التخطيط لمستقبل جودة التعليم الحلقة 19
الكتاب المدرسى، والكتاب الجامعى (8)
تحدثنا فى الحلقة السابقة عن كيفية تعامل الطالب مع الكتاب الجامعى ، وفى هذه الحلقة سنقدم آخر شئ يتعلق بهذا الموضوع، وهى بعض المعايير لضمان جودة الكتاب الجامعى إن وجد .
المعيار الأول :- الشراكة والحوكمة
بمعنى شراكة أكثر من مؤلف متخصص فى المجال يشارك فى إعداد الكتاب ، وليس فرداً واحداً مهما بلغ مستواه العلمى . والحوكمة بمعنى توضيح الدور الذى قام به كل عضو فى تأليف الكتاب ، مع نسبة العمل الخاص به لمراجعته ، وسؤاله عند الحاجة .
المعيار الثانى :- جدة، وحداثة الموضوعات ، وقابليتها للتطبيق
من الضرورى أن تكون الموضوعات المقدمة فى مجال الدراسة حديثة ،ومعاصرة ، وقابلة للتطبيق ، والقياس فى الواقع .
المعيار الثالث :- القابلية للتحديث المستمر
الكتاب الجامعى كما شرحنا من قبل من الضرورى أن يتم إعداده ، وتحديثه كل ثلاث سنوات لضمان إلمامه بكافة المستجدات العصرية ، والطرق العلمية فى البحث .
المعيار الرابع :- صقل المهارات
من المفيد أن يتضمن الكتاب الجامعى مجموعة من الأنشطة ،والمهارات الذهنية ، والمهارية ، والوجدانية ، أكثر من تضمينه الكثير من المعارف ،والمعلومات التى قد يعتمد عليها الطالب دون بذل الجهد .
المعيار الخامس :- مشروعات تعلم ذاتى من خلال مصادر متعددة
الكتاب الجامعى من الأفضل أن يتضمن مواقع تعليمية للبحث ، والتعلم الذاتى ، وحث الطالب على التفكير فى إعداد مشروعات بحثية ، وفنية، وعلمية تفيد مجال تخصصه ، ومهنته فى المستقبل . ولذلك من المفيد أن تكون ثمة وسائل مساعدة مع الكتاب الجامعى مثل قواميس ، سى دى ، شرائط فيديو ، شرائط كاسيت ، تجارب ،ونماذج عالمية فى صورة ملفات مرفقة ..........
المعيار السادس :-الإشارة إلى مراجع أخرى
من الضرورى أن يتم كتابة عبارة ( هذا الكتاب لا يساعدك فى عملية التقييم النهائى لمهاراتك ، وما اكتسبته من عمليات تعلم ، ولكن هناك الكثير من المصادر التى تصقل خبراتك ، وتحقق عملية التعلم بالنسبة لك من خلال البحث فى المكتبة ، والإنترنت ، وإليك بعض المراجع العلمية المفيدة لمجال تخصصك ........ ) .
المعيار السابع :-عدم الربحية من الكتاب الجامعى
إقرار الجامعة بوجود الكتاب الجامعى ليس للتربح منه ، وإنما لوضع الطالب على بداية الطريق ، ومساعدته ببعض الإرشادات ، لهذا فمن الضرورى أن يكون سعر الكتاب الجامعى رمزياً ، كما أنه من الضرورى ألا يكون ملزماً للطالب شراؤه ، ولا يرتبط بعمليات التقييم من أستاذ المادة .
المعيار الثامن :-ضمان التواصل مع أستاذ المادة والعالم الخارجى
من الضرورى أن يثير الكتاب الجامعى تساؤلات الطالب الملحة للبحث ، واستشارة أستاذ المادة ، والتواصل مع العالم الخارجى سواء المحيط بالطالب ، أو المجتمع ككل ، أو المجتمع الدولى عبر الإنترنت من خلال منتديات التعلم ، ومشاركة عملية التعلم مع طلاب خارج الوطن لاكتساب مزيد من الخبرات المتبادلة ، واكتساب الكثير من مهارات التواصل .
وأخيراً :- المعيار التاسع :-ضمان جودة الكتاب الجامعى
وذلك من حيث الشكل الخارجى ، فمن المفيد أن يلفت نظر الطالب ، ويشده للقراءة من خلال السلاسة فى عرض الموضوعات ، وبساطته فى عرض الأنشطة، والمعلومات .
كما أيضاً من حيث المضمون من الضرورى أن يضيف للطالب الجامعى ، وأن يكون قيماً فى محتواه ، ويثرى، ويحفز عقل الطالب للبحث المستمر ، لما يتضمنه من أنشطة ، ومعارف عامة ، ومعلومات فى مجال التخصص ، وإحالته لمراجع علمية قوية ، وتواصل دولى مع العالم الخارجى . الأمر الذى يعتز به الطالب ،ويكون مرجعاً أساسياً فى مكتبته الخاصة حتى بعد تخرجه .

شكراً جزيلاً لمتابعة حضراتكم لموضوع الكتاب المدرسى والكتاب الجامعى
وإلى اللقاء فى حلقات جديدة ، وموضوع جديد ضمن حلقات التخطيط لمستقبل جودة التعليم بإذن الله .