التخطيط لمستقبل جودة التعليم( الحلقة37 )
تحسين الممارسات داخل المنظومة التعليمية (11)
تابع تحسين الممارسات داخل المرحلة الابتدائية
نستكمل ما بدأناه من عمليات تحسين الممارسات داخل المرحلة الإبتدائية بدأنا بالممارسة الأولى المتعلقة بإعداد معلم مرحلة التعليم الإبتدائى ، والممارسة الثانية الخاصة بمعايير إعداد المعلم ، والآن نتحدث عن الممارسة الثالثة المتعلقة بأساليب التدريس داخل مرحلة التعليم الإبتدائى .
الممارسة الثالثة :-أساليب التدريس داخل المرحلة الإبتدائية .
بمجرد ما يتخرج معلم المرحلة الإبتدائية من كلية التربية ، ويبدأ حياته العملية داخل المدرسة التى يعمل بها ، لا يعرف من أين يبدأ فى التعامل مع الأطفال ، وكيف يتلاءم مع طلابه ، وهو محمل بجدول ملئ بالأعباء الخاصة بالإشراف ، ومراقبة بوابة المدرسة ، ومتابعة الطلاب أثناء الحصص ، وغيرها الكثير من المهام التى من المفترض أن يكون لها متخصصين فيها ،وليس معلم أو معلمة المرحلة الإبتدائية أو غيرهم من المعلمين ، والمعلمات .
ولنفترض أن المعلم متفرغ تماماً لحصصه مع الأطفال، ومتابعتهم ، وهذا هو المستحب ، والأفضل ، فكيف يتعامل المعلم أو المعلمة مع الأطفال ، وما هى أفضل الأساليب للتعلم ،والتواصل مع الأطفال فى مرحلة التشكيل العلمى، والمعرفى، والوجدانى، والمهارى .
الفكرة لماذا دوماً نطلب من المعلم أن يبدأ هو فى تعليم الأطفال ؟ فلماذا لا نفعل العكس ؟
بمعنى أن يبدأ المعلم بشد إنتباه الأطفال ، وسؤالهم ماذا تريدون أن تتعلموه اليوم فى حصة مثلاً اللغة العربية؟ بإستخدام هذا الأسلوب الشيق مع الأطفال يجعلهم يبدأون التفكير فيما يحبون تعلمه فعلاً ، سواء قراءة الدرس ، أو حكى قصة ، أو إملاء ، أو ورشه عمل ....
ثم يبدأ المعلم فى إعطاء فكرة عامة عن الدرس فى صورة نقاط فقط ، ثم يقسم الأطفال مجموعات ، كل مجموعة تتناقش فى نقطة من النقاط التى وضعها المعلم أو المعلمة، ثم تكتب مجموعة العمل ما فهمته من تلك النقطة بعد النقاش، والعصف الذهنى فى ورقة واحدة لما تم استيعابه، وفهمه بعد مشاركة الجميع ،والقراءة من الكتاب ،وإضافات الأطفال من آراء، وتعليقات حول النقطة محل النقاش . ثم تبدأ كل مجموعة من خلال ممثل لها فى عرض ما كتبته عن النقطة المبحوث فيها ، وبعدها يتم سماع تعليق المجموعات الأخرى على ما كتبته المجموعة ، ثم يعلق المعلم / المعلمة ، ويضيف إلى ما كتبه الأطفال معلومات أخرى، وأسئلة تقويم للبحث فيها فى المنزل من خلال التعلم الذاتى . هكذا يتم شرح الدرس كاملاً ، وتغطية جميع نقاطه من خلال المجموعات التى يتابعها المعلم بنفسه أثناء نقاشهم ،وإعمال عقلهم ، ومن ثم يمر الوقت سريعاً دون ملل ، والكل يجتهد فى إبراز أفصل ما عنده من معارف، ومعلومات ،وآراء ،ومهارات تواصل ، كما من خلال النقاش يبدأ المعلم يبث عملية روح الفريق ، وحب العمل، والتنافس ، واحترام الرأى، والرأى الآخر ، وآداب الاستماع للآخر . مع كل هذا تحققت نواتج التعلم المعرفية ،والمهارية نوالوجدانية . كما تحقق بهجة وحيوية ، وسعادة عملية التعلم . ومن ثم تقل نسب الغياب، ويحرص الطفل على حضور المدرسة لأنها أصبحت جاذبة للأطفال لأنهم يتعلمون شيئاً مفيداً ، ويشاركون ،ويشعرون بأهميتهم داخل الفصل القائم على النشاط، والعمل المستمر لجميع أفراده ،وليس المعلم وحده .
من المفترض أن يغير المعلم طريقة التعليم فى كل مرة ، ففى الحصة التالية يبدأ بالعمل الفردى للأطفال من خلال القراءة مثلاً ، ثم يقوم مجموعة من الأطفال بعملية التمثيل لما تم قراءاته من قصة أو شرح المعلومة بالرسومات والمخططات وهكذا .........
كما أنه من المفيد أن يغير المعلم مكان التدريس كل فترة حيث بإمكان المعلم أخذ الحصة فى فناء المدرسة ، والمعمل ، والمكتبة ، أو حديقة بجوار المدرسة يتم الاتفاق مع مدير المدرسة ، وأولياء الأمور وهكذا يبدع المعلم فى أدوات تحفز الأطفال على الإبداع، والبحث، والاكتشاف ،والحكى القصصى ، والتأليف ، والكتابة ، والقراءة .......

نستكمل بقية الممارسات للمرحلة الإبتدائية فى الحلقة القادمة بإذن الله