التعليم بعد الحرب

بعد الحرب المدمرة، والتي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء. سعى المجتمع الدولي جاهداً للتعاون مع الأجهزة والهيئات القومية في البلاد من أجل إرساء أسس للمصالحة بين الأطراف المتحاربة، وإعادة بناء البلاد كدولة موحدة، وهي مهمة عسيرة شاقة، ومعقدة للغاية.
وقد أبدت منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة لهيئة الأمم المتحدة (اليونسكو) اهتماماً بالغاً بالتعاون مع جمهورية البوسنة والهرسك في مجال التعليم خلال فترة الصراع التي شهدتها البلاد، وذلك من خلال الاضطلاع بأنشطة متعددة، ووفائها ببعض المتطلبات المحلية للبلاد.
وفي أواخر عام 1995م، وفي ظل توقيع اتفاق ديتون للسلام أتيحت الفرصة أمام الهيئة الدولية (اليونسكو) للتعرف على الوضع الجاري في البوسنة والهرسك عن كثب، وهو الأمر الذي يمكنها من دراسة آفاق المستقبل واستكشاف المضامين الجوهرية المأمولة من التعليم في البلاد.
والواقع أن المنظمات والهيئات الدولية الأخرى لم تكتف بدور المتابع للأحداث المأساوية في البوسنة والهرسك، وإنما سارع بعضها إلى مد يد العون بهدف تحقيق السلام المنشود في البلاد. ومن بين هذه الهيئات الدولية، نجد أن برنامج الأمم المتحدة قد أخذ على عاتقه القيام بسلسلة من المراجعات والمعاينة لقطاعات العمل، والزراعة، والصناعة، ووسائل الاتصالات، والتعليم في البوسنة والهرسك.
ونظراً لتشابه أهداف وغايات المنظمتين الدوليتين فقد قررتا توحيد جهودهما، والعمل بشكل مشترك مع السلطات الوطنية المشرفة على النظام التعليمي في البوسنة والهرسك.
وقد أعدت الهيئات تقريراً عن عملها في اتحاد البوسنة والهرسك، واعتمد التقرير على الملاحظات والنتائج التي توصلت إليها بعثة اليونسكو للبوسنة والهرسك. وقد رأس وفد البعثة السيد/ جون بينون، وضمت البعثة مهندساً معمارياً، ومختصاً في شؤون التعليم العالي، وثالثاً في اقتصاديات التعليم، ورابعاً في مجال التعليم العام، بالإضافة إلى رئيس مكتب اليونسكو بسراييفو، والمنسق التعليمي لليونسكو هناك. وقد ساهم الأخيران بشكل جوهري في قيام بعثة المنظمة بعملها الميداني. وقد بذلت جميع الجهود للتأكد من دقة المعلومات والبيانات التي تم جمعها، بيد أنه يجب التنويه إلى أن البعثة لم تتمكن من التحقق في بعض المعلومات والإحصاءات التي تم التوصل إليها.
وزارة التعليم في اتحاد البوسنة والهرسك
وزارة التعليم (moe) في البوسنة ليست وزارة قائمة بذاتها، إنما هي جزء لا يتجزأ من وزارة التعليم والعلوم والثقافة والرياضة والإعلام (moesci). أما وزير التعليم المنوط به مهمات وأعباء وزارة التعليم فيعاونه نائبان بالإضافة إلى أمين عام واحد.
وتضم وزارة التعليم سبع إدارات تشرف عليها هيئتان: الأولى خاصة بالتعليم، والثانية خاصة بحماية الآثار التاريخية. ومن بين الإدارات السبع، هناك ثلاث إدارات تختص بشؤون التعليم مباشرة، ويترأس كل إدارة وكيل وزارة مساعد. أما الإدارات الثلاث المذكورة فهي:
1ـ إدارة التعليم: ومهمتها الإشراف على التعليم في مرحلة ما قبل المدرسة (الحضانة والتمهيدي) والمراحل (الابتدائية، والثانوية، والتعليم العالي). ويتشكل طاقم العاملين في هذه الإدارة من أحد عشر فرداً.
2ـ إدارة التفتيش الإداري: وتختص بالتفتيش على إدارات المدارس ومعاهد التعليم العالي. وهذه الإدارة على اتصال دائم بالهيئة العليا للتعليم، إحدى الأجهزة الاستشارية، التي توقفت عن أداء نشاطها أثناء فترة الحرب.
3ـ إدارة الشؤون القانونية والاقتصادية: وتهتم بالمعايير التعليمية الأساسية، وبشؤون الميزانية، وأنشطة الدراسات والبرامج الخاصة بوزارة التربية والتعليم. وينبثق عن هذه الإدارة قسمان، وهما:
أـ قسم المعاونة القانونية والإدارية، وطاقم العاملين فيه ثلاثة عشر فرداً.
ب ـ قسم الشؤون الاقتصادية، والمالية، والإحصائية، ويعمل فيه اثنا عشر فرداً.
وتتخذ وزارة التعليم (moe) مدينة سراييفو مقراً لها في الوقت الحالي، وإن تضمنت اتفاقية ديتون للسلام إمكانية انتقالها إلى مدينة موستارت في القريب العاجل. ويجب أن ننوه أن شؤون التعليم في اتحاد البوسنة والهرسك وبموجب الاتفاقيات الدولية ستوكل في معظمها للمحليات، أو ما يسمى بالكانتونات، وهذه الأخيرة غير ملزمة باتباع قانون المدارس القائم لعام 1993م