الحمد لله الذي خلق الذكر والانثى من نطفة اذا تمنى والصلاة والسلام على محمد الذي اصطفى واجتبى وعلى اله واصحابه اولي النهى وعلى جميع من سار على نهجهم واقتفى .

ايها الاحبة في الله هذا موضوع عظيم يحتاجه اهل الاسلام لكي يتفهم المسلم عظيم هذه الرسالة النبوية الذي بعثه الله عز وجل بها رحمة للعالمين ونعمة الى خلقه اذا اتبعوه اجمعين .
ان الحياة الزوجية تبتدا رسالتها من اول لحظة يعقد فيها الانسان على المراة يحس فيها انه قد تحمل المسؤلية امام الله وانه قد وضع في عنقه امانة عظيمة يقف بها بين يدي الله جل جلاله .
فلذلك يحس الانسان انها حياة مبنية على اسس وواجبات شرعية فليست هي اللذة والشهوة وقضاء الوطر ولكنها مباديء كريمة واسس عظيمة ارساها كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي يسير الملم في حياته الزوجية السيرة الحميدة فيبني للامة بيت يقوم على طاعة الله واسرة تحيا بمحبة الله ومرضاة الله ففي هذه اللحظة الاولى يصبح الانسان بسببها مسؤلا عن بيت كامل وعن امراة اما ان تكون له طريق الى الرحمة او طريق الى العذاب فكم من عقود عقدت انتهت باصحابها الى محبة الله ومرضاة الله وكم من زواجات انتهت الى اهلها الى الجنات والمرضاة تلك القلوب التي دخلت بيت الزوجية وهي تحس برسالة ربها وتعظم الامانة الملقاة على اعناقها فقامت بواجباتها خير القيام .
هذه الرسالة العظيمة التي رحمنا الله عز وجل بها فحصنت بها الفروج ودلت بها على منهج العفاف والكفاف هي منهج النبي صلى الله عليه وسلم ومنهج الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين .
فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم اساسا عظيما ينبغي لكل زوج بعد ان يدخل بيت الزوجية ينبغي ان يحسه ويستشعره فاول شعور تحس به الامانة وثاني شعور يرثه الانسان بعد الشعور بالامانة ان يكون خير الازواج لزوجه ولذلك كم فاضل الله بين الازواج فكم من زوج خير بر كريم حليم رحيم احبه الله بلطفه لاهله وعطفه وشفقته على زوجه وولده وكم من قلوب رحيمة بنت بيوت الزوجية على المحبة والمودة والرحمة فرحمها الله بتلك الرحمة ولذلك صدق النبي صلى الله عليه وسلم اذ يقول
(خيركم خيركم لاهله )
كما ثبت في الصحيح من حديث انس بن مالك رضي الله عنه أي اعظمكم مقاما عند الله من كان خيرا على اهله من كان رحمة لزوجته ولم يكن عذابا عليها من كان نعمة لهل لا نقمة عليها من كان حكيما حلما رحيما يغزو قلب تلك المراة بالمحبة وتهابه حبا لاكرها وتهابه رغبة لارهبة لا رهبة تنفير ولا اذية ولا اضرار ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم له تسع نسوة ما اشكت واحدة منهن صلوات الله وسلامه عليه يوما من الايام تسع نسوة على محبة له وصفاء وعلى اجلال له وكرامة ووفاء .
فالوصية الثانية بعد الشعور بالامانة والمسؤلية بين يدي الله على الزوجة وعن هذا البيت ان يكون الانسان برا رحيما وقد وصانا النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الوصية التي اخبر انها الخير وانها الرحمة والبر فقال صلى الله عليه وسلم
(ان الرفق ما كان في شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شانه )
فاذا وقفت رحمك الله أي موقف مع زوجتك واي موقف مع اولادك واهلك فانت بين طريقين اما طريق رحمة ورفق واما طريق عنت وشدة واذية واضرار فانك مخير بين السبسلين وان امامك هذين الداعيين فاختر احبهما الى الله الذي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه زين ورحمة ان الرفق ماكان في شيء الا زانه ولا نزع في شيء الا شانه فتقاد بيوت المسلمين وتقاد نساء المؤمنين بالرفق ولايوقدن بالعنف والاذية والاكراه الا ما امر الله عز وجل به .
ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال
( ان المراة خلقت من ضلع اعوج وان اعظم ما فيه اعلاه ان ذهبي تقومه كسرته وان ذهبت بالين والرفق فقد ابقيتها على عوج فاستمتعوا بهن على عوج)
ولذلك بعض الرجال يشمت بالمراة ويقول انت خلقت من ضلع اعوج .
لا والله ما كان قصد النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الاحاديث ان نشمت بنساء المؤمنين لا والله حاشاه والاسلام ارفع من هذا كله لكن المقصود كانه يقول لك ان الذي امامك يصعب ان تقصره على امر فخذه بالين وخذه بالرحمة وخذه بالمحبة والوفاء وهذا مجرب فان الرجل اذا وفقه الله الى الكلمة الحليمه الحنونة والمعاملة اللطيفة ملك قلب المراة واستطاع ان يستمتع بها مع هذا العوج فهذه وصية نبوية ان ناخذ بالرفق في البيوت الزوجية وان يكون المسلم في معاشرته مع اهله يقيم بيته على الرفق وعلى الحنان والعطف ما امكن وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذه في مواقف عديدة منها حينما اخبر صلوات الله وسلامه عليه عن فضل الرجل على المراة واخبر ان المراة ناقصة عقل ودين لكن هل معنى ذلك ان الانسان يتخذ من هذا الحديث شماتة للمراة؟
لا كانما لما يقول لك ان الله خلقها على النقص ولله الحكمة البالغة فان هذا النقص فيه لين ورحمة جبر الله فيه خشونة الرجل فتصور لو ان المراة كانت كاملة العقل كيف تكون الحياة ؟
يقول لها اذهبي فتقول له لا اذهب فياتيها بعذر فتاتيه بثلاثة اعذار لان عقلها كعقله ولكن الله حليم انقصها في العقل وجعلها نصف الرجل واعطى الرجل القوة لكن اعطاها الحنان واعطاها اللين والرحمة لكي يكمل هذا نقص هذا ويجبر هذا كسر هذا فاذا جاء الابن في موقف يحتاج الى اللين مال الى امه واذا جاء الى موقف يحتاج الى الشدة مال الى ابيه فسبحان الحكيم الخبير سبحان من هذا خلقه وهذا تدبيره وامره
فاليعلم ان البيوت الزوجية وان نساء المؤمنين يوقدن بالرحمة والعفاف والكرامة ابلغ مما يوقدن بالشدة والعنف .



اللهم بارك لكلا الزوجين
اللهم بارك لهما وعليهما واجمع بينهما في خير
اللهم ارزقهم الذرية الصالحة التي تقر بها الاعين
انك على كل شيء قدير
و اخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين