة بأكبر الكتاب وأفضل الطرق التوضيحية شرحا‏.‏