نهضة المجتمع المصرى

يقف المصريون اليوم فى وجه الضغوط الأوربية موقفاً مشرفاً تحسده عليها جميع دول العالم ، ففى الوقت الذى يتراجع فيه الاقتصاد المصرى نتيجة لما تمر به البلاد من ولادة وطنية حقيقية لأبنائها ، وعمليات تشييد ،وبناء حقيقية فى كل شئ ، نجد جموع المصريين يقفون بكل قوة، وحزم ، ويهتفون لا للضغوط الأوربية ، وفرض الرأى بحجة المعونة أو المنح الأوربية . ويرفعون الآن شعارات ، ويشنون حملات ضد مقاطعة المنتجات الأوربية التى تستفيد منها الدول الأوربية ، وتظن أننا وحدنا المستفيدين من المعونات ، والمنح .
أدرك المصريون أخيراً اللعبة الأوربية فى استنفاذ ثروات الشعوب النامية بدعوى المعونات ، والمنح ، والآن رغم كل ما نمر به من صعوبات اقتصادية نقول لا للتهديد أو الابتزاز بحجة قطع المعونة . فقبل ما تحاول الدول الأوربية قطع المعونات ، سنترفع نحن عن بضاعتهم التى تغرق أسواقنا ، ولن نتعامل معها ، وسنعرف فى النهاية من الرابح ، ومن الخاسر .
العالم العربى لا يمكن أن يهزه التهديد أو الابتزاز مهما كانت الظروف ، وكلنا على أتم استعداد أن نقاطع منتجات الغرب كى نعلمهم درساً لا ينسى أننا لا تهزنا التهديدات ، ولا تهزنا قطع المعونات . لأننا شرفاء ، ومؤمنين بأن المجتهد والمكافح والساعى إلى الخير على موعد دوماً مع السعادة ، والاستقرار، والنصر القريب .
شجاعة ، وبسالة، وإرادة ، وصبر، وقيم خلقية رفيعة يتحلى بها المصريون اليوم أكثر من أى وقت مضى ، هنيئاً لنا جميعاً بأننا عرب ، وهنيئاً لنا بمصريتنا التى تشرف العالم أجمع ، ولا للتهديد أو الابتزاز ، كلنا على استعداد لتشييد نهضة مصرنا بأعمالنا ، وجهودنا ، وأن نضحى بأنفسنا من أجل أن تبقى مصر ، ويبقى العرب يد واحدة وقت الأزمات ، ووقت الشدة ، وأيضاً وقت حصاد النجاح ، والنصر المبين على هؤلاء المدعين بأنهم قد امتلكوا العرب بمعوناتهم ، ومنحهم أيديولوجية الطابع ، والتى تستهدف التدخل فى مصير الأمم العربية . لهذا ونحن نفعل عبارة yes we act نقول نحن المصريون الشرفاء نقول لا للتهديد أو الابتزاز ، ونعم للعروبة ، والوحدة العربية التى تفعل بجدية اليوم أكثر من أى وقت مضى .