يوميات مراسل جودة في الأرياف

تنظر إليها تحبها من أول مرة إمرأة ريفية بسيطة ، قلت لها لماذا أنت هنا هل من خدمة أقدمها لكِ في المدرسة ، إبتسمت و قالت: لا فقط أنا اليوم مكان زوجة إبني لانها تعمل هنا و أنا مكانها للحظات حتي تأتي ،

قلت: لها هل لكِ أولاد أو أحفاد في المدرسة
قالت: لا أولادي إبني في المعهد الأزهري ، بيتنا بجوار الممدرسة مباشرة و لا يمكنني إحضار أحفادي هنا ، البيت بجوار المدرسة ، المدرسة تبرعنا نحن بالأرض لتقام عليها المدرسة عام 1970 ، و الاولاد يعتبرون المدرسة هي جزء منا ، و المعلم عندما يحتاج شيء سوف يقول لابني إذهب و احضره من البيت ، و عندما كان أولادي بالمدرسة لم ينحجوا من كثرة خروجهم من الحصص لإحضار بعض الأدوات المنزلية من عندنا من البيت لتلبية حاجات المدرسة
قلت : أأنت غاضبة مما حدث
قالت : لا 0 إنه نصيب ، و أنا الحمد لله أولادي في حالة متيسرة و لدي كل منهم صنعة يرتزق منها و قبلت يدها " الحمد لله " و عندي ولد واحد حصل علي الدبلوم و الحمد لله تم تعينه في الجمعية الزراعية ، و مع إن أرض المدرسة أرضنا إلا أننا فشلنا في تعيين أحد الأبناء عامل في المدرسة " الحمد لله"
قلت : أتحبين المدرسة
قالت : و بسرعة خافته نعم
قلت : و لو طلبوا منك الحضور لمساعدتهم في أى شيء
قالت: أحضر علي عيني المدرسة يا أختي تعلم ألأبناء ، ثم اشارت بكلتا يديها ، إنظري لهذه اليافته المعلقة لا يمكنني قراءة ما بها ، فأريد أن يصبح الأبناء كلهم قادرين علي قراءة كل ما يقابلهم ، الحياة أصحت تحتاج العلم و التعليم
قلت: حتي بعد فشلكم في تعيين أحد الأبناء ستساعدين المدرسة
قالت : نعم و لن يأتي أحفادي هنا بل سأجعلهم في الأزهر لانه بعيد لن يترك أحدهم الحصة و يأتي إلينا ، و لكن أنا هنا أحب أن أساعد الجميع و لو قالوا لي نظفي حمامات المدرسة
و حضر إلينا أحد المعلمين و أنا و هي نضحك في الحوش و تفرجني علي المدرسة و كيف تبرعت والدة زوجها رغم معارضة الجميع بالأرض ليتعلم الأولاد ، و كيف ضحك الجميع منها و أخذوا يقولون لها الارض أو تعليم أولاد الغير ، كانت تجيبهم تعليم أبناء بلدي تبرعت بما سأذهب به لقضاء مناسك الحج ، ثم ضحكت أكثرو قالت تصدقي والدة زوجي زرقها الله الحج و توفيت هناك 0
نقطة استطردت الحاجة عطيات الحكاية ، سمعت عن الجودة و أنت قلت الجودة تعني مواطن صالح سوف أتبرع بوقتي لاني لا أملك إلا هو و أساعد المدرسة فيما تحتاج إليه ، ثم نظرت للمعلم هل تأخرت عنكم ، قال لا
نظرت لمعلمة رياض الأطفال : هل نتأخر عنكم
قالت : لا
قالت السيدة الريفية البسيطة : طالما الجودة ستجعل المستقبل أحسن أنا معكم

رسالة منكم و لكم
عزيزتي وزارتي ، مدارس الأرياف فقيرة تحتاج الكثير و الكثير لكي تتقدم ، الأجهزة متهالكة ، الأدوات ليس لها وجودة كأدوات المعامل و احتياجاتها ، الأدوات التي يستخدمها معلم الزراعة و الإقتصاد المنزلي
عزيزتي وزارتي مدارس الأرياف في إحتياج تام للكثير من الموارد البشرية ، المدن مكدسة بالمدرسين و الاخصائيين و مدارس الأرياف هناك عجز يسد بأى وسيلة ، المعلم يعين و يتسلم مهامه في الريف ثم يظل يجري و يبحث عن المدينة التي تكاد تتظلم بكثرة من فيها 0

و لنتابع معها في الحلقة القادمة و ما هي الجودة في عيونهم