التعليم أثناء الحرب

في أثناء الحرب (1992 ـ 1995م) تعرضت أكثر من ثلاثة آلاف مدرسة لإصابات مباشرة، وتوقفت الدراسة في بعض مراحل الحرب، ولكنها استمرت بشكل أو بآخر عندما خصصت الأقبية والسراديب حتى المساجد للتدريس بأمر من الرئيس ا لبوسني علي عزت، ويمكن حصر المشكلات التي تعرضت لها العملية التعليمية في البوسنة والهرسك كالآتي:
1ـ نقص الكوادر في مجال التعليم: بسبب الحرب اضطر الكثير من المعلمين إلى الهجرة خارج البوسنة والهرسك، واضطر بعضهم الآخر إلى حمل السلاح والدفاع عن هوية الشعب المسلم، وكان لذلك أثره البالغ على العملية التعليمية في البوسنة والهرسك، واضطرت الحكومية البوسنية في ذلك الوقت إلى الاستعانة بكوادر أقل خبرة، ومضاعفة ساعات التدريس بالنسبة للكوادر التي فضلت البقاء في البوسنة والهرسك على الهجرة إلى الخارج، الأمر الذي أرهق المعلمين، فساعات العمل الإضافية كانت تراوح بين ست وتسع ساعات يومياً أو أكثر في بعض الحالات.
2ـ نقص الكتب والقرطاسية: عانت المدارس في البوسنة والهرسك نقصاً هائلاً في الأدوات القرطاسية والكتب الدراسية والأقلام، لاسيما المدن المحاصرة، ومنعت الأمم المتحدة إدخال هذه المواد إلى البوسنة والهرسك، وبخاصة العاصمة سراييفو بحجة أنها ليست من المواد الغذائية!
وقد اضطر المعلمون إلى اختصار المواد، وكان القلم الواحد يتناوبه خمسة طلبة.
3ـ البرد الشديد: عانى الطلبة والمعلمون أثناء الحرب البرد الشديد في غياب وسائل التدفئة والكهرباء التي كانت مقطوعة، حيث تصل درجة الحرارة إلى (14) درجة تحت الصفر، ويصف أحد الطلبة الموقف فيقول: «كنا نحاول أن نمسك القلم بأيدينا بعد أن نلفها بأطراف أكمامنا فلا نستطيع إلا بشق الأنفس».
4ـ الجوع: يؤثر الجوع على عملية الإلقاء والتلقي، وقد تعرض المسلمون في البوسنة والهرسك لهذا النوع من الألم، ألم الجوع، وألم عدم الاستيعاب بسببه.
5ـ الخوف: كانت العملية التعليمية تتم وسط أزيز الطائرات وأصوات المدافع، وهذا أثر على عملية الاستيعاب أيضاً.
6ـ الانتقال: في أثناء الحرب اضطر الأطفال والشباب إلى الهجرة سواء إلى مدن أخرى أو إلى خارج البوسنة، ووجدوا صعوبات كبيرة في التأقلم مع الوضع الجديد، فضلاً عن مشكلات فقدان أحد أفراد الأسرة وبخاصة الأب أو الأم، أو كليهما معاً، مما أثر على نفسيات الطلبة أو بعضهم.
7ـ الجهاد: أثناء الحرب اضطر الكثير من المعلمين والطلبة إلى الذهاب إلى خطوط النار، وبعضهم قضى نحبه هناك، أو تعرض للإعاقة.