الشخصية المزدوجة


تعانى مجتمعاتنا العربية من وجود بعض الشخصيات التى تحتل مكانة مهمة داخل المجتمعات ، والتى تتسم بإزدواجية الشخصية . حيث تتحدث بلباقة غير معهودة ، وتكون حشود ،وملايين من البشر يلتفون حولها ، وتدعى الخير ،والحب ،والعطاء الدائم دون مقابل غير وجه الله تعالى ، ورسم السعادة على الوجوه .
وبمجرد أن تطاح بهذه الأشخاص ، وتلعب الأقدار بهم ، أو يخفقون فى تحقيق مآربهم ، تختفى السمات الملائكية ، والرغبة فى العطاء ،والحب ،والخير ، وتحاول الابتعاد عن الناس الذين استقطبتهم للمضى ورائهم ،والهتاف بأسماءهم . وتظهر شخصيتهم الحقيقية بعد ضياع أهدافهم ، وتظهر رغباتهم غير المعلنة ، وأجنداتهم الخفية فى الوصول للسلطة ،والمنصب .
فكثيراً نقول على فلان أو فلانة ( يتمسكن حتى يتمكن ) ،وكلنا نعلم هذا المثل الشعبى جيداً ، ولا نحتاط له ، ونمضى ،ونسير وراء أشخاص مجهولة الهوية لمجرد كلمتين ،ووعود أغلبها يتوارى خلفها العديد من المصالح الشخصية التى يكون ضحيتها نحن ، فمن يريد أن يغير ،ويطور لا يوعد بالتغيير بعد صعود المنصب أو الحكم ، فإذا كان عمله لوجه الله كما يدعى فليعمل من الآن ، ولا ينتظر مقابل ، ويبنى ، ويشيد ، وينظف الشوارع الممتلئة بالقمامة ولا تُظهر مظهر حضارى لمصر ، ويضئ المصابيح الكهربائية فى الشوارع داخل القرى ، ويوفر أجهزة تكنولوجية داخل المدارس ، ويُعلم الفقراء ،والمحتاجين ، وينزل المستشفيات الحكومية ،ويوفر أسِرة للمرضى الذين فى قائمة الانتظار لدخول المستشفى حتى تفرغ الأسِرة الممتلئة بمرضى آخرين ......... والكثير ، والكثير من الأعمال الخيرية بدلاً من وضع لافتات بمئآت الآلاف من الجنيهات فهيا إثبتوا حسن النوايا ،ولا تنتظروا المقابل سواء حكم أو منصب لأنكم تدعون أنكم تعملون من أجل مصر ، وتدعون أنكم تعملون لوجه الله تعالى . (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ) ، فإثبتوا أيها المدعين حسن نواياكم ،وإبدءوا الآن أن تنفذوا برامجكم ،ولا تنتظروا أن تعتلوا الحكم كى تنفذوها . ونحن من خلال yes we actنناشد عقول الأمة أن تحكم عقولها فيمن تمشى ورائه ، وفيمن هو يفعل لوجه الله ، وخدمة مصر من الآن دون انتظار مقابل ، لأن مَن ينتظر شيئاً لم ولن يفعل غير الكلام فقط .