التخطيط لمستقبل جودة التعليم( الحلقة26 )
التعلم الذاتى القائم على الاكتشاف المستمر(7)
فى هذه الحلقة سنتحدث عن عملية المتابعة لمهارات التعلم الذاتى القائم على الاكتشاف المستمر . حيث أن الكثير من مهارات التعلم الذاتى المتعلمة قد تنطفى أو يحدث لها كمون فما السبب ؟
مثال عملى :- إذا تعلمت مهارة قيادة السيارة ، ثم توقفت لمدة سنة عن قيادة السيارة بحكم سفرك للخارج ، أو ظروف طارئة . فعندما تعود لممارسة قيادة السيارة من جديد ستشعر بأنك تتعلم المهارة منذ البداية ، وتعلل الأمر بأنك منذ فترة لم تتمرن على مهارة القيادة .
بالفعل هذا ما يحدث لمهارة التعلم الذاتى القائم على الاكتشاف ، فإذا لم تواصل متابعة التدريب على المهارة سيحدث لها عملية كمون أو إنطفاءحتى تزول تماماً ، وتصبح كالمبتدئ فى عملية التعلم الذاتى .
ما أسباب إنطفاء مهارة التعلم الذاتى ؟
-انقطاع عملية الممارسة المستمرة للمهارة .
-صعوبة التجديد فى تعلم المهارة المطلوبة .
-عدم استخدام فنيات التعلم الذاتى .
-قلة المتابعة المستمرة ، والتغذية الراجعة .
والسؤال الذى يلى ذلك كيف نحافظ على مهارة التعلم الذاتى القائم على الاكتشاف المستمر ؟
أولاً الدافعية المستمرة للتعلم .
ثانياً الممارسة لعمليات التعلم الذاتى .
ثالثاً بناء القدرة الداخلية على مواجهة الصعوبات ، والتحديات مهما كانت .
رابعاً التواصل المستمر مع متطلبات، واحتياجات المجتمع الدولى .
خامساً التجديد المستمر لفنيات ، وطرق التعلم الذاتى .
سادساً الشعور بالحاجة الدائمة للإنجاز ، والاكتشاف، والإبداع .
سابعاً المحاولة والخطأ ، والمثابرة حتى تحقيق الأهداف المنشودة .
ثامناً التركيز الشديد، والاهتمام المستمر بما فى أيدينا يساعدنا على إتقان المهارة بدقة ، وسرعة .
وأياً كان نوع التعليم المستخدم لتحقيق التعلم الذاتى القائم على الاكتشاف المستمر سواء كان تعليماً مفتوحاً ، أو تعليماً عن بعد ، أو تعليماً بالمراسلة ، أو تعليماً عادى ، أو تعليماً استكشافياً ...
فإن عملية المتابعة ، والممارسة المستمرة لمهارة التعلم الذاتى ركيزة لضمان بقاء، واستمرارية تلك المهارة .
كيف تتم عملية المتابعة لمهارة التعلم الذاتى مع الأطفال الصغار؟
هذه فى الحقيقة تتطلب ُمرشد قد يكون المعلم أو ولى الأمر أو المهتم ببث روح التعلم الذاتى لدى الأطفال كى يكتشفوا بأنفسهم عالمهم المحيط بهم . وهى عملية تتطلب مجهود غير عادى مع الأطفال ، ومثابرة ، وتحفيز مستمر لهم على البحث، والاكتشاف ، والتشجيع فى البداية بكل ما يأتوا به من نتائج حتى إذا كانت تقليدية أو ضعيفة المستوى لأنها فى نظر الأطفال تعد إنجازاً لا مثيل له . وهنا المرشد أو المدرب بحاجة إلى إعداد قوى على مثل تلك التعليمات من قبل الخبراء فى عمليات التعلم الذاتى ، و تدريبهم على آليات بث مهارة التعلم الذاتى عند الأطفال الصغار فى مرحلة رياض الأطفال ، والإبتدائى ، والإعدادى .
كما أن وضع برامج مصممة خصيصاً لمهارات التعلم الذاتى القائم على الاكتشاف المستمر ، فى صورة ألغاز ، وقصص ، وتمثيل ، وألعاب تكون مفيدة فى حفز، وجذب انتباه الأطفال للتعلم ، والاكتشاف ،لكل ما هو جديد ، ومثير .
وفى ختام هذا الموضوع الشيق ، أحسب أن مهارات التعلم الذاتى القائم على الاكتشاف المستمر هذا هو وقتها الحقيقى داخل منظومة التعليم ، وأننا لا يمكننا إحداث التقدم بغير مشاركة كافة أطراف العملية التعليمية فى التعليم من خلال البحث ، والاكتشاف المستمرين عبر مهارات التعلم الذاتى القائم على الاكتشاف المستمر .
إلى اللقاء إنشاء الله فى حلقة جديدة، وموضوع جديد عن التخطيط لمستقبل جودة التعليم .