حصاد عام بعد الحصول على الاستقلال
لقد مر عاماً بأكمله بعد الحصول على الاستقلال من الحكم الاستبدادى المتسلط ، بعد تنحى الرئيس المخلوع مبارك وأسرته عن الحكم . لقد كان عام 2011 مميزاً فى كل شئ فقد تساوت فيه لحظات الحزن مع لحظات الفرح .
اختلطت فرحة النصر ، بالدموع على الضحايا والشهداء . عشنا سنة بأكملها تارةً نشعر بالحرية ،والسعادة ،والقدرة على التعبير عن الأراء ، والقدرة على المطالبة بالحقوق ، وقدرة على إبراز الإمكانات ،والقدرات ، بعد أن خيم جو من المحسوبية ، وعدم العدالة .
ولكن فى الوقت ذاته بتنا لا نفهم الشارع المصرى ماذا يريد فئة تؤيد ، وفئة مساوية تعارض . إنقسم الشارع المصرى لفريقين ، مباراة تنافسية بين مؤيدى النظام العسكرى لحين انتقال السلطة إلى حاكم مدنى ، وفئة تدين ،وتتهم النظام العسكرى بالرغبة فى الاستئثار بالحكم ،والتواطؤ مع النظام السابق . رغم التصريحات الكثيرة للمجلس العسكرى بأنه سينقل سلطة الحكم قبل منتصف عام 2012 . إلا أن الغموض لازال يسيطر على حالة الشارع المصرى ، ماذا يريد الشعب بالفعل ؟ لست
أدرى ؟!!!!!!!!!!!!
هل يريد الاستقرار الفعلى ، أم يريد إشعال النار والفتن والقتل والخراب والتدمير ، ولصالح من ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الفئة التى تريد حكم مدنى ، هل تريد اختيار الحاكم بشكل عشوائى ، دون تدبير، واختيار سليم لمَن سوف يحكم ، وضمان انتقال آمن للسلطة . نعرف أن الأداء فى فترات كثيرة من النظام العسكرى كان غير متوقعاً ، ولكن لا ننسى أننا أنهكنا المجلس العسكرى كثيراً بكثرة الاحتجاجات، والوقفات والعنف والسرقات والبلطجة وأعمال التخريب . إنهم بشر مثلنا ، ولن يخافوا علينا أكثر مما نخاف نحن على أنفسنا ،ونحمى أنفسنا بإحترامنا لآدميتنا ، ونعمل ،ونعمر ، ونتركهم يعملوا لصالح البلد . والذين يتهمون، ويقفون ويعلنون العصيان المدنى ،وعدم العمل ، من سيدفع لهم أجورهم ، ومن سيحميهم ، َمن سيحمى منازلهم ، ومن أعطاهم الحق للمطالبة ، والكلام والوقوف بلا هدف ، إلا ما خفى من أجندات ، ودعوات خبيثة من جهات تريد تدمير شباب المجتمع، وأبنائه . كنا فى السابق لا نقدر أن نقف أمام بيت الرئيس ، لانتظار عربة أو تاكسى للركوب ، والآن الكل لديه الجرأة، والحديث ،والكلام غير المعقول ،وغير المتوازن ، والمساس بأمن المجتمع المصرى، واستقراره . ثم فى النهاية َمن يشعلون الفتن يهربون إلى الخارج بعد أن أدوا المهمة فى تفريق مصر ، وزعزعة أمنها ،ووحدتها ، والضحية هو الشعب بأكمله . لأن هؤلاء إستعملوا الشباب أدوات وُدمى لتحقيق مآربهم الشيطانية للقضاء على الاقتصاد، والبنية الأساسية للمجتمع المصرى .
كيف هذا ؟ إذا كانت الرغبة فى وجود حاكم بشكل سريع فالحاكم لن يأتى إلا برأينا ، ورغبتنا ، فلنسلك الطرق المشروعة فى التعبير عن الرأى ، وننتخب َمن نريد ، ونحترم رأى الأغلبية . من أجل استقرار ، وأمن مصر .
الأزمة التى يمر بها المجتمع المصرى حالياً السبب الرئيس فيها هو قلة الوعى ، واليد العابثة بعقول الشباب ، وكذلك الفئات البسيطة من الشعب ، ودورنا هو اليقظة المستمرة لهؤلاء ، وحثهم على العمل ، والقضاء على الأفكار المستوردة مثل العصيان المدنى ، والإضراب نحن بحاجة حقيقية لكل ثانية .
فنحن نبنى مصرنا من أول ، وجديد . فهل نترك حلمنا غيرنا يحققه . أم نتكاتف كلنا ، ونفعل ، ونبنى ، ونطور من أجل بناء مصرنا بإبداعاتنا، والوقوف يد واحدة ضد هؤلاء الذين يشعلون الفتن ، ويوغلون صدور شبابنا من أجل تحقيق أهدافهم الشيطانية، ثم يهربون على الخارج أو هم بالفعل يحركون الشباب من الخارج بآرائهم المعادية للمجتمع، واستقراره.
هيا جميعاً نرفع عبارة yes we act ولا نترك فرصة لأحد يردد عبارة العصيان المدنى أو الإضراب .